رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
العراق مطلوب عشائريا


المشاهدات 1310
تاريخ الإضافة 2022/06/25 - 8:10 PM
آخر تحديث 2024/03/23 - 6:01 AM

شيء جميل أن يلتزم الانسان العراقي بالتعاليم الدينية والأعراف العشائرية، والاجمل ان تكون هذه الاعراف رديفا مساعدا للمحافظة على قوة القانون من خلال الابتعاد عن التعصب القبلي الذي هو حتما يحرف القيم النبيلة الى قيم بالية كريهة غير مجدية فما يحصل من خلاف مهما كان معقدا يمكن حله بطرق الحوار البنّاء وليس بلغة الحديد والنار الذي في النتيجة لا تحرق هذه النار غير الابرياء، حتى إن الدين الاسلامي وبما عرف عنه من هداية لأمة الاسلام قد حرم هذا النهج واعتبره من القيم البالية ففي محكم كتاب الله « القرآن الكريم « قال تعالى « ولا تنابزوا بالالقاب «، وهي هداية ربانية تدعو المسلم الى ان يكون متسامحا مع نفسه.. والغريب العجيب في الموضوع اننا نعيش رغم انفنا عصر الهمجية التي جعلت عشائرنا تتنافس فيما بينها لأسباب تافهة، ومن يقول غير ذلك فهو يجافي الحقيقة ويبتعد عن المنطق الانساني، فكم من قتيل فقد حياته لأسباب تافهة جرّاء نزاع عشائري تطور ليكون مواجهة عسكرية تستخدم فيها مختلف انواع الاسلحة حتى الثقيلة والمتوسطة وتشمل الرشاشات الروسية والامريكية  والايرانية، اضافة الى الاسلحة الرشاشة المتوسطة والمضادة للطائرات التي تسمى محليا « الاحادية «، وتقول الاجهزة الامنية ان العشائر ومنذ عام ٢٠٠٣ باتت تمتلك سلسلة القذائف ومدافع الهاون بمختلف العيارات مما تسهم في احالة ليل سماء مدن وسط وجنوب العراق الى نور ساطع خلال النزاعات العشائرية التي قد تندلع لأسباب بسيطة وغير متوقعة، وفي ضوء هذا الانفلات انتعشت تجارة السلاح وانتشرت الدكات العشائرية رغم ان القضاء يعتبرها من جرائم الارهاب، ويؤكد اكثر خبراء علم الاجتماع ان هذه الظاهرة لم تكن معروفة في العراق قبل عام ٢٠٠٣ . وتؤكد التقارير ان هذه الظاهرة استفحلت نتيجة ضعف الدولة وتراجع التعليم وانتشار البطالة والفقر، والانكى من ذلك استغلال البعض من ضعاف النفوس لافتعال حوادث مرسوم لها مسبقا لابتزاز الضحية مثلما حدث لصديق قال انه وقبل تشغيل سيارته، وفي منطقة وسط بغداد، سقط شخص محتال امام سيارته وادعى ان السائق ردمه في ساقه، واثناء ذلك نقله اشخاص كانوا على مقربة من السائق يبدو انهم من افراد العصابة، وبدأت عملية المساومة بالمال او الفصل العشائري ولم يفلت منها السائق إلا بعد ان دفع لهم مبلغ مليون دينار، هذا الحادث تكرر معي حيث وأنا اسير في سيارتي الخاصة ظهرا سمعت صوت تهشم زجاج سقط من سيارتي واثناء نزولي من السيارة لتفقد الحالة وجدت ان المرآة الجانبية مهشمة في هذه الاثناء اقترب شخص مني وهو يتلوى من الالم ويمسك يده مع شخصين يرافقانه وتكرر نفس المشهد الذي حصل معي مع صديقي وطلبا مني الركوب معي لإيصاله المستشفى إلا اني رفضت ونهرتهما بعنف بعد ان تبين لي انه افتعل الحادث ويبدو انه كان يمسك حجرا بيده لتهشيم المرآة الحانبية، فارتعب هو ومن معه من افراد العصابة خاصة أني كنت في كامل الاناقة بعد ان زجرتهم وانطلقت بسيارتي الخاصة وأنا اندب حظهم العاثر الذي اوقعهم في شر اعمالهم.. لذلك أطالب الاجهزة الامنية بأن تكون اكثر وعيا لرصد مثل هذه الحالات وردعهم وفق القانون وتطبيق  المادة  4 ارهاب  للحد من هذه الظواهر البعيدة عن مجتمعنا العراقي الذي يتحلى بالقيم النبيلة.. وكان الله في عون المواطن.


تابعنا على
تصميم وتطوير