رياضتنا لم تسقط كي تنهض ---------------------------------- قرأت خبرا عن تشكيل لجنة للنهوض بالرياضة العراقية فأستعدت ذكريات بعيدة وقريبة عن فخاخ اللجان التي ينصبها من بيده الامر او هكذا نظن على الأقل للشخصيات الرياضية ذات الوزن المحترم والمكانة الرفيعة في عيون الوسط الرياضي وأهله ليدخلهم ويدخل صاحبة الحظوة الرياضة في دوامة من الأخذ والرد حتى تنتهي الازمة التي ما كانت لتكون الا لان صناع اللجنة هم أنفسهم صناع الازمة . كي لانشرق ولا نغرب لابد من التوضيح اننا لا نعني بالصناع أسماء بعينها ولكننا نرى على حد فهمنا للأمور ان لجنة النهوض تتألف من أسماء كبيرة أريد لها ان تقوم بدو صارف الأنظار عما تقع فيه كرة القدم أساسا من مشاكل وما تتعثر بها من مطبات هي من نتاج أهل الكرة انفسهم أي القائمين على تصريف الأمور بغض النظر عن الصفة وزمن تسلم الموقع , انما هي عصا إخفاق يسلمها سابق للاحق وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم , فمن أين تأتي عزائم وقد توارى أهلها ؟. على المستوى الشخصي أتمنى ان يرفض أعضاء اللجنة قبول دعوة التشكيل احتراما لأسمائهم الكبيرة وسمعة كل منهم الشخصية والمهنية المؤطرة في نفوس الرياضيين بما هو أغلى من كل غال , وذلك لان الرياضة العراقية ليست كرة قدم فقط , فغير هذه اللعبة تتألق ألعابا كثيرة على مستوى التنظيم للبطولات وعلى مستوى المشاركات وعلى مستوى حصد النتائج الطيبة أيضا . أما قضية الجماهيرية التي لا ترقى اليها اية لعبة مقارنة بكرة القدم فهذه قضية أخرى لا ينبغي تعميمها على الرياضة العراقية , ففي هذا التعميم ظلم كبير. وأيضا ان المستوى العام للرياضة العراقية لم يتغير عما عليه الحال منذ عشرين سنة وربما أبعد , فالخلل والحال كذلك يكمن في المسؤولين العاجزين عن تنفيذ الخطط الدقيقة التي رسمت منذ سنوات وعدم قدرتهم على الاستفادة من تجارب الاخرين بعد ان صار العالم كتابا مفتوحا . وأيضا ان الرياضة ليست العابا فقط , بل هي فلسفة وسلوك وأسلوب حياة وتربية وطنية وتنشئة إنسانية تبني جيلا يحب السلام وينبذ الإرهاب ويعرف كيف يحافظ على الصحة البدنية والنفسية , ويملك الوعي البيئي بكل المعاني التي ينطوي عليها مفهوم البيئة , في الطبيعة وفي المجتمع وفي الاقتصاد وفي التكنولوجيا وغيرها من عناصر البيئة المحيطة بالإنسان هذا الفهم الواسع للرياضة يؤكد ان رياضتنا لم تسقط كي تنهض , إنما هي أخطاء تتراكم , شخصها الاعلام الرياضي وشخصتها بحوث أساتذة كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة و اطاريح ورسائل طلبتها وما أغزرها وأنفعها للصادق في البحث عن المنفعة العامة . ما الذي تقدمه اللجنة اكثر مما قدمته جيوش الإعلاميين والباحثين , وما الذي ستوصي به والوصايا تملأ الادراج , ولكن ليس من مغيث ينفض عنها التراب . رياضتنا لم تسقط ولكن قد تكون الظروف قد حكمت عليها ان يكون قدرها بيد حفنة ممن هم سقط المتاع , ونحن لا نعمم ففي وسطنا الرياضي خير كثير نثق بهم يوم تصدق النية في استثمار طاقاتهم وتحفيز هممهم , لذا أتمنى على الاحبة من تمت تسميتهم ان لا يهدروا وقتهم في ما لا طائل منه , فرياضتنا في العموم هي في وضعها الطبيعي في سياق الحال ولن يتغير المآل الا اذا تغير الحال وقطعا هذه الأمنية ابعد ما تكون عن استطاعة أعضاء اللجنة الموقرين . ---------------------------------- كتاب الاعمدة أضيف بواسطة : zawraa المشاهدات : 1284 تاريخ الإضافة : 2022/06/19 - 7:16 PM آخر تحديث : 2024/03/26 - 6:50 AM https://alzawraapaper.comcontent.php?id=342066 ---------------------------------- جريدة الزوراء العراقية AlzawraaPaper.com