جريدة الزوراء العراقية

أكدت أن تراجع الصحافة الاستقصائية لأسباب أهمها قلة المتخصصين في هذا اجال..الدكتورة سحر خليفة لـ”الزوراء”: هناك معوقات كثيرة أمام وصول الطلبة إلى الحد الذي يجعلهم جاهزين لسوق العمل


اجرى الحوار / مصطفى فليح:

أكدت الاستاذة في كلية الاعلام الجامعة العراقية سحر خليفة، ان هناك معوقات كثيرة تقف امام وصول الطلبة الى الحد الذي يجعلهم جاهزين لسوق العمل، وفيما حددت اسباب تراجع الصحافة الاستقصائية في العراق، دعت الطالب الى تطوير امكانياته وان لا يعتمد على ما يحصل عليه في الجامعة.

 

-----------------------

وبشأن واقع التعليم الاكاديمي في كليات واقسام الاعلام في الجامعات العراقية، قالت الدكتورة سحر خليفة: مع الاسف لا يواكب التطورات الحديثة في تقنيات الوسائل الرقمية التي يعتمد عليها في النشر فما زالت الجامعات تركز على الجانب النظري المعرفي اكثر من الجانب الميداني الذي يركز على المهارات الرقمية والكتابة الحديثة في مجال تحرير الاخبار والتقارير، ويعود ذلك الى عدة اسباب منها عدم توفر الاستوديوهات الحديثة ولا المختبرات اللازمة  للتدريب وعدم مواكبة بعض الاكاديميين للمستجدات في مجال الاعلام الذي يتطلب تدريب مستمر للاساتذة لاسيما بعد ظهور اشكال جديدة من الصحافة بالنسبة لنا كالصحافة الاستقصائية وصحافة البيانات.

وحول المعوقات امام الوصول بالطلبة الى الحد الذي يجعلهم جاهزين لسوق العمل ، أكدت ان اول هذه المعوقات هو الطالب نفسه، مع الاسف اغلب الطلبة يدخلون كليات واقسام الاعلام بسبب معدلاتهم المنخفضة، التي لا تؤهلهم لدخول الكليات الاخرى، في حين ان الاعلام يتوجب على من يختص به ان يمتلك موهبة او على الاقل ان  يتقن الكتابة، فالواقع ان اغلب طلبة الاعلام لا يمتلكون ادنى مستلزمات هذا المجال فضلا عن مستوى معين من الثقافة والمعرفة كما ان هناك معوقات اخرى منها عدم فسح المجال امام الاقلام الجيدة والموهبين من الخريجين من قبل المؤسسات الاعلامية.

وبشأن تركيز الصحافة على الاخبار واهمال الفنون الصحفية، قالت: اصبح الخبر امام التسارع الكبير في تكنلوجيا الاتصال الاتصال والتنامي الكبير في المنصات الرقمية هو سيد الفنون، لانه يتناسب مع السرعة الكبيرة في النشر التي توفرها المنصات الاعلامية فضلا عن البث الفضائي مما سبب تراجع الفنون الصحفية الاخرى كالتحقيقات والحديث وغيرها.

 

الصحافة الاستقصائية في العراق

وعن موقع الصحافة الاستقصائية في خارطة العمل بالعراق، ذكرت الدكتورة سحر: لا استطيع القول ان هناك صحافة استقصائية في العراق لاسباب عديدة منها قلة المتخصصين من الصحفيين في هذا المجال وايضا لصعوبة هذا النوع من الصحافة الذي يتطلب امتلاك مهارات في التقصي والبحث  وفي التحري عن المعلومة كون هذا النوع من الصحافة يتطلب الكشف عن الاسرار والخفايا ويتناول قضايا فساد مالي واخلاقي وقضايا تخص حقوق الانسان وملفات سياسية فضلا عن عدم وجود مؤسسات صحفية تشجع العمل على هذه التحقيقات وعدم وجود منصات رقمية متخصصة بالعمل الاستقصائي لانها مكلفة ماديا وتحتاج الى وقت غير قصير لاعداد التحقيقات وانجازها ناهيك عن الامر الابرز وهو الخطورة التي يمكن ان يتعرض لها الصحفي الاستقصائي اذا تطرق لموضوعات معينة.

 

مناهج تدريس الاعلام تلبي الحاجة

وبشأن تلبية مناهج تدريس الاعلام للطموح،ام هي بحاجة الى التطوير ، قالت : ان المناهج التعليمية الخاصة بالاعلام في العراق اغلبها ملبية للحاجة فقد عملت ضمن موقعي السابق كعضو في لجنة تطوير وتحديث مواد ومناهج الاعلام  ومعي اعضاء زملاء اخرين من جامعات مختلفة قمنا بتطوير المناهج التعليمية لتكون مواكبة للمناهج الحديثة في العالم لكن هذا لم يكن كافي بسبب عدم توفر العناصر الاخرى الضرورية لتكون مخرجاتنا بالمستوى المطلوب في السوق منها عدم توفر البنى التحتية اللازمة للتدريب وان توفرت فربما لا نجد الطالب الذي يرغب التعلم.

واضافت: على الطالب ان لا يعتمد على ما يحصل عليه في الجامعة من علم ومعرفة فقط فالمسؤولية تقع على عاتقه في تطوير امكانيته اكثر عن طريق الاشتراك بالورش التدريبية المتاحة على شبكة الانترنت وعلى القراءة والمطالعة لان الاعلام يعتمد بشكل كبير على مهارة الكتابة والتحليل الناقد وعلى المستوى الشخصي كثيرا ما اتواصل مع الخرجين من طلبتنا  لارشادهم نحو الورش والدورات التي تعزز من مهاراتهم الرقمية لكن مع الاسف اجد اغلبهم غير مهتم وضعيف الاستجابة كما انني انصح الطلبة بالاقتراح على المؤسسات الاعلامية العمل معهم من غير مقابل مادي في بداية الامر لاكتساب المهارة والخبرة التي تؤهلهم للعمل في ما بعد.

 

البحوث والرسائل والاطاريح في الاعلام

 

اكدت ما نراه على ارض الواقع ان الجامعات تنتج للمكتبات فقط، فلا يوجد لهذا النتاج انعكاس مجتمعي او اقتصادي او سياسي والسبب يكمن في قصور مؤسسات الدولة وايضا المؤسسات الاخرى عن الاستفادة من البحوث الجامعية فالكل غير مهتم بالتطوير او الاستعانة بالخبرات الجامعية من اجل ايجاد حلول للمشكلات التي تواجههم كما هو حاصل في الدول المتقدمة.

وعن موقع الاستاذ العراقي في مجال الاعلام بين اقرانه العرب، أكدت لايوجد موقع له، فالمتابع للمنصات البحثية العالمية مثل (سكوباس) و (رسيرج كيت) و(الاوكيد) يلاحظ ان البحوث العراقية تأتي بالمراتب المتأخرة، على عكس الاستاذ العربي فله نتاج واضح وباللغتين العربية والانكليزية وهذا لا يمنع من وجود بعض الخبرات الاكاديمية هنا وهناك.

واختتمت الدكتورة سحر حديثها مع الزوراء قائلة ، رغم الصعوبات والمعوقات الا ان الامل لا يفارقني في ان ارى واقع الاعلام العراقي في تخصصاته المختلفة افضل حالا في المستقبل.

 

تعمل الدكتورة سحر خليفة تدريسية في كلية الإعلام - الجامعة العراقية، منحتها منصة (اريد) للباحثين باللغة العربية وسام "عالم" تقديرا لمجهوداتها العلمية شغلت منصب معاون العميد العلمي لمدة أربع سنوات، نشرت العديد من البحوث في مجال الإعلام والصحافة منها باللغة الانكليزية عن أنظمة الاعلام العربية بالاشتراك مع مجموعة من الاساتذة العرب الى غيرها من الدراسات و لها مشاركات في المجاميع البحثية مع أساتذة عرب وأجانب وهي متخصصة في مجال التحليل الدعائي وساهمت في العديد من المؤتمرات العلمية وفي تدريب العديد من طلبة الإعلام على اعداد الأفلام التلفزيونية، تشغل حاليا منصب نائب رئيس جمعية البصيرة للبحوث والتنمية الإعلامية في  العراق، ومنسق أقليمي في الجمعية العربية الاوربية لباحثي الاعلام والاتصال (AREACORE) في المانيا انها الاستاذة الدكتورة سحر خليفة سالم التي اجرت "الزوراء" معها هذا الحوار والذي لم تنقصه الصراحة وحمل بين طياته  تشخيصا لواقع  الاعلام ومصاعب مهنة تدريسه في العراق.

وعن دخولها الاعلام قالت الاستاذة الدكتورة سحر خليفة سالم: دخلت مجال الاعلام بالصدفة عندما اصبحت امام الاختيار بين اقسام كلية الاداب في جامعة بغداد، فوقع اختياري على قسم الاعلام لانه كان يتوافق مع هوايتي التي امارسها وهي قراءة الصحف والمجلات.

 


المشاهدات 1510
تاريخ الإضافة 2022/06/16 - 2:00 AM
آخر تحديث 2024/03/28 - 6:18 PM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com