جريدة الزوراء العراقية

الروائي الجزائري أحمد رحماني لثقافية الزوراء : نحن في عصر “الكل يكتب” بعيدا عن التفاوت الدلالي ما دامت اللغة سليمة


الزوراء / خاص:
سنقوم بسياحة سريعة جول قلم الروائي الجزائري احمد رحماني، وستكون روايته ( زوج رجال ) مكانا لهذه السياحة السريعة.
يستخدم الروائي عند الدخول الكثير من العدسات التي تصور المكان، باعتبار ان الاماكن ناس والناس اماكن ، ومن خلال الوصف تكون خريطة الرواية تبدأ بالوضوح .
(جبال من السلالة الغابية بخضرتها كنبات عاشق للماء ، خاضعة خضوعا طوعيا لتاج البلوط واشجاره الوارفة ..) ص6 .
( مدينة تقبع فوق صفيح من الجمر المندس تحت التراب والثرى الجاف .. ) ص7.
البداية انطلقت من المكان ، ومع فعل العدسات الدقيقة في التقاط الصور خرج علينا ( يحيى ) بعدسات مختلفة.
فالوصف الاول للمكان كان هدفه الانتقال من مفهومه الميكانيكي الى حركته الديناميكية وجعله عاملا من عوامل خلق الفضاء الروائي الشامل..
والوصف الثاني للأشخاص كان الهدف منه تلوين الشخصية الروائية بما يخدم رسم مسار الاحداث ( كان طالبا ، شاب يافع ما يزال وميض ما تلقى .. ) ص8.
(لا يمشي في الاسواق ولا يدخل المنزل ولا يخرج منه الا ... ) ص8 .
العدسات المختلفة في التصوير مهدت لظهور الفعل الدرامي في الرواية ، البداية كانت مع الحظ لـ( يحيى ) لأنه ابن الزكراوي الذي ظل منتصبا في الذاكرة الجماعية والذي جر عليهم الشؤم .
ولكي تتسع دائرة الصراع ، فقد لجأ الروائي احمد رحماني الى استخدام تقنية الاسترجاع ( فلاش باك ) ( قصة الحكاية لقب البيجوتري ) الذي ظل عالقا الى الابد وصار طائرا نحسا ..  ص9 .
وهكذا تستمر الحكاية ، ولكي يكسر رتابة لجأ الروائي الى الحوار بلغة محلية، ومعها تبدأ المتواليات السردية بالظهور لتشكل بدورها حكايات جديدة معتمدة على نول جديد وخيوط جديدة : 
( سأقص عليك قصة من زمن كنا نشرب الريح ونأكل الشمس .. ) ص14 .
الرواية بمفهومها العام تعتمد على منظومتين اساسيتين ، هما المنظومة اللغوية والدلالية ( اطار ومضمون ) (مبنى ومعنى).
والاسلوب السردي الذي اعتمده الروائي أحمد رحماني هو مزيج من الاسلوب الغنائي والدرامي بملامحه العامة والذي ساعد على بلورة دلالات ذات قيمة سياسية ومجرات احداث ارتبطت بشكل مباشر مع دلالة الاهداء الذي قدمه الروائي لنا : 
( الى من تآخوا في وطن ، أحبوه وآمنوا به جامعا ... )
الروائي احمد رحماني:
خريج جامعة وهران بشهادة ليساني تخصص أدب عربي.
أستاذ تعليم الطور الثانوي لأكثر من ثلاثين سنة.
متقاعد ومتفرغ للقراءة والتأليف.. مساهم بمقالات لما أقرأ.
ساهم بمقالات في الجرائد التي ترى كتاباتي مؤهلة للنشر.
(الجمهورية، الشروق، الخبر وصفحات الجرائد الالكترونية...)
صدرت له ثلاثية:
“تجاعيد العتمة، أهداب الفجر، زوريطا” ما بين 2019و2020
“زوج رجال no pasaran”
2021
“حمام المسخوطين” أواخر 2021.
كتب عنها زملاء من روائيين من داخل الجزائر وخارجها .
شارك برواية “أهداب الفجر “ في مسابقة أشرفت عليها دار الأمير بمرسيليا ونالت المرتبة الثالثة في جنس الرواية.

ثقافية الزوراء دخلت بيدر الروائي أحمد رحماني ، وخرجت منه بهذا العطاء :
* من خلال قلمك الروائي، هل استطعت التعبير عن كل ما تشعر  به بكل حرية؟
ـ أرى.. الحرية في عملية الإبداع أساس التعبير وإحدى بهاراته؛ لا أتحدث هنا عن الإباحية والزيغ جرأة عن المعروف والمتفق عليه قيميا وإنسانيا حتى لا نجرد الفن الأدبي من رسالته..
إن كان القصد من سؤالكم الجرأة المتطرفة فإني أراها غير ملزمة وتموت بموت الحماس الذي يصحبها.
الروائي أثناء الكتابة يفترض فيه الذكاء، يمارس الرقابة الذاتية والتحايل فنيا وإبداعيا على مقص الرقيب الذي يتربص به.
 *يقول البعض ان عصرنا هو عصر الرواية بامتياز ، فماذا تقول ؟
ـ الرواية في عصرنا ضرورة ملحة لما تحمل من سعة ووجهة نظر تغنيها عن تعابير أخرى دخلت أرشيف الخطاب.. 
الرواية ذات نفس.. مجالها رحب للتنفيس عن مشكلاتنا.. وريشة أطوع لرسم أحوالنا بجميع الألوان.
نحن في عصر “الكل يكتب”، إذ لا يهم التفاوت الدلالي ما دامت اللغة سليمة.
• ألا تزال العناصر التقليدية للرواية على ذلك القدر من الأهمية في النصوص الحديثة؟
ـ لا أعتقد أن من قدرة أي مبدع التخلي عن العناصر التقليدية بل يوظفها على قدر مقتضى الحال والمطلوب. 
 


المشاهدات 1139
تاريخ الإضافة 2022/05/21 - 8:36 PM
آخر تحديث 2024/03/22 - 2:19 AM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com