رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
المستقبل في عالم الصراعات والتكتلات


المشاهدات 1370
تاريخ الإضافة 2022/05/18 - 8:35 PM
آخر تحديث 2024/04/19 - 8:35 AM

في عالمنا اليوم ثمة سيناريوهات معلبة وجاهزة ومصدرة، ومشاريع خطيرة أعلنها أصحابها على مرأى ومسمع العالم أجمع، ولأن ما يحدث يحمل من الخطورة الكثير فلابد من مواجهته بحذر ودراية وذكاء .
عالمنا اليوم بعد ان اتضحت الصورة أكثر ، يقف على فوهة زلزال، فإذا ما انفجر وتصاعدت حممه فسوف يحرق ما تبقى من الأخضر واليابس، وستكون الطبقات الفقيرة المعدمة شهية لنيرانه ، ومن يرسم صورة ملونة جميلة انما يحاول دفع رأس المغفلين الى حاضنات الوهم، فالظاهرة السياسية لا تفسر وفق العواطف الساذجة، ولا مجال للنوايا المضمرة والمكشوفة ، والتمني والتفاؤل الساذج .
الصراعات الدموية في البلد الواحد، والحروب بين البلدان، والخلافات التي انقلبت الى مستنقعات للأحقاد والثارات ، والتصريحات التي تخرج علينا كل صباح والتي تتضمن التهديد والوعيد والتلويح بالعصا الغليظة، جميعها تنذر بوقوع فجيعة في هذه العالم القائم على المصالح والصراعات، وستكون منطقة الشرق الاوسط من أكثر المناطق تضررا .
ما يزيد الطين بلة ، والصورة عتمة يتلخص في ان السياسيين الذين يدفعون الاحداث باتجاه الهزيمة، اعتمدوا على الساذجين، وبدلا من ان ينيروا الدرب لهم، ويضعوهم أمام ما يحدث ، بدأ كل واحد من هؤلاء السياسيين يطفى شمعته ويمارس مع هؤلاء طقوس الظلام لكسب ودهم، ومسايرة عواطفهم ، وهي ظاهرة ربما تحدث لأول مرة في التاريخ السياسي الحديث، وأصبح الجمهور العريض يشكل سياجا للسياسي ، وهو لا يميز بين ما ينفعه وما يضره، وبهذا ظهرت خارطة سياسية جديدة قائمة على صراع الاجنحة ، في فضاء سياسي واسع يعتقد كل جناح فيه بأنه القادر على تحقيق الانتصارات الباهرة والحاق الضرر الفادح بالآخرين ، وإنه القادر على دفع الحياة الى بر الامان، وبدأ الجميع يدخل الى عالم الوهم من خلال هتاف وتصفيق الأسيجة الرثة من الشعوب . 
المشهد السياسي لعموم المنطقة يعاني من ازمات حادة، وتصدعات خطيرة نتيجة تغليب الهويات الفرعية على الهوية الأم ، مما خلق المزيد من التخندقات والاصطفافات التي ابعدت الشعب المتمثلة بالمصلحة الوطنية، حيث لا توجد مصلحة أخرى أعلى من مصلحة الوطن والشعب ، ولا يوجد هدف أسمى من الهدف الذي يتجه نحو الوطن .
وفي عالمنا اليوم تكتلات ومحاور، وأسلحة مدمرة، وجيوش جرارة ، وخطط شريرة وجميعها تنذر بنشوب حرب كونية، أو أزمات حادة في الغذاء ، وستكون شعوب العالم وقودها، فلا ينفع عند نشوبها أسف على ما فعلته الحكومات بشعوبها من ظلم واضطهاد .
ما يدور بين روسيا واوكرانيا ، ما هو إلا بداية هذا الاعصار، ستليه الكثير من الاحداث التي لا يعرف خريطتها أحد .
إلى اللقاء...
 


تابعنا على
تصميم وتطوير