رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
قراءات في السرد


المشاهدات 1166
تاريخ الإضافة 2022/05/14 - 8:08 PM
آخر تحديث 2024/04/11 - 9:38 PM

أثير جليل أبو شبع
يبقى النقد وهجا يستقطب المتذوقين ، ويشغل الادباء قبلهم ، لانه هو الشافي ، وهو المفصح عن بضاعتهم ، وقد يسهم في تقييم، او توضيح ، او تبيين، أو يحدد مكامن جمال النص من عدمه، ويتنوع بين نقد الشعر ، ونقد السرد
صدر عن دار الورشة للطباعة والنشر كتاب “قراءات في السرد“، وهي قراءات ما يراه القارئ من وراء النص، أو يستشفه منها، وهذه الأعمال السردية رغم تنوعها قسم منها مشهور والقسم الآخر مغمور، ولكن يجمعها رابط مشترك ألا وهو الإبداع، فلولا الإبداع لما وُجد النقد.
هذه القراءات تنوعت بين النفسية، والفلسفية، والواقعية، والتاريخية، وغيرها.
كما انمازت بتنوع دراسة شخوصها، فنجد السيكوباثي، والعبثي، والوجودي، والسوي، والعديد من الاختلافات بين شخصية وأخرى.
شخصيات (أنا كقارئ) عشت معها، وتناغمت مع مشاعرها، بل مثلني بعضها في كثير من الحالات، فكيف بحال من أوجدها من العدم، وألبسها ثوب الحياة، وجعلها تتحرك ضمن أسطر، وأوراق الرواية، أو العمل السردي.
    لا أدعي أنّ هذا المنجز قد حوى صفات التمام كلها، فكل شيء إذا تم شابه نقصان، فكيف إذا كان هو أصلاً غير تام، ولكنه حاجة في نفس يعقوب قضاها، وتلبية لرغبات بعض الأخوة الكرام في أن أجمع ما ترق للقراء ويستفيدوا من هذه التجربة.
 الكتاب مكوّن من ثماني عشر مقالة نقدية ، حيث كانت المقالة الأولى حول متاهات برهان شاوي، اذ أعتبره أضخم عمل عربي روائي أُنتج في العصر الحديث ، وركزت في المقالة حول شخصيات المتاهات، وانفعالاتهم والبواعث التي تسيرهم.
وذكرت في المقالة الثانية رواية لقلق النبي يونس وإنتقال شخصية الرواية الرئيسة من الوجودية إلى العبثية ومن ثَّمَ إلى العبثية .
ووقفت عند الحريزي وروايته التاريخية محطات بأجزائها الثلاثة( العربانة ، كفاح ، البياض الدامي) وهمني التنقل مع شخصية العمل عبر مدن الوسط والجنوب .
وانتقلت  إلى عبد الله  الميالي وروايته العروج الدامي لنتعرف على شخصيات العروج وتصارعهم الفكري والعسكري .
ومن ثَّمَ إلى شخصيات الرملي وتقمصهم للفلسفة الأبيقورية والرواقية لنتعرف أيُ الفلسفتين أحقُ وأصلح لأن تكون منهجا حياتيا للفرد الإنساني.
اسحرتني  بعدها ثعابين الجنديل وروايته المعنونة بـ(( إمبراطورية الثعابين)) فنتنقل مع بطلة الإمبراطورية عبر أروقتها ودرابينها ومتاهاتها .
ثُمَّ نسافر إلى جنوبنا العزيز حيث فينيسيا الشرق لنستقل مشحوف العم ثيسجر في رحلة ممتعة يرسم لنا خطوطها العامة الكاتب العراقي المغترب عمار الثويني .
وسجلت وقفة بعدها عند السيموك ومتاهته وشخصيات علي جالي الكاتب العراقي الذي جسد لنا عبر شخصياته فترة مابعد الاحتلال ومعاناة الشعب العراقي وأهم احداثها .
وللمجاميع القصصية من كتابنا نصيب لتكن سقط سهوا للقاص السقشخي مهند كويش ، لتقلنا بعدها غيوم أغصان الصالح القاصة العراقية المغتربة ومجموعتها القصصية “غيوم في البيت” .
ولا يعد الناقد متذوقا اذا ما يستريح قليلا ويلتقط أنفاسا مع عميد الأدب العربي وأيام عمره عبر سيرته الذاتية “ الأيام “ .
لنذهب مباشرة إلى الأديب النوبلي العم نجيب محفوظ وروايته النفسية “ السراب “ وبطلها كمال وعقده ونرجسيته وأمراضه النفسية .
وتحولت بعدها إلى العمل المثير “ أولاد حارتنا “ وجمهور أولاد حارتنا ومعاناتهم ومشاكلهم الاجتماعية .
لنسافر غربا حيث مملكة المغرب وكاتبها المثير للجدل محمد شكري جميل وعمله الأكثر جدلا  “ الخبز الحافي “ لنراقب عن كثب نموه النفسي والجسدي وإعترافاته الصريحة .
ومن ثَّمَ نحو  “سمرقند” وكاتبها أمين معلوف حيث تارخ الفلسفة والجمال .
فإذا انتهينا من سمرقند نتوجه نحو الثلج وكاتبها العالمي دوستيفيسكي ورورايته العالمية “ الجريمة والعقاب “ وشخوصها وآلامهم ومعاناتهم .
ومادمنا في روسيا تأخذنا رحلة وجودية مع رواية “ قلب كلب “ لنرى بدايات تشكيل الحضارة الإنسانية والأسئلة الوجودية التي تولد مع فطرة الإنسان وبدايات حياته .
لنختمها مع كامو وعبثيته وغربة شخصيات أعماله وروايته الحائزة على جائزة نوبل  “ الغريب“.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير