رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الأديب العراقي سعد السمرمد لثقافية الزوراء : القارئ هو الجزء المخفي لإنجاح الكتابة وتصنيفها في سلم الارتقاء والإبداع


المشاهدات 1418
تاريخ الإضافة 2022/05/11 - 7:45 PM
آخر تحديث 2024/04/19 - 4:40 PM

بغداد/ الزوراء:
عضو الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين ، وعضو اتحاد الأدباء والكتّاب العرب، نشر قصائد ومقالات ودراسات في مجلات عراقية وعربية وأجنبية، له تجربة فريدة في العراق في تهذيب وتشذيب الموروث الشعبي وتحويله إلى موروث هادف ، نشر على أساسه ثلاث مجموعات شعرية للأطفال، له مجموعة شعرية بعنوان ( الفرح القروي ) نُشرتْ جميع قصائدها في الصحف والمجلات العراقيّة والعربيّة، صدرت له مجموعة شعرية بعنوان ( ما قالته السيّدة المراهقة ) عام 2016م ، له مجموعة شـعرية في طريقها للنشـر بعنوان ( قيثارة السومري ) ، صدرت له رواية بعنوان ( أرابخا ) نهاية عام 2017م ، وصدرت له مجموعة شعرية بعنوان ( بائع الملح ) عام 2019م ، وصدرت له رواية بعنوان (تحفة الرمّال – مفقودة ابن زنبل) عام 2021م ، وصدرت له مجموعة شعرية بعنوان ( انتباه غزالة ) عام 2022 ، عمل في المجال الإذاعي كمقدم ومعد برامج للأطفال .
دخلنا الى بيدر الشاعر والروائي سعد السمرمد، وخرجنا منه بهذا العطاء :
* من خلال قلمك الروائي ، هل استطعت التعبير عن كل ما تشعر به بكل حرية ؟
 ـ لا ينضب طموح الكاتب في إبداء وطرح رؤاه وأفكاره على الرغم من وجود الرقيب الصارم بجواره وبين أسطره، وليست أنواع الكتابة تشبه بعضها لذلك يراوغ الكاتب في متاهات حروفه ليثير دهشة القارئ الحاذق ويلامس مشاعره من خلال مؤشرات تأويلية خوفا من الخطوط الحمراء فتارة يوهم القارئ بالسذاجة ليوصله إلى مغارة ليحدد أبعاده المخفية ، ومرة بالنباهة والحنكة ليخدع الرقيب من نوافذ مهملة ، اعترف مرارا ان الرقيب يحاصرني لكنني استطيع خداعه .
* إلى أي مدى يشغلك القارئ في كتاباتك ؟  
- حينما يكتمل النص بعناصره الإبداعية كاللفظ والعاطفة والأفكار والأسلوب والخيال والصدق وغيرها فيصير جليا امتلاك القدرة على إدهاش وذهول القارئ وإمتاعه على الرغم من إنني لم اكتب له أطلاقا لكنني أخاتله لأسحبه إلى شواطئ أفكاري وأغوار بحارها ، فالقارئ هو الجزء المخفي لإنجاح الكتابة وتصنيفها في سلم الارتقاء والابداع.
* يقول البعض ان عصرنا هو عصر الرواية بامتياز ، فماذا تقول ؟
- في الزمن السابق كان الشعر ديوان العرب ، ولكن في العصر الحديث أصبحت الرواية ديوانهم الأوّل، لأنّها أصبحت تستوعب طموحاتهم وأرائهم وتفصح عن أحوالهم، وقد تجرأ الكثير بالغور في المنطقة المسكوت عنها والحفر في طيّات أرضها ولفت الانتباه للسرد الجريء الكاشف عن أغوار عاداتها وتقاليدها، فاتسعت بعد ذلك أراضي السرد ، متضمنة شخصيات ووقائع لم يكن من الممكن التجرّؤ من ملامستها أو الاحتكاك بها، ففي تقديري لا يمكن المثول على أراض رخوة دون العبور إلى مساحات الرواية الخصبة والواسعة التي لا تعرف الولاء للصنم الأبدي ، فقمت بتهميش وتكسير جميع الأصنام الشعرية فوجدت هويتي وأطلقت خيالي إلى مديات أوسع .      
* في كتاباتك ثمّة جنوح مرّة نحو التاريخ ومرّة نحو الواقع .. هل تقودك الفكرة أو الحكاية إلى هذا المضمار 
  -  إنّ كلّ الروايات تاريخيّة بمعنى أو بآخر، فللرواية علاقة خاصة بالتاريخ، لأنّ التاريخ بحد ذاته واقع مسجّل في فترة زمنيّة ما، فإن كان التاريخ بعيدا صنّفت بالرواية التاريخيّة وأخذت الأحداث سردا جوهريًّا وفقدت من قيمتها الإبداعية، تقول (فرجيينا وولف) إنّ الرواية التاريخيّة في القرن التاسع عشر تفتقد إلى الابتكار، وتركز على الأشياء التافهة وغير الأساسيّة ، بينما كان يجب أن تركز على إشكاليّة التجربة الإنسانية والمعرفة، ومن هنا تجنب كتّاب الرواية التاريخيّة الجديدة هذا الإطار، وبدؤوا يكتبون بشكل آخر يعكس وعيا مغايرا في التعامل مع الماضي ، تقول (هتشون) عن الرواية التاريخيّة ما بعد الحداثة ( الرواية التاريخيّة ليست مرآة الحقيقة ) لذا توجّب علينا أن ندرك ذلك ونقوم بخلق شخصيّات غير موجودة في الواقع التاريخي تقودنا لأحداث نبتكرها ونصدقها قبل أن يصدقها القارئ.
* متى تبدأ عندك لحظة الكتابة، هل هناك زمن محدد وطقوس محددة تنبع حيث تنبع الفكرة؟ 
 -  اللحظات التي تقوم بها بقطف ثمار أفكارك من جنان كنوزك المعرفيّة والفكريّة هي التي تحاصرك فتصير طقسا مقدسا وإجباريًّا للمثول أمام خيالك تمارسها وتتيقن أنّها حقيقيّةٌ وليست ضربا من ضروب الخيال، تسافر معها إلى مسافات طويلة يكاد ينقطع نفسك، لكنّك تجتهد وتجتهد حتّى تعبر إلى الضفة الأخرى لأيّ عمل تقوم به.
فمرّة يختارك الزمان فتكتب في أوّله أو أوسطه أو آخره ، ومرّة يختارك المكان فتكتب فوق السرير أو فوق طاولة في مطعم أو على أعشاب حديقة دارك، فلكلّ كاتب طقوسه في الكتابة ، فلا ضير لو قلت إنني أكتب حين أكون سعيدا في مكتبتي لوحدي فارغ البطن تحت إنارة خافتة .
 * بعد هذه التجربة الطويلة من الكتابة في الشعر ثمّ الرواية .. أين تضع نفسك في صراع الأجيال؟ 
 -  حين دخلت إلى عالم السرد لم أكن متيقنا أنني سأكون ساردا ناجحا، ولا أعلم إنني سأكتب رواية ناجحة، لكن الذين قرؤوا روايتي البكر وضعوني في مصاف من كان له باع في عالم السرد، وهذا حفزني في أن أجتهد وأغوص في رواية أخرى، فلم أضع نفسي في أي مصاف، لأنّ الآخرين هم من سيضعونني في مكان استحقاقي، وأنا متيقن أنّ عالم الإبداع لا يعتمد على الكم، لكنّه بكل جدارة يعتمد على النوع وكلمة الفصل سينطقها الآخرون. 
 


تابعنا على
تصميم وتطوير