علوان السلمان
للجواهري العظيم..
               يموت الخالدون بكل فج
                           ويستعصي على الموت الخلود
ـ حنا مينه... اسطورة السرد الذي غاب جسدا بزمن استثنائي مباغت بكته الشواطئ وشمس الله لأنه ابنهما منذ الخليقة الاولى..
ـ غاب الاستثناء في غفلة غير محسوب حسابها تاركا (بقايا صور) ذكرى وجود.. و(المصابيح الزرق) دلالة خير وضوء.. و(الشراع والعاصفة) عشق بحر وخوض المغامرة.. و(الابنوسة البيضاء) دلالة الصفاء والنقاء.. و(حكاية بحار) الهيام في البحر ودلالاته الحياتية.. و(الثلج يأتي من النافذة) الانفتاح على الصفاء والنقاء.. و(الشمس في يوم غائم) ضرورة الكفاح من اجل الحرية التي هي وعي الضرورة.. و(المستنقع) رمزية الحثالة النائمة المتمتعة بخياناتها.. وهناك اعترافات تمثلت في(هواجس في التجربة الروائية) و(كيف حملت القلم؟) والحكاية تطول لتتوقف عند المنجز الاربعين (النار بين اصابع امرأة)، اضافة الى كتاباته القصصية والمقالية... وكل هذا صار شهادات ابداع عاشرتها الاطاريح الجامعية والعقول الناقدة مستنطقة الدرس من خلف صورها بعد تحليلها وتفكيك مضامينها الانسانية.. ومن ثم الكشف عن عوالمها اللؤلؤية وهي تخوض في غمار التجربة التي غطت مياهها كل مسامات جسد منتجها المنتفض..الحالم.
ـ رحل شيخ الرواية النورس الحالم تاركا روحه على شواطيء اللاذقية التي عشقها بجنون وذاب فيها وذابت به حتى استدعته دمشق العاصمة بنفسها للعمل في المجال الصحفي وكانت جريدة الانشاء محطته للتحرير ومن ثم تولى رئاسة تحريرها.
ـ  حنا مينة... الاستثناء الذي تميزت كتاباته الروائية بالواقعية الفنية منهجا بتناوله الحياة الاجتماعية من خلال شخوصه التي استلها من الواقع الحياتي الحكائي من اجل تأكيد القيم الانسانية باستخدام الحكاية والحادثة اليومية وســـيلة لتوصيل خــطابه بتــوظيف اللغة الثالثة(الوسطى) التي هي خليط من اللغة المحكية والفصحى فيكشف عن وجه الحياة دون رتوش.
ـ حنا مينه... المنتج الروائي الناقل للتجربة الحياتية بتجلياتها وبعدها النفسي لتحقيق موقف مؤطر بفنية  ابداعية محركة لذاكرة المستهلك القارئ للإجابة عن اسئلتها واستيعاب بؤرتها الحكائية.
ـ حنا مينة... يتناول في كتاباته الحارة الشعبية بشخوصها ومكوناتها ونبضها وهموم ناسها..مع تجاوز الوحدات الارسطية واستخدام الحادثة اليومية محاولا الامساك باللحظة وتجسيدها في اطار زمني نابض بالحركة.
ـ حنا مينه... كاتب (الكفاح والفرح الانسانيين) اسس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب، اضافة الى رسمه الوطن وتعميده بماء البحر كي يوقظ شريان الصمت لينبض عبر تناول السينما لمنجزه السردي، إذ صارت (بقايا صور) و(الشمس في يوم غائم) افلاما مميزة سيناريو وتمثيلا وتصويرا وإخراجا.