رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون..حصدت العديد من الجوائز آخرها “أفضل ممثل” في قرطاج عام 2019..الفنان رائد محسن : قدمت أكثر من 40 عرضاً مسرحياً واشتركت في 60 مسلسلاً تلفزيونياً وإذاعياً


المشاهدات 1540
تاريخ الإضافة 2022/05/09 - 6:17 PM
آخر تحديث 2024/03/28 - 12:12 PM

يعد الفنان رائد محسن أحد أبرز وجوه المسرح العراقي، وقد وضع بصمته في المسرح منذ أواسط ثمانينيات القرن الماضي عندما قدم أول أعماله المسرحية مع خيرة الممثلين العراقيين آنذاك، ولم ينقطع عطاؤه حتى اللحظة كممثل ودراماتورج محترف، وهو الذي آمن بالمسرح المتجدد وبمسرح الطفل بشكل خاص، في رحلة فنية كبيرة قاربت 40 عاما.
وتكمن ميزة الفنان رائد محسن في إيمانه بالأجيال المسرحية من الذين يثقون بقدرة المسرح العراقي على التجدد دائما، ولذلك فقد كرس أعماله للأطفال بنفس الاهتمام لأعماله للكبار.
بدأ رائد محسن مشواره الفني في منتصف ثمانينيات القرن الماضي عند المسرح ومن ثم التلفزيون والدراما، وحصد العديد من الجوائز المحلية والدولية آخرها وليس أخيرها «أفضل ممثل» في مهرجان قرطاج المسرحي الدولي في تونس عام 2019 عن بطولته في العمل المسرحي (أمكنة إسماعيل) للمخرج إبراهيم حنون.
يصنف الممثل العراقي رائد محسن ضمن جيل الكبار من الآباء المسرحيين في العراق رغم أنه ظهر في زمن الحرب قبل نحو 35 عاماً. 
اتخذ محسن من الفن مركباً دون أن يبالي لتحديات الرحلة ومخاطر الإبحار نحو الكلمة الصادقة والجريئة حتى إن كان ثمنها الحياة.. شارك في العديد من الأعمال الفنية من بينها مسلسل «سور الضباب»، و»أشهى الموائد في مدينة القواعد». 
* ماذا تقول عن نفسك اولا ؟
- انا اعتبر نفسي فنانا خرجت من عباءة فنانين كبار أمثال قاسم محمد ويوسف العاني وجعفر السعدي وآخرين.. ماذا تعلمت من ذلك الجيل العتيد، وتاريخي الأبهى والأجمل هم أساتذتي الذين ذكرتهم فهم علموني أن أكون مواطناً صالحاً أدافع عن شعبي وبلدي من خلال  عروضي المسرحية.
* إذاً فإنت تفتخر بمن علموك ؟
-نعم يا له من عمر  وفرح عظيم لأني رأيتهم وتعلمت منهم وأحبوني فكنت متعدد الآباء وابنهم المدلل والحامل لرسالة المسرح العراقي بكل محبة وانتماء.
* فلنبدأ من البدايات، حدثنا عن الولادة والبدايات ان امكن ؟
-انا من مواليد 26 ابريل 1962، ولدت في منطقة شعبية وكان في تلك المنطقة الكثير من الاشكال وفيها ايضا الكثير من التيارات خاصة في الستينات ولذا يعتبر جيلنا قد تربى على نوع من الديمقراطية، اما عن تنمية الطاقات فقد كانت الكثير من مراكز الشباب وفيها يتعلم الشباب الرسم والموسيقى والمسرح .
* هل تقصد ان ولادتك كانت في مدينة الحرية ؟
-نعم مدينة الحرية منطقة مفتوحة المواهب وفيها كل الاصناف الفنية والثقافية والرياضية وحتى الحرف المتعددة والناس دخلها بين المتوسط والضعيف وهذا التنوع خلق بيئة جميلة، اما الاخلاقيات في السبعينات فكانت رائعة وكانت النفوس قبل الحرب منفتحة على التعلم والمهن والحرف وجميع الاشيا ء .
* متى دخلت الكلية ؟
-دخولي الى الكلية كانت سنة 81- 82 وهذا يعني ان الحرب قد بدأت وبالتالي بدأت العائلة العراقية تعيش شيئا جديدا وبهذا ايضا تأثر المسرح الذي يعد هو المرآة للمجتمع فتأثر المسرح وتحول الى مسرح عسكري سياسي يجب ان يماشي الحالة .
* هل بإمكانك ان تتذكر اول مسرحية شاركت بها ؟
-اول مسرحية شاركت بها عام 81 مع الدكتور عوني كرومي وهي اول مسرحية عرضت على المسرح الوطني كانت تتحدث عن العائلة العراقية وتمزيق العائلة بسبب الحرب وكيف تفقد الام ابناها رويدا رويدا، عرض العمل عشرة ايام ثم تم ايقافه بالرغم من كثرة المشاهدين وهذه هي الانطلاقة الاولى .اما المسرحية الثانية فكانت نقطة الانطلاق بالنسبة لي هي مع الدكتور عوني كرومي ايضا وكان اسمها «الانسان الطيب»، وشارك فيها كبار نجوم المسرح العراقي ومنهم يوسف العاني وخليل شوقي وجعفر السعدي والدكتور مرشد الزيدي واليك ان تتخيل انني طالب واعمل مع اساتذتي الذين يدرسوني وكانت ادواري رئيسية وانا اعتبر تلك المرحلة هي البصمة الاولى لي كممثل .
* وماذا عن التخرج ؟
-بعد التخرج أي عام 86 اول عمل كان لي هو مسرحية صراخ صمت الاخرس، وكانت من عمل فرقة المسرح الشعبي وكان المسرح يحتوي على 60 كرسيا فقط ولكن الجمهور يتعنى له وهو في الطابق الثالث وكان جمهورا عظيما، وهكذا استمرت الرحلة من ذلك الوقت وحتى الآ،ن أي ما يقارب 40 سنة .
* هل تتذكر الجوائز والهدايا التي كرمت بها ؟
-نعم وانا اسمى صاحب الجوائز وكانت الجائزة الاولى عام 86 بعد تخرجي من الكلية مباشرة وكان عمري 23 عاما وكانت جائزة افضل ممثل عن مسرحية صراخ صمت الاخرس التي اخرجها عوني كرومي وبعد مرور سنتين حصلت على جائزة افضل ممثل للموسم المسرحي 88 – 89 عن مسرحيتين انا مع من وضد من وهي من اخراج قاسم محمد وفي موسم 89- 90 حصلت على جائزة افضل دور متميز عن مسرحية الف امنية وامنية كانت من اخراج هاني هاني، وفي سنة 99 حصلت على جائزة الدولة للابداع عن مسرحية الجنة تفتح ابوابها متاخرة من تأليف فلاح شاكر واخراج محسن العلي كما حصلت سنة 99 خلال مشركتنا في مهرجان قرطان على جائزة افضل عمل متكامل في مهرجان قرطاج، وبعد 2003 كانت لي مشاركات كثيرة وخاصة 2006سافرنا للأردن أنا وشذى سالم لأداء مسرحية العرس الوحشي تأليف فلاح شاكر وإخراج محمد حسن موسى وفيها حصلنا على جائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان المسرح الأردني، وفي 2007 أي في مهرجان قرطاج حصلت على جائزة أفضل ممثل من خلال الاستفتاء الذي حصل في المهرجان وسنة 2009 كرمت في مهرجان قرطاج كواحد من الممثلين العرب المؤثرين في الساحة العربية، وفي  سنة 2019 حصلت على جائزة افضل ممثل و انا اعتبر رحلتي الطويلة ناجحة والحمد لله .
* وكيف تقيم المسرح العراقي ؟ 
- حقيقة فإن المسرح العراقي من بداية التسعينات بدأ يشارك في المهرجانات العربية وهو دائما حاصد للجوائز ودائما يشارك في المسارح المميزة جدا وبرأيي ان المسرح المناسب للمسرح العراقي هو التونسي فلنضرب مثلا من حيث التأليف فإن الكاتب العربي فلاح شاكر هذا الكاتب في كل مشاركاته كان يحصل على جوائز، إذ كنا نشعر مقدما ان الجائزة لنا بشكل محسوم 
* ولماذا اعتبرت فلاح شاكر متميزا في كتاباته ؟
- فلاح شاكر كاتب متميز يكتب بروح عراقية خالصة يكتب عن الوجع العراقي وتحولات الوجع العراقي ففي الثمانينات كان يكتب عن الحرب وفي التسعينات كتب عن الحصار وفي تأليفه لمسرحية الجنة تفتح ابوابها متأخرة استطعنا ان نشارك فيها في جميع المهرجانات العربية وعرضت في المانيا ايضا وفي عرضها استطاع فريق العمل ان يبكي الجمهور فكان استقبالا كبيرا.
* وبماذا توعز سبب نجاح المسرح العراقي ؟
- في اعتقادي ان نجاح المسرح العراقي السبب هو ان يتحدث عن قضايا ساخنة تعيشها الناس لأنه تحدث عن الحرب والجوع و قضايا الناس لكن ليس بالشكل المعلن .
* المشاهد لم ير لك اعمالا كثيرة في التلفزيون مثل المسرح ؟
- ربما يسأل البعض لماذا انا مقل في التلفزيون، فحقيقة ان المسرح عشقي الاول واحبه بشكل لا يوصف لأنك تتلقى ردة الفعل من الجمهور مباشرة سواء كان دورك كوميديا او دراميا لكن لا تتلقى هذا في التلفزيون وسبب من اسباب قلة اعمالي التلفزيونيو لأني ارفض الكثير من الاعمال لسبب بسيط لأني اعتقد انه عندما نعمل مسلسلا تلفزيونيا فإننا ندخل في بيوت الناس بوالتالي يجب ان تحترم ذهن الناس وتحترم اخلاقيات الناس ويجب ان يكون المسلسل ذا قيمة فكرية وجمالية واخلاقية، لذلك انا مقل في الاعمال التلفزيونية والدور الذي يسند اليك يجب ان يكون له حضور دور يتحدث عن شريحة في المجتمع لكي يحبها و يحترمها المشاهد ولذلك فقلة اعمالي التلفزيونية تعود لذلك السبب .
* وكيف تقيم أداءك بين الممثلين ؟
- انا شخصية غير انفعالية، فأنا اهدأ الناس وكل ما تقدم الانسان في العمر جنح للسلام، انا حاليا بعقد الخمسينات وبالتالي الذي يصل الى هذا العمر يذهب الى مرحلة لها علاقة بالسلام والمحبة يبتعد عن المشاكل و النفاق والكذب فكل الذي يشغلني الآن هو مشروعي الفني ومشروعي المسرحي بالتحديد، فأنا كل عامين اقدم عملا مسرحيا مع العلم ان مجموعة نصوص تقدم لي لكنني استمتع في العمل ولا تهمني كثرة الاعمال بل همني قيمة العمل ماذا تقدم على المسرح اما شخصية انفعالية لا اعتقد.
* هل تؤمن بالمسرح الانفرادي ؟
- قدمت مسرحية بمفردي لمدة ساعة مثلت بها 15 شخصية والتجربة كانت غزيرة جدا مع الاستاذ قاسم سمير معلم حقيقي هو الذي نقلني من مرحلة الهواية الى مرحله الاحتراف .
* كيف تهيء نفسك لصعود المسرح؟
- توجد اكثر من مرحلة في حياتي والجميل اني مثلت مع كل الاجيال كبارا و متوسطين وشبابا مثل مسرحية حضر تجوال كان العمل الاول لمهند هادي و هو لم يكن مخرجا سابقا ولكن لاني اعجبتني فكرة المخرج رغم ان الكثير من المخرجين كانوا يتمنون ان يعملوا معي وهم مخرجةن كبار لكني كنت ارفض لاني احب المشروع المثير .
* كيف تشعر وانت على المسرح ؟
- الحقيقة اسعد لحظة في حياتي هي لحظة وقوفي على المسرح والذي يسعدني في الحياة اصدقائي، فأنا أملك مجموعة من الاصدقاء الرائعين جدا رجالا ونساء، فأن تكون مقبولا للاخرين فهذه نعمة كبيرة ان تكون لك مقبولية للاخر، احب اصدقائي جدا   وأنا  وفي لهم.
* ما الذي يثيرك او يزعلك ؟
- الاشياء التي تغضبني هي النفاق والكذب و اكثر صفة اكرهها في البشر هي البخل لأني اعتقد ان البخيل ممكن أن يفعل أي شيء فبالتالي شخصية لا تأتمن، والذي يثير انفعالي ما يحدث الآن في العراق نحن البلد الغني لكن الواقع الاجتماعي و الاقتصادي سيء عندما ترى دولا افقر من العراق لكن مواطنها يعيش افضل من المواطن العراقي فهذا شيء محزن ويجعلني منفعلا لأن المواطن العراقي لطيف ومسالم جدا لا يستحق الذي يمر عليه من حروب ومن حصار .. وفي الوسط الفني لدي فيه اصدقاء كثر لكن الفنانة المقربة هي الكبيرة شذى سالم التي تستحق الاحترام بحكم الرحلة الطويلة التي مررنا بها والتي تمتد لأكثر من عشرين عاما وعلى مستوى الفنانين وبحكم العمر والصداقة الطويله فتربطني بمقداد عبد الرضا واحد من الاسماء التي احبها جدا نحن اصدقاء بالاضافة للاصدقاء من الوسط الثقافي مثل حميد قاسم وموسيقيين ومن كل انواع الفن.
* هل تود ان تقول شيئا للفنان الجديد؟ 
- اقولها بمحبة للجيل الذين يمثلون في المسرح جيل سوف يتحملون مسؤولية كبيرة واعتقد ان اول قضية والتي تتكلم كل الناس بها هي قضية الغرور والقضية الثانية هي المعرفة، اعتقد ان الفنان يجب ان يكون مثقفا لأنه واجهة بلد .
-*مسرح الرشيد يمثل نقطة تواصل حضارية كبيرة، ما مشاعرك بعد عودة مسرح الرشيد للعمل ؟
- سعيد جدا بعودة مسرح الرشيد فرحة غامرة لكل الفنانين العراقيين بالاضافة لولادة مسرح جديد قرب المسرح الوطني الذي اقامه الدكتور احمد موسى، المسارح موجودة وعلى الفنانين العراقيين شبابا و كبارا العمل على اعمال تحترم ذهن المشاهد العراقي .
* هل من احصائية معينة يعطيها رائد محسن لأعماله عبر رحلته الطويلة ؟
-اعتقد انني قدمت أكثر من 40 عرضاً مسرحياً داخل وخارج العراق، واشتركت في أكثر من 60 مسلسلاً تلفزيونياً وإذاعياً.
* هناك عدة وسائل للعرض الفني منها وسائل الاعلام كإذاعة وتلفزيون وساحات اخرى، كيف ترى مهمة المسرح ؟
-خشبة المسرح خشبة سحر تمنح كل شيء ونعلن من خلالها كل الأفكار، خاصة ما يتعلق بمعاناة الشعب وهمومه اليومية .
* كيف تصف رحلتك الطويلة عبر كل ألوان الفنون التي قدمتها ؟
-هي رحلة فنية تقترب من الأربعين عاماً عشت فيها صارخاً على المسرح وحذراً على الشاشة، أربعون عاماً مرت وأنا أحاول أن أغير ولو جزءا بسيطا من واقعنا المؤلم وأغير نمط الفكرة الواحدة في كل عروضي، فالموت كان الفكرة الملازمة في كل أعمالي لأن وطني عانى  من الموت بأشكالٍ مختلفة، تارة يأتيك باسم حرب وأخرى باسم حصار وبعدها بعنوان مفخخات تقتل أهلنا. أما في الشاشة فقد كنت حذراً جداً بالرغم من العروض الكثيرة لأني أدخل بيوت الناس دون استئذان وهو ما يفرض عليّ أن أقدم فكرة تليق بالعائلة العراقية.
* وماذا تتمنى بعد الآن ؟
-وأنا أخطو بهدوء إلى عقدي السادس من العمر أتحسر كثيراً على بلدي الذي أدخلوه في متاهات كثيرة فضاعت أربعين عاماً ما بين حربٍ وحصار، وهل يعاد العمر مرة أخرى؟!، عندما بدأت الحرب الأولى كان عمري 20 عاماً وقد وصلت اليوم إلى الستين او اكثر وما زالت الحروب تحاصر وطني وقد عملت مع أجيال مختلفة لسنين طوال وصولاً إلى عملي الأخير ومروراً بتجربتي قبل الأخيرة (وقت ضائع) للمخرج تحرير الأسدي، وشاركتني البطولة فيه الفنانة آسيا كمال.
* ونحن نشارف على نهاية الحوار هل تسمع شيئا تحبه ؟
- مؤكد سأختار أغنية « كده « لشيرين، وأغنية « يا طيب» لأنغام، وأي أغنية من اغنيات  فيروز.
* لو خيّرناك بين التمثيل وأي مهنة اخرى ؟ 
-إذا لم أعمل في مجال المسرح، لاخترت مجال التشكيل او الموسيقى، وهما خياران ليسا ببعيدين عن الفن.
* شكرا لك يا اخ رائد محسن وقد اطلعتنا على رحلتك الطويلة متمنين لك دوام العطاء والعافية .
- شكرا لكم اجمعين، وادعو الله ان يمن بالأمن والامان على بلدنا.


تابعنا على
تصميم وتطوير