هو من عائلة فنية معروفة قدمت للساحة الفنية الكثير من الفنانين .. ممثلين ومخرجين عمالقة .. محمد طعمه التميمي ممثل عراقي قدير ويعتبر امتداداً لجيل الرواد، تركت أعماله بصمة لدى المتلقي لما يمتلكه من موهبة حقيقية بعيدا عن كونه ابن الفنان الراحل طعمة التميمي، ومن ابرز اعماله كان دوره في مسلسلات «مرافئ الحنين، قنبر علي، البيت المنسي،. الباشا، شموع خضر الياس، مناوي باشا، جراح العيون، عالم الست وهيبة، هستيريا»، وغيرها الكثير من الاعمال الناجحة.
شارك في عديد المسلسلات الإذاعية ودخل عالم الفن في سن مبكرة وربما كان والده الفنان الراحل طعمة التميمي الذي كان  دائما يصرح لأولاده أنه يريد الحفاظ على الإرث الفني الخاص بأولاده .
حوار – جمال الشرقي 

الزوراء وفي صفحتها ( ذاكرة ) استضافت الفنان محمد طعمه التميمي فكان الحوار التالي :-
*اهلا ومرحبا بضيفنا العزيز نجل العائلة الفنية .
-اهلا وسهلا بكم ومسرور لهذا اللقاء .
* لكي نتوصل الى معرفة كثير من جوانب السيرة الذاتية لك علينا اولا ان نعرف بدايات السيرة وكيف اصبحت فنانا ؟
-من البداية استهوتني مهنة التمثيل وتوجتها باعمال في البداية مدرسية تخص الخطابة والتمثيل ودخلت هذا العالم الرحب من خلال تقديم بعض السكيجات كتمثيل مع الطلبة واخيرا توجتها بالقاء القصائد الشعرية .
* تلك اللحظات الجميلة شكلت عندي ولعا كبيرا في ان الج هذا العالم الجميل الساحر الذي هو التمثيل سواء كان في المسرح ام الاذاعة والتلفزيون فحاولت ان انمي هذه القابليات المتوفرة عندي الصوتية . الولع بالتمثيل اساسا فدخلت عالم الاكاديمية الجميلة وتسلحت بالعلم والمعرفة فيما يخص تقنية التمثيل صوتا واداء وتمرست على يد اساتذة كبار لهم باع كبير في مجال المسرح ومنهم استاذي سامي عبد الحميد وبدري حسون فريد والاستاذ بهنام ميخائيل وجعفر السعدي وعوني كرومي والاستاذ عباس علي جعفر واساتذة اخرين كل هؤلا كان لهم الدور الاساسي في صناعة مسيرتي الفنية . علموني الف با المسرح وبالتالي حاولت ان تكون دراستي صقل للموهبة للذلك كانت تلك الفترة مهمة لكي اضع قدمي في الطريق الصحيح بعدها اي بعد تخرجي كانت هناك تجارب في مجال السينما وكانت التجربة الاهم مع استاذي محمد شكري جميل في فلم الملك غازي وهذه التجربة كان لها الاثر في ان اعرف المهمين الذين من خلالهم اقدم واشارك في اعمال تليق بي وبمستوى يريد الجمهور وقد استفدت منها كثيرا .
*وما اول تجربة وضعتك على الطريق الفني ؟
-اول تجربة متواضعة كانت لي مع المخرجة المبدعة رجاء كاظم وخاصة في مجال التلفزيون ومن خلال في احدى المسلسلات التلفزيونية وكانت تلك المشاهد البسيطة لها طعم خاص في حياتي الامر الذي جعلني اصر على الاستمرار التنوع ووضع قدمي على المسار الصحيح جعلني اتمعن كثيرا في اختيار الادوار وكانت فرصة مهمة لي في تلفزيون العراق فكانت مشاركتي بمسلسل استاذي الكبير على الانصاري ( الاصمعي ) 
* وكيف توالت عليك الاعمال بعد هذا ؟
-كانت لي تجارب كثيرة في مجال الدراما التلفزيونية لنبدؤها بالاعمال التي تساهم في ضبط اللغة العربية الامر الذي جعل المخرجين يشعرون ان محمد طعمه قريب لما يريدون فكان مسلسل مناوي باشا له الاثر الجميل عند المتلقي وعند المخرجين.
*هل كان هناك تعدد لبعض من اعمالك؟
-اهم الأعمال.
-انا مثلت مثل بفيلم (الملك غازي) و(قسطرة والدنيا) السبع كذلك عملت في المسرح الجاد والطفل والاوبريت منها دزدمونه وكيلوباترا وكنز الملح مع مخرجين كبار، قدمت برامج تلفزيونية تاريخية درامية واذاعية ومسلسلات منها (مناوي باشا) بجزئيه الأول والثاني و(حكاية المدن) الثلاث و(عالم الست وهيبه) و(اليسر بعد العسر) وهيستريا وساعة الصفر وهدوء نسبي الذي قدم في أكثر من محطة عربية وقطار الكلمات واعمال اخرى تعليمية لمخرجين عراقيين وعرب وشارك في العديد من المهرجانات العربية والدولية منها قرطاج في تونس والأردن وبيروت ونلت العديد من الجوائز والشهادات التقديرية ) 
*الملتقى الاذاعي والتلفزيوني احتفى بك اليس كذلك ؟
-نعم احتفى بي وقدم مسيرتي الفنية وانا محظوظ بهذا الحضور القيم لان الفن رسالة كبرى يجب ان تصل للمتلقي بطبق من ذهب سواء في المسرح أو التلفزيون والسينما وحياتي الفنية اطرتها باعمال مهمة خصوصا في الإذاعة والممثل الحقيقي عليه اولا ان يخوض في عالم الإذاعة كي يدخل عوالم كل الفنون الاخرى من خلال الإخلاص للمهنة ) نعم  بعد هذه الرحلة الطويلة والقناعة بالدور والظهور بالشكل الصحيح يجب ان تكون حريصا في عملية خلق وترجمة الدور المطلوب كل هذه المسيرة الفنية الطويلة تحتاج إلى نحت بارز لتظهر إلى الجمهور والسعادة بالعمل الفني واحترام الفنان والفن .
وقد تمت استضافتي للحديث عن مسيرتي وتكريمي، في جلسة أقيمت على قاعة الجواهري قدمها الفنان كريم محسن الذي كان مُتحدثاً عن سيرئي فقال حينها عائلة الفنان طعمة التميمي وأولاده من أقرب الأصدقاء لي، تربطني بمحمد علاقة طيبة جداً وقد اشتركنا في أكثر من عمل فني، سواء مع إخوته أو معه وسواء في مجال الإخراج أو التمثيل، أعتقد أن لمحمد هذا الكاريكتر الذي يختلف به عن الكثيرين والذي يجعل من الادوار الارستقراطية خاصة به ومفصّلة عليه، كما أن لأدائه الصوتي وعمقه ورصانته منحاه المشاركة في تقديم العديد من الاعمال الإذاعية المهمة، وكذلك الاعمال التاريخية والاعمال الثقافية التي كنا نقدمها في فترة التسعينيات من القرن الماضي والتي كانت مختصة بتعليم الاطفال وقد شاركت مع محمد فيها، في الواقع من خلال عملي معه عرف محمد بالتزامه، وحرصه على أن تنجز الأعمال بأحسن ما ينبغي..
* وكيف ترى مشاركة الفنان في الاذاعة؟
-ان لم يعمل الفنان في الاذاعة لن يكون ممثلاً جيداً، لان مخرجي التلفزيون لم يفجروا طاقاته بقدر ما ابقوه في شخصيات معينة لا يريد تكرارهها ، وانا لا اهتم كثيرا للظهور على شاشة التلفزيون على الرغم من المؤهلات، ورغم ان تجربتي في المسلسل العربي (مطلوب رجال) كانت رائعة واتمنى ان تتكرر .
* وكيف ترى نفسك قد ولدت في عائلة فنية مثل عائلة طعمه التميمي ؟
-انا ولدت في عائلة فنية من أب اصفه  سفرا خالدا للمنجز الفني العراقي، وأخوة لهم باع طويل في الفن العراقي. 
* قيل انك في صغرك تعلمت الباليه والعزف على الة البيانو فالملذ اخذك للتمثيل ؟
- التمثيل له صلة مباشرة بالرقص الإيمائي (الباليه) من خلال لغة الجسد الحي والتعبير السلوكي والحسي ليكون متناغما مع الأداء الحركي الجمالي لفن التمثيل.. هنا تكون العلاقة وطيدة لرسم سيمفونية الإبهار البصري للغة التشكيل الحركي للجسد.. حينها تكتمل الصورة الجمالية للعرض من خلال الممثل لذلك استعطت من خلال دراستي للباليه والموسيقى أن امزج بين التذوق الحسي الحركي والسمعي والبصري مع فن الممثل من خلال دراستي الأكاديمية لفن التمثيل .. اخترت التمثيل لأنه فن سام ونبيل، وأفق رحب للإبداع والتجلي.
* اذا كان لوالدك ثاثيرا كبيرا عليك ؟
- الراحل طعمة التميمي.. ارث فني زاخر بالعطاء.. وسفر خالد للمنجز الفني العراقي.. في السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون على حد سواء. فهو صاحب البصمة الفنية والثقافية الواضحة المعالم.. وسايكلوبيديا معرفية زاخرة.. ووقع كبير في المسارح العربية والعراقية.. واثر بارز في تأسيس مسرح عراقي شامخ ورصين.. هو علامة بارزة وقامة فنية متلألئة في المحافل الفنية العربية والدولية والعراقية من خلال ما قدمه من أعمال فنية كان لها الأثر البالغ في إعلاء شأن مفهوم الإبداع الفني العراقي.. هو وعي وثقافة وتبصر وحكمة استطاع أن ينحت اسمه بعناية فائقة من خلال الحرص والمثابرة كي يبقى في ذاكرة الجمهور نساجا ماهرا ترك أبهى الأعمال الفنية في ذاكرة المتلقي حتى يومنا هذا...
أما على الصعيد الإنساني... فهو الأب والمعلم والأخ والصديق والإنسان.. فبين ثنايا قلبه تجد وابلاً من النبل والصدق وخلايا عذبة من المحبة والإخلاص.. وشرايين تنبض بالنقاء والمودة.. وشغاف قلب حنون يحيط كل محبيه بالحنو والتسامح ومساعدة الآخرين.. وابتسامة شاخصة يطلقها بقلب كبير لكل محبيه.. ويد رؤوفة حنونة يمدها على الدوام وإخلاص قلّ نظيره.. وتفانٍ في العمل.. واحترام للزمن.. وحب قل نظيره لفنه ورسالته الإنسانية.. لذالك تجدني محاطا متسلحا بكل تلك الصفات التي ورثتها متأثرا به إنسانا وفنانا.
* طيب وبعد هذه الرحلة هل لك راي بالدراما العراقية ؟
- واقع الدراما الآن واقع محزن بحق.. فليس ثمة حرص لإظهار دراما تنافس عربيا رغم توفر مبدعين من مخرجين، ممثلين، مصورين، مؤلفين وكل الأدوات المعنية بالعملية الفنية كدراما.. أرى هناك استسهالا بالخوض في إنتاج إعمال درامية رصينة.. هناك فقر في الإخراج الصوري والبصري للرؤيا.. هناك قصور في الإنتاج الدرامي كمفهوم حيوي وأساسي لبناء دراما حقيقية .. الإنتاج هو الأساس الرصين لبناء الهيكل العام للعمل الدرامي أجده متهالكا غير متراص، بدءا من أجور الممثل وصولا لكل طواقم الإخراج والإنتاج بكل تفاصيلها... هذا لا يعني أن ليس هنالك أعمال رصينة.. بل هناك أعمال درامية عراقية كان لها وقعها المميز لدى المتلقي.. المشكلة هي في البحث والمثابرة والخلق والمشاهدة المستمرة والتقصي عن الوسائل والمعدات الفنية الحديثة لمواكبة التطور الشاسع في وسائل الإخراج الدرامي والتلفزيوني.. إني أتوسم خيرا في المستقبل القريب بظهور دراما عراقية تحمل سمة الرقي فهناك طاقات فنية عراقية رائعة سترسم أفقاً رحباً جميلاً لدراما تلفزيونية وسينمائية متكاملة.. فللدراما العراقية اسمها المميز ووقعها الكبير.
* هل انت راض عما قدمته وهل لك امنية في دور معين ؟
- لم اعمل بصيغة التمني في انتقاء أدواري.. فتراني ابحث عن الدور الذي يناسبني.. أهيئ له كل مستلزمات النجاح.. اسبر أغوار الدور المناط بي.. احلم به.. أغوص في أعماقه.. أركز تماما في عملية خلق الشخصية ابحث.. احرص.. اعد في كيفية الظهور.. وأخيراً أقدم نحتي البارز للمتلقي. ذلك كله بالنقاش مع المخرج سيد العمل.. كي اخرج بنتيجة حتمية ألا وهي النجاح.. ذلك هو همي في الاختيار والتجدد.. آمل في القريب تقديم ادوار جديدة تختلف عما قدمت.. فذلك له علاقة بالخلق الإبداعي لأداء مختلف الأدوار.
* وماذا تقول عن الغربة وهل قاسيتها؟ 
- الغربة موت بطيء... كنت مجبرا عليها ذلك أني كنت أصور اغلب أعمالي الدرامية في الشام وكانت اغلب الأعمال تصور هناك.. فكان علي أن أواجه الغربة لأوفر قوت عائلتي من خلال عملي كممثل.. لكنها إضافة لي كفنان فرصة الاشتراك بأعمال درامية عربية عديدة آخرها المسلسل الدرامي (مطلوب رجال) وهو من إخراج سامر برقاوي وسامي جنادي بمشاركة نخبة من ألمع النجوم العرب لصالح قناة mbc وقد عرض في أكثر من محطة عربية.. فكانت فرصة للتلاقح الفني العربي.. وأتمنى قد تركت أثرا من خلال مشاركتي بهذا العمل لاسيما أن الممثل العراقي له طاقة خلاقة وله بصمته المؤثرة .
* هل لك مشاركات في كتابة النص المسرحي ؟
- نعم لي نص مسرحي كتبته منذ فترة عن حياة والدي الفنان الراحل ( طعمه التميمي ) ومسرحياته الخالدة ووقعها الخالد و الكبير في ارساء دعائم مسرح موسوم بالزهو والبهاء يفتخر به..  وهو نص يسلط الضوء على قامة مسرحية كان لها الاثر الكبير في بناء مسرح عراقي رصين ومميز على اسس صلبة...النص كتبته بلغة عربية فصيحة وان شاء الله سانفذه على ارض الواقع قريباً.
* في رمضان الحالي هل لك مشاركات؟
- في رمضان الحالي رغم قلت الاعمال الدرامية.. رشحت لبعض الادوار لكني لم اجد نفسي فيها فرفضت المشاركة...لكني اطمح لدورٍ مميز يبقى في ذاكرة المتلقي...
* هل تود ان تقول شيئا معينا بالمناسبة ؟
- اود ان اقول الفن الحقيقي لا يبنى بالمجاملات والعلاقات الزائفة فالشمس لا تحجب بغربال...اخر ما لديك الان من اعمال حدثنا عنها بالتفصيل
 امل في القريب العاجل المشاركة بعمل درامي مهم ومميز سافصح عن تفاصيله قريبا..  شكري وتقدير لحضرتكم للاهتمام والمتابعة متمنيا لكم مزيداً من الالق والتميز.