رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
رسالة من صحفي مهاجر


المشاهدات 1241
تاريخ الإضافة 2022/01/22 - 7:11 PM
آخر تحديث 2024/04/19 - 12:28 AM

قدّم الإعلام العراقي، وعلى مدى عقدين من الزمن الماضي، عشرات الضحايا من الصحفيين الذي قتلوا وسط مطحنة الموت في ظروف غامضة.. قتلوا وفق سمفونية الموت التي لم يشارك في إعدادها بتهوفن، بل أعدها مع سبق الاصرار والترصد بلحنها القبيح المزعج مَن يطرق طبول الحرب وخلفت بكاءً وعويلا على فقدان الاحبة وأغلبهم ينادي محبوبته أمه ويقول لها بعنفوان وبصوت أبحّ «أمي العزيزة.. لقد اصبحت الحياة قاسية في وطني العراق، تسلب منا السعادة وتجعلنا غير قادرين على التماسك ومقاومة الضربات القاسية التي تواجهنا، ومن ابرزها تردي سبل الحياة الحرة الكريمة وصعوبة الحياة المعاشية»، وأنا أسمع من بعيد شهيد الصحافة وهو يناجي بهمسات خافتة مَن كانت نبع الحنان له، ويقول «أمي العزيزة.. أحيانا البوح بالمشاعر الحزينة له اسلوبه الخاص في التخفيف عن النفس وبعض من الألم، ولهذا الشيء وضعنا أنا وزملائي الصحفيون كلام الحزن عن الحياة، فضرباتها ومخاوفها موحشة ومختلفة، وقد يكون البعض منها جميلا، لكن البعض الاخر، وهو السائد والاكثر انتشارا، قاسٍ وقبيح.. لكن صدقيني يا أمي العزيزة يا رفيقة قلبي ان اكثر الاخطار من حولنا هي غدر الحاقدين الغادرين من الذين ينكرون صوتنا ويرتعبون من هذا الصوت الذي يصل بيوت الناس.. حتى رسالتنا الإخبارية باتت باهتة بسبب الخوف المشروع على حياتنا بعد ان اخذوا دون إرادتنا الكلام الحزين الذي يكشف معاناة شعب كتب عليه ان يكون ضحية ومشروع موت مؤجل يعبر بحزنه لكِ ولك ايها العراقي الشريف عن الشعور بالحزن من معاناة شعب، وبالتأكيد هذا الكلام له ثمن وثمنه ارواحنا.. أنا أومن ان الحياة سفرة لابد ان تنتهي ساعاتها وايامها، وأنا أؤمن ايضا ان نفسي تأبى ان تفجر المتاجر، فالحياة يا أمي العزيزة وتربيتك علمتني الكثير، فلا تحزني يا أمي على موتي، فإني أراها من خلال ما تخزن عيونك من دمع غزير على ضياع وطني، لكني مؤمن وعلى يقين ان ابتسامتك ورغم مرارتها فهي جذابة رغم علمي بأن قلبك يغلي حزنا على موتي، لكن صدقيني يا أمي العزيزة ان التغيير قادم، صحيح انه سيخلف خسائر وسيكون مؤلما لكنه حتما سيثمر عن اجراء تغيير شامل.. وختاما يا أمي العزيزة سأتوارى تحت التراب، لكن صورتي وصوتي سيبقى دويه عاليا يتحدى هذا الزمن الرديء حتى تتضح الصورة وينكشف القتلة أمام الرأي العام لأخذ استحقاقهم العادل، واني اراقب الموقف من السماء، وحتما عندها ستغمض عيني واكون أكثر سعادة واكثر فرحا بعد إحقاق الحق.. فتحية لك أمي العزيزة يا ريحانة قلبي، كم اشتاق لجلسة هادئة في حضنك لأبكي وانت تمسحين دموعي لتخففي عني آلامي واوجاعي، لكن صدقيني يا امي اني اعشق الشهادة لكني أتألم على فراقك، ففراقك يدمي جسدي وقلبي.. فابقي يا أمي شامخة عزيزة كما هو العراق شامخ عزيز لا تهزه الرياح مثل نخلة باسقة تتحدى الريح، فتبقى منتصبة تحكي قصة العراق، ولا شيء أعلى شأنا من العراق.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير