جريدة الزوراء العراقية

الأداء السياسي ومدرسة التأريخ


كل الشعارات التي لا تعرف الصدق باطلة، وكل الألسن التي تجلدنا كل صباح بالحديث عن الوطن والوطنية والمواطنة عاقرة إن لم يكن الوطن متربعا في رؤوس اصحابها، وكل المسرحيات التي تمجد الوطن والمواطن مسرحيات فاشلة من حيث التأليف والتمثيل والاخراج عندما تبتعد عن العشق العراقي والتلاحم المصيري مع شعب العراق واهدافه في تحقيق الحياة الحرة الكريمة.
افرشوا صفحات التاريخ امامكم أيها السادة ستجدون عشرات الحكام والحكومات التي ادخلت العراق وشعب العراق في بورصة مصالحها، ومع إشراقة شمس الوعي أدركنا كذب ونفاق هؤلاء ومعهم كل المنافقين الذين التهبت اكفهم بالتصفيق لهم، ومع كل حاكم تخرج جوقة من المادحين، هؤلاء الذين توارثوا النفاق جيلا بعد جيل.
ورغم كل الجراح التي اثخنت قلب العراق، ورغم كل المحن والويلات التي عانى منها شعب العراق، إلا ان الوطن بقي شامخا في نفوس عشاقه، وشعب العراق بقي صابرا على كل ضيم وهو يدرك تماما ما يفعله الحاكم وتأثير الانتهازيين في صناعة الرأي العام الذي يخدم مصالح الحاكم ومصالحهم.
لقد تحدثوا عن الانجازات الكبيرة والعظيمة التي تحققت في زمن الحاكم الفلاني والعلاني، وطبلت لهم وسائل اعلام، واقيمت مهرجانات وندوات ومهرجانات، وفتحت لهم الخزائن لينهبوا منها، وكان للسوط دورٌ في معاقبة من يخرج عن طريق الولاء والتبعية لسياسة الحاكم إلا انه رغم كل هذه المحاولات تبخرت مع تبخر الحاكم وبقي ابناء الوطن يحتضنون وطنا يستحق من الجميع التضحية والصبر من اجل ان يبقى وطنا للكرامة والعزة والشموخ.
لا نتحدث عن حكومة بعينها ولا عن حاكم بشخصه، إنما نتحدث عن معادلة واضحة الملامح ثابتة الاركان، هذه المعادلة تقول: اما الولاء والتضحية والانتماء الحقيقي الى الوطن والشعب، عندها يدخل الحاكم الى فردوس التاريخ، او اتباعه منهج الكذب والمماطلة عندها سيكون الطريق معبدا الى مزبلة التاريخ.
لقد تمخض صبر العراق والعراقيين عن ينبوع من الوعي النقي، تدفق من عمق الخيبة والاحباط، وعلى الحكومة استثمار هذه الحالة الجديدة لصالح الوطن والشعب والنهوض بالأداء السياسي وفق خطة مرسومة ودقيقة وجادة، وإعطاء الشعب حقوقه الكاملة دون منّة من أحد، ودون تهميش او إقصاء او تفضيل طرف على طرف، وان يكون صادقا وعادلا في جميع مفاصل عمله، وعندها سينال الفوز في دنياه وآخرته، أو ان يجعل من الكرسي وليمة له ولمن معه والنتيجة معروفة ولا تحتاج الى دليل.
التاريخ مدرسة واسعة فاستفيدوا من دروسها أيها السادة، ومن يتجاهل هذه المدرسة وما فيها من دروس عظيمة فستحل عليه لعنة الله والشعب الى يوم يبعثون.
إلى اللقاء...
 


المشاهدات 1317
تاريخ الإضافة 2022/01/12 - 7:34 PM
آخر تحديث 2024/04/18 - 7:34 PM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com