الحروب الصامتة للتلاعب بالعقول ---------------------------------- ليس بالضرورة ان نستمع الى أصوات الرصاص القابع في دهاليز الاسلحة الجاهزة لأية حرب لندرك ان الحرب قد بدأت فعلاً، فمن يراقب الوضع العام في بلداننا العربية يدرك انه كل يوم تولد حروب بأسلحة شاملة تتكون من كلمات وافكار تصاغ عبر ساحات شبكات مواقع التواصل الاجتماعي. طبعا، هي معركة تصرف لها في كثير من الاحيان الاف الدولارات ويُجيّش لها مئات الكُتّاب، وهي تعتمد على جيش الكتروني يغذي الجمهور بسيل من المعلومات الكاذبة والافكار المضللة والشائعات الهدامة، والكثير من الكلمات التي تُحرض الاحزاب على بعضها بعضا والطوائف على بعضها بعضها والمذاهب والجنسيات والاعراق، كلمات تندرج في حروب كلامية ملئية بالكراهية والعنف اللفظي والتنمر. وهذا الامر ينطبق على كل تفصيل من تفاصيل المواطن العربي، فلكل قضية ساحتها ولكل مسألة مفرداتها ولكل حدث تفاصيله ومستوجباته ومفرداته. فاذا استحضرنا الحدث الابرز في يومياتنا منذ حوالي العامين نقول ان وباء كورونا شكل وباء معلوماتيا رفع من منسوب القلق الجماهيري وسحق من مستوى المناعة الشخصية للمجتمع، وهذا كله بفضل التعديات للتطور التكنولوجي على الاعلام وجعل المعلومة في يد كل ما هب ودب، واذا ما انتقلنا الى احداث سياسية او امنية فنجد شبكات التواصل الاجتماعي قد امتلأت بكم هائل من التعليقات والتغريدات التي تسعى الى اشعال الفتنة والتحريض. كل ذلك يحصل وسط حالة من الادمان الجماهيري على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتصديق ما يحصل بها والتأثر بما يقال من خلالها، وفي الوقت الذي نقول فيه ان المعلومة هي حق للجميع وهي امر نفعي وهام في سبيل تطوير المجتمع ونهضته لكن التداول في معلومات خاطئة ومضللة وكاذبة هي امر خطير جدا على المجتمع وعلى النسيج الاجتماعي، وهي مهددة للاستقرار الامني والاجتماعي. لذلك ان التحدي الابرز اليوم في تفعيل هيئات تراقب ما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي ليس من باب قمع حرية الرأي والتعبير وانما من خلال عملية تنظيمها، وذلك من خلال توعية الجمهور على التعرف على التمييز بين الخبر الحقيقي والخبر الكاذب وبين الصورة الحقيقية والاخرى المركبة، ليتعلم المواطن كيف يتحقق من صدق ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه المسؤولية تقع اليوم على عاتق الوزارات المعنية ولا سيما وزارة الاعلام. اننا فعلا امام ثورة فعلية للمعلومات، وقد استُغل هذا الامر من قبل جهات ذات نوايا خبيثة في المجتمعات العربية، وقد كانت هذه شريكة للحروب الاخيرة التي عصفت بعالمنا العربي فعندما يوضع الزناد على البندقية يفتح الى جانبها عشرات الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لتكون شريكة في المعركة، فمن لا يعرف مثلا اليوم صفحة laquoاسرائيل تتكلم بالعربيةraquo ومن لم يطلع على حساب laquoافيخاي ادرعيraquo، ومن لم يلحظ وجود المئات من الحسابات التي تظهر فجأة اثناء المظاهرات او الازمات السياسية او الامنية. الساحة للجميع ومن يدخلها دخل الى عقول الجماهير وامتلك ناصية التلاعب بالعقول، فكلنا مسؤول وعلى كل مواطن ان يسال نفسه عند تلقي اي معلومة ان كانت صحيحة او كاذبة، فالكلمات موجودة في كل مكان ووجب علينا ان نكون حذرين. ---------------------------------- تقارير أضيف بواسطة : zawraa المشاهدات : 1084 تاريخ الإضافة : 2022/01/11 - 11:59 PM آخر تحديث : 2024/03/25 - 1:15 AM https://alzawraapaper.comcontent.php?id=335775 ---------------------------------- جريدة الزوراء العراقية AlzawraaPaper.com