رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
العائد من الفضاء ..حمزة مصطفى


المشاهدات 2321
تاريخ الإضافة 2022/01/11 - 8:21 PM
آخر تحديث 2024/04/18 - 3:35 PM

لست أريد هنا إعادة قصة الفضاء ورحلة أول إنسان الى الفضاء الروسي (غاغارين) أوائل ستينات القرن الماضي، وأول إنسان يهبط على سطح القمر (أرمسترونغ) نهاية ستينات القرن الماضي في سياق الصراع الأميركي ـ السوفياتي آنذاك. كما لست أريد تكرار الجملة التي نطق بها أرمسترونغ حين تمشى على سطح القمر «يجوز تلة ما أدري حسب رؤية بعض أصدقائي»، وهي «خطوة صغيرة لإنسان.. خطوة كبيرة للبشرية».. أقول لست أريد تكرار ذلك لسبب بسيط أن كوكب الأرض الذي بات يضيق بسكانه السبعة مليارات إنسان تقريبا لم يستفد حتى الآن من خطوة أرمسترونغ الصغيرة بالنسبة له الكبيرة بالنسبة لنا.. الوقائع والدلائل كلها تشير الى إنها ما زالت ذات الخطوة الصغيرة لأن كل ما تلاها من صراعات كانت ولا تزال تصب في صالح مصالح الأقطاب الدوليين، لاسيما القطبين الرئيسيين (الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي) أيام القطبية الثنائية والولايات المتحدة الأميركية وروسيا البوتينية اليوم التي بدأت تمد خطواتها بأبعد مما يتخيل العملاق الأميركي. 
الذي أريد التعليق عليه هنا ليس القمر وسطحه وهل هو حقيقة أم لا؟ وهل صعدوا عليه أم تمشوا على «تلة»؟.. ما أريد التعليق عليه هنا هو الرحلات الفضائية التي بات يقوم بها كبار الأثرياء الجدد ممن جمعوا ثرواتهم وفقا لأحدث أساليب الثراء، ومنهم الياباني يوساكو مايزاوا الذي جمع ثروته من قطاع تجارة الملابس عبر الأنترنت. الملفت هو ما نطق به صاحبنا حين عاد الى الأرض من رحلته الفضائية.. فهو لم يصف لنا الفضاء ولم يتوقف كثيرا عما رآه هناك، ولماذا دفع كل هذه الأموال الطائلة لكي يقوم برحلته الاستكشافية بل المثير في الأمر هو ما قاله عن كوكبنا الذي نعيش فيه لا عن الفضاء الذي عاش فيه بضعة أيام قبل أن يعود أدراجه ليستأنف عمله التجاري المربح جدا. 
هذا الرجل قال إنه يشعر بتقدير أكبر للأرض والفصول والرياح والروائح والنظرة إلى أشياء عدة.. وبعكس كل رواد الفضاء الذين لم نفهم منهم شيئا، فإن رجل الأعمال هذا وصف مشهد الأرض من محطة الفضاء الدولية بأنه جميل جدا في الصورة، لكنه أجمل بمائة مرة إذا رأيناه بأم العين.. ولعل أجمل بل وأعمق ما قاله مايزاوا: «ماذا سيفكر قادة العالم إذا اجتمعوا في الفضاء، وتحدثوا عن مشكلات الأرض؟»، معتبراً أن ذلك «يمكن أن يجعل الأرض مكاناً أفضل للعيش».. ربما يكون رجل الأعمال هذا من بين قلة من رجال الأعمال ممن يمتلكون رؤية عميقة لمشكلات الأرض وما باتت تعانيه من مشاكل وأزمات يمكن أن تجعل العيش مستحيلا على سطح هذا الكوكب بعد عقود من الزمن.. وبالرغم من المؤتمرات التي تعقد هنا وهناك لإيجاد حلول لمشاكل الكوكب، لكنها تبقى حولا ترقيعية بسبب التباين في فهم مشكلات الكوكب.. لذلك فإن قمة عالمية تعقد على متن إحدى المركبات ربما يكون من شأنها طرح رؤية أكثر واقعية لمشكلات الكوكب في ظل ندرة الموارد وتزاحم الأزمات والمشكلات.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير