رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الحكومة القادمة والأمل المرتجى


المشاهدات 1369
تاريخ الإضافة 2022/01/10 - 8:20 PM
آخر تحديث 2024/03/29 - 10:51 AM

النفوس التي أنهكها الاحباط باتت تتطلع الى الافق البعيد لعلها ترى ذبالة أمل وبريق خلاص، والرؤوس المصابة بصداع الخيبة المزمن بدأت تناجي ربها للتخلص من سنوات المحنة التي ذاقت منها الويل والثبور.
لقد مرت علينا سنوات عجاف متخمة بكل صنوف الفساد والتهميش والفوضى، ولقد لعبت الاحزاب السياسية بكل عناوينها ومسمياتها دورا سلبيا في سحب الحياة الى الوراء، وأفرزت ظواهر عامة اهمها الازمات المتمثلة في الخدمات والبطالة والفقر والضياع والانتحار وشيوع المخدرات وغيرها من الحالات التي جعلت ورقة الطلاق حاضرة بين الشعب وبين الحكومات المتعاقبة، وبدلا من وقفة جادة ومسؤولة لتصحيح المسار السياسي ووضع الحلول الناجحة التي تخدم الشعب ظل الركود يهيمن على عموم المشهد، وظل الفساد ينخر في جسد الهيكل الاداري وظلت الازمات تقدم ازمات اكبر، وظلت النفوس غارقة في مستنقع الخيبة والاحباط.
لقد كانت ارواحنا شاخصة قبل عيوننا ونحن نعيش مرحلة جديدة تمثلت في انتخاب رئيس برلمان جديد وانتخاب مساعديه، وقبلها كانت آذاننا متهيئة لسماع الكثير من الشعارات التي كانت تختلف عن سابقاتها، ومع ساعة الانتخابات وفرز الاصوات والحضور القوي للقضاء بدأ الامل يتسرب الى نفوسنا من جديد رغم كل ما قيل وما يقال عن اجتماع البرلمان وما تمخض من نتائج إلا انه يشكل بارقة امل لتصحيح المشهد السياسي الذي كان جاثما على صدورنا، كما انه سيفرز معارضة قوية تستطيع ان تراقب بدقة وتؤشر على مواطن الخلل والضعف، وهي حالة صحية ينبغي الالتفات إليها.
إن من اهم واجبات الحكومة المقبلة هي اعادة ثقة المواطن بالحكومة المقبلة، ومن اهم عوامل اعادة الثقة هو السعي الجاد لتقديم الخدمات الاساسية للمواطن العراقي، وجعل الشعب يصبو الى تحقيق الحياة الحرة الكريمة التي تليق به.
ما حصل في الجلسة الاولى للبرلمان الوليد يبشر بالأمل وكل ما نتمناه هو فتح صفحة جديدة، وان لا تعاد مآسي الماضي، هذه الصفحة التي تعتمد في كل تشريعاتها وفعالياتها على الهوية الوطنية والتي تشكل الضمانة الحقيقية والاكيدة لكل نجاح، حيث اكدت التجارب السابقة فشل كل الهويات الفرعية التي لا تلبي طموح وآمال الشعب العراقي.
كل ما نريده هو ولادة حكومة تلتفت الى شعبها، وتضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل مصلحة، حكومة قوية قادرة على التصدي لكل التحديات التي تواجه العراق وشعب العراق.
لا نملك غير الدعاء الى رب العزة والجلالة بأن يسدد خطى الجميع، وان يضع اقدامهم على طريق الخير والصلاح، وان يلتفتوا الى وطن نال من الجراح ما لم ينله وطن آخر، والى شعب عانى من التهميش والاهمال طيلة السنوات الماضية.
إلى اللقاء...
 


تابعنا على
تصميم وتطوير