رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الشريحة الأكثر تضررا من سياساته ..أردوغان قلق بسبب عزوف الشباب عن حزب العدالة والتنمية


المشاهدات 1193
تاريخ الإضافة 2022/01/08 - 9:11 PM
آخر تحديث 2024/04/19 - 4:23 PM

أنقرة/متابعة الزوراء:
 يتخوف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من ردة فعل الشباب خلال الانتخابات المقررة العام القادم، في ظل استطلاعات رأي متعددة ترى أن نسبة عالية من الشباب غير متحمسة للمشاركة في التصويت، والبعض الآخر لا يرى مبررا لدعم أردوغان للعودة إلى مدة رئاسية جديدة.
ويعتبر مراقبون أن الشباب هم الأكثر تضررا من السياسات التي اعتمدها أردوغان في السنوات الأخيرة، وخاصة تشبثه بموقفه ما أعاق معالجة أزمة الليرة وقاد إلى خسارة الآلاف من فرص العمل في القطاعين الحكومي والخاص، مشيرين كذلك إلى أن الأفكار المحافظة لأردوغان لا تلاقي حماسا لدى الأجيال الجديدة التي تحمّله مسؤولية تراجع مناخ الحرية في البلاد والرقابة على الإنترنت.
ويبدي الكثير من الشبان قلقهم من المستقبل، ولا يرون في أردوغان الشخصية القادرة على تحقيق مطالبهم وتحسين أوضاع تركيا.
ويقول يوسف ضياء غولر إنه كأبناء هذا الجيل لا يمتلك ذكريات عن النهضة الاقتصادية في تركيا خلال العقد الأول من حكم أردوغان، ولكن لديه صورة واضحة عن الصعوبات التي يعيشها الأتراك في العقد الثاني.
وأورد غولر، طالب الطب البالغ 20 عاما، “أنا متشائم حيال المستقبل” معربا عن شكوكه بشأن جميع الأحزاب السياسية. وقال لوكالة فرانس برس “نحن بلد لا يمكن التكهن فيه (بالمستقبل). كيف أعرف ما سيحصل بعد أن أتخرج إذا كنت جاهلا بما سيحدث بعد خمسة أشهر”.
ويعتقد المحللون أن ما يسمّى “جيل زد” الذي يلي جيل الألفية، والمتنوع سياسيا مثل تركيا نفسها، يمسك بأحد مفاتيح المسار الشائك لأردوغان نحو إعادة انتخابه ومساعيه لإبقاء الحزب ذي الجذور الإسلامية في السلطة لعقد ثالث على التوالي.
لكن على عكس شباب 2002 حين كان صعود أردوغان بمثابة ابتعاد عن الفساد المنهجي والركود الاقتصادي، يبدو مراهقو الفترة الحالية أكثر ميلا لإلقاء اللوم في متاعبهم على أردوغان نفسه.
ومن بين تلك المتاعب تضخم هائل وعملة متدهورة واقتصاد متراجع يتقاضى فيه أكثر من 40 في المئة من اليد العاملة الحد الأدنى من الأجور. و”الوضع الاقتصادي الصعب حاليا من شأنه أن يوسع الهوة بين ما يستطيع الحزب الحاكم توفيره وما يريده الشبان”، كما ترى المديرة المساعدة لبرنامج جامعة ستانفورد حول تركيا عائشة علمدار أوغلو.
ويدرك أردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أهمية كسب الشبان عن طريق تنظيم التجمعات والسعي لمعرفة سبل الوصول إليهم على الإنترنت.
واعتبر أردوغان في افتتاح مهرجان للشباب استمر ستة أيام في العاصمة أنقرة في نوفمبر 2021 أن “مفتاح الانتخابات المقبلة هو شبابنا وليس هذا الحزب أو ذاك”. وقالت علمدار أوغلو “بمجرد متابعة خطابات الرئيس وسواه من قادة الأحزاب.. نرى أن الشبان يشكلون مصدر قلق كبير”.
ورغم محاولات حزب العدالة والتنمية للاتصال بالشباب والحوار معهم على حسابات خاصة، إلا أنه ثبت لديه أن كسب ثقة الناخبين الشباب مسألة صعبة المنال، وليس فقط بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية.
ففي استطلاع شمل ثلاثة آلاف شاب في محافظات تركيا البالغ عددها 81، خلصت وكالة الاستطلاعات “تركيا رابورو” إلى أن 58 في المئة لن ينضموا لأيّ حركة سياسية أو حزب كسبيل لبناء مجتمع أفضل.
وقال مدير “تركيا رابورو” تجان سلجوقي “لا يعتقدون أن المشهد السياسي الحالي يمكنه أن يخدمهم”. وأوضح “لديهم ثقة ضعيفة جدا بالأحزاب السياسية أو المؤسسات السياسية عموما”.
بدوره قال مراد غيزيجي من وكالة الاستطلاعات إن الجيل المولود بين 1980 و1999 يشمل العديد من الناخبين المترددين، وخصوصا من النساء، ما يجعلهم ربما أكثر أهمية في الانتخابات المقبلة مقارنة بالفئة الأصغر سنا.
وقال غيزيجي لصحيفة “سوزجو”، “هذه المجموعة التي تضم 18.4 مليون شخص تمثل 32.6 في المئة من الناخبين”. غير أن الناخبين الشبان يمكنهم مع ذلك أن يحسموا مصير حزب مّا في انتخابات متقاربة.
ويرى سلجوقي أن أداء حزب العدالة والتنمية أسوأ من المعدل الوطني لدى الشبان، رغم أن “الفوارق (بين الأحزاب) لا تغير قواعد اللعبة” في هذه المرحلة. وحذر سلجوقي أيضا من اعتبار الشبان كتلة تصويت متجانسة، مؤكدا أن “الشباب متنوعون مثل الشعب التركي عموما”.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير