رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
أثارت تساؤلات حول حدود التعاون بين الجزائر ومصر ..زيارة لرئيس الأركان الجزائري الفريق السعيد شنقريحة إلى القاهرة


المشاهدات 1204
تاريخ الإضافة 2021/12/01 - 11:34 PM
آخر تحديث 2024/04/15 - 5:37 PM

القاهرة – الجزائر/متابعة الزوراء:
 أثارت الزيارة النادرة التي قام بها رئيس الأركان الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، إلى القاهرة تساؤلات بشأن توقيتها خاصة أنها تأتي بعد أسبوع من تمتين التعاون الدفاعي بين المغرب وإسرائيل، في وقت تقول أوساط سياسية جزائرية إن الزيارة تظهر حجم الارتباك في الموقف الرسمي الجزائري الذي يريد أن يرد على زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى الرباط بالبحث عن تحالف إقليمي مضاد.
وقالت الأوساط السياسية الجزائرية إن النظام يريد أن يظهر قدرته على المناورة ولأجل ذلك تصرف بسرعة واتجه إلى مصر دون قراءة حساب لواقعية التحالف الذي يبحث عنه، خاصة أن رعونة الموقف الرسمي قد قادت الجزائر إلى خسارة حلفاء تقليديين كان يمكن اللجوء إليهم في مثل هذه الأزمات مثل فرنسا.
وأشارت هذه الأوساط إلى أن مغامرة البحث في القاهرة عن حليف إقليمي في وجه التقارب الإسرائيلي – المغربي لا معنى لها، خاصة أن مصر تقيم علاقات مميزة مع إسرائيل والمغرب، ولا يمكنها بأي حال أن تبدي أي إشارات للتضامن ولو رمزيا مع الجزائر لأن ذلك سيجلب لها قلقا إضافيا ولديها ما يكفيها من المشاغل والأزمات محليا وإقليميا.
ولا تمتلك الجزائر أي أوراق في يدها من أجل تشجيع مصر على إظهار بعض إشارات التفهم سواء فما تعلق بموضوع المخاطر التي يقول النظام الجزائري إنها باتت تتهدده بسبب الوجود الإسرائيلي على حدوده، أو في موضوع الصحراء الذي لا يحتمل أي مناورة في ظل الموقف المغربي الحازم الذي لا يسمح بأنصاف المواقف.
وجرى اختيار توقيت زيارة شنقريحة إلى مصر بعناية إذ جاءت تزامنا مع معرض آيدكس 2021 المقام في القاهرة خلال الفترة من الاثنين إلى الخميس، في محاولة لمنع ربطها بتطورات التقارب بين الرباط وتل أبيب.
لكنّ مراقبين يقولون إن تزامن الزيارة مع المعرض لا يبدد ما يثار حولها من تساؤلات، خاصة أن الجزائر لديها سوق تقليدية تشتري منها أسلحتها المختلفة، كما أن المعرض لا يوفر البدائل الكافية التي يمكن أن تساعدها على تغيير وجهة تعاقداتها في المجال الدفاعي.
ويلفت المراقبون إلى أن مصر سعت لاستثمار الزيارة في بعد آخر بعيد عن قلق الجزائر من التحالف بين الرباط وتل أبيب، وأنها تفضل أن تتحرك في ملعبها المفضل، أي الحديث عن الموقف من الإسلام السياسي في شمال أفريقيا، وخاصة في ليبيا، حيث لعب البلدان أدوارا متناقضة، فالجزائر دعمت وما تزال جماعات إسلامية مختلفة تسيطر على الغرب الليبي، فيما يسيطر الغموض على موقف مصر وحساباتها حاليا بعد أن وقفت لسنوات إلى جانب المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي والرجل القوي في الشرق.
وتولي القاهرة اهتماما كبيرا بمنطقة شمال أفريقيا منذ صعود الإخوان المسلمين في تونس وليبيا بعد 2011، ولم تكن راضية عن مشاركة الإسلاميين في السلطة بالجزائر واستيعاب الجيش عملية انخراطهم فيها.
وأشارت مصادر مصرية مطلعة إلى أن العلاقات الجيدة بين المؤسستين العسكريتين القويتين في البلدين أسهمت في الحد من الخلافات في بعض الملفات الإقليمية، وجنبتا التأثيرات السلبية لتباين الرؤى السياسية حول ليبيا خلال فترة تصعيد الحرب.
والتقى شنقريحة، خلال زيارته للقاهرة، الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي في مصر، وكذلك مع رئيس الأركان الفريق أسامة عسكر.
وينأى الجانب المصري عن تبني مواقف مع الجزائر أو ضدها في قضية الصحراء، لكن التطور في العلاقات مع الجيش القائم أساسا على التعاون والتنسيق لمنع حدوث اختراقات عسكرية لأمن شمال أفريقيا من قبل قوى إقليمية أو جماعات إرهابية لن يكون مريحا لدول تسعى لتكثيف وجودها في المغرب العربي، في إشارة مباشرة إلى توجس القاهرة من النفوذ التركي المتزايد في المنطقة بما في ذلك داخل الجزائر نفسها.
وفي الجزائر يقول المراقبون إنه رغم الطابع العسكري للمشاورات التي جرت بين الطرفين، فإن حضور شنقريحة في القاهرة بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون أعطى انطباعا بأن الزيارة تتجاوز المشاورات العسكرية العادية إلى الملفات السياسية والإقليمية، لاسيما في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة.
وفيما تابعت الصفحة الرسمية لوزارة الدفاع الجزائرية نشاط شنقريحة في مصر، خاصة ما تعلق بمعرض الدفاع آيدكس 2021، فإن الإعلام المحلي والبيان الرسمي للوزارة اكتفيا بالقول بأن الزيارة تتناول “مشاورات بين قادة المؤسستين العسكريتين حول الوضع السائد في شمال أفريقيا وفضاء الساحل الأفريقي، والتهديدات متعددة الأبعاد التي من شأنها زعزعة استقرار المنطقة برمتها، فضلا عن السبل الكفيلة بالمساهمة في دعم جهود السلم والأمن على المستويين الإقليمي والقاري”.
ولم يتسرب إلى غاية الآن أي شيء عن الأبعاد الحقيقية للزيارة النادرة والمفاجئة للرجل الأول في الجيش الجزائري إلى مصر، خاصة وأن المراقبين تعودوا على الحضور الجزائري الدائم في معرض دولة الإمارات العربية المتحدة العسكري. وكان قائد الجيش السابق الجنرال الراحل أحمد قايد صالح دائم التردد على معرض آيدكس بأبوظبي ذي الأهمية الدولية الكبرى.
وقالت الوزارة إن زيارة شنقريحة تندرج ضمن إطار تعزيز التعاون بين الجيش الوطني الشعبي والقوات المسلحة المصرية، وتمكن الطرفين من التباحث حول المسائل ذات الاهتمام المشترك.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير