ناهض الخياط
عن دار الصواف للطباعة والنشر بابل .. صدرت للشاعر ( صادق الشيخ باقر ) مجموعته الشعرية ( تلاوات الأشرعة ) بطبعتها الأولى 2021 م .
لقد كان الشاعر صائبا ً في اختيار عنوانها بكونه مؤشرا ً مضيئا ً لمعطيات مضامينها . ومع مقدمة الناقد ( عمار الشلاه ) لها يجد القارئ نفسه مشاركا ً بفكره ومشاعره بما كشفه ناقدها !
ومنها قوله : ’’ .. بل هي من دواعي التفاعل من هواجس الشعر ، والانسجام مع انزياحات العاطفة ورهافة الاحساس لشاعر آثر أن يلج المشهد الشعري وهو ممسك بما يستلزم من أدوات ) .
لقد حقق الشاعر ( صادق الشيخ ) لقصائده مكانتها اللائقة في رحاب الشعر الحديث ، فحظيت باهتمام المتابعين لفرسانه في ميادينه الواسعة . ومنها ما قاله في قصيدته ( تلاوات الأشرعة ) :
وأنا المتمايلُ دوما
المكتظ بالذهول
من أين لي هذه الأعماق
حتى أغرق بالصدى
رجعَ إيقاع بعيد !
ولكن ( الشلاه ) يشير بأسى لانغمار الشاعر في مشاعره المستلبة ، فيقول : ( وكم كنت آمل أن يخفف من وطأة استلاب الأحداث والانفعالات لتفصح عمق الادراك لمشكلات الإنسان ... ) .
نعم ! .. وهذا ما نراه في مواقف العديد من الشعراء المشغولين بتجاذب الحداثة المعاصرة ، ومنهم أولئك الذين اطلعوا على صفحات الشعر الانساني بخصائصه المميزة عبر مراحلها المتعاقبة ، ومنه شاعرنا ..!
ففي قصيدته ( ما زلت استنطق وجه المرايا ) نرى لمحات يقظته !
فيقول :
أيها الممعن في الغربة
اغتسل بثنايا الحقول
زهرة تشرين عطرك الأثير
للريح حكايات
وعمرك أقصر
من ترنيمة أسئلة
وهاهو في آخر قصائده ( عذرية الصمت ) يقول :
منذ ولوج الحلم
في خاطر النشيد
أنشر مواعيدي المؤجلة
على تخوم الذاكرة
كان علي أن أرفع تصدعات الوحشة
بلهيب اليقظة !
في هذه القصيدة يترنم بما يعزز فيه روحَ الشجاعة ليدرأ عنه أوهام الرؤى في ضبابها ومخاطر الطريق ، كما يضلل بشعرية تلاواته الغارقة بغموضها وشعاب تأويلاتها مراصد الضديد :
تعبث بي أحلام الخرافة
وريح تترقبني
وتفترس رغبتي !
ولكنني أراه تحت السماء .. بشمسها ونجومها المترائية في ثنايا قصائده مقتحما ً مساره الطويل حتى وصوله للمرفأ الأمين !