رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
نريد قائدا هُماما وليس مَقودا


المشاهدات 1307
تاريخ الإضافة 2021/11/27 - 6:18 PM
آخر تحديث 2024/04/23 - 8:43 PM

 وسط فوضى التصريحات والتلميحات والتنظيرات والتأطيرات لسياسيين كلٌ يدلو بدلوه لإصلاح الامور بعد ان ضاقت بنا القبور، ولم نجد لنا متسعا في طريق بناء العراق، خاصة بعد انتهاء الانتخابات النيابية التي اوصلتنا الى طريق متشعب كله اشواك.. والسؤال المطروح وسط هذا الجدل البيزنطي العقيم هو: ماذا نريد وماذا يريدون؟.. ونقولها بصراحة نحن نريد قائدا هماما وليس مَقودا يتوجه وفق إملاءات خارجية.. نريد فارسا وليس فرسا يركب عليه او يمتطيه الاخرون.. نريد فارسا ينتفض بفرسه فيحلق فوق السحاب.. نريد فارسا اسطورة ينقل العراق من حالة التفكك الى مرحلة جديدة.. فارسا يهز اسمه العراق يخافه القوي المتجبر فيرتعد لكي لا يكرر خطأه ويخافه الضعيف ليزداد احتراما له.. نريد فارسا وليس فيلسوفا يتكلم أكثر مما يفعل.. لا نريد قائدا يعطي الوعود والحلول السحرية كي يصلح عجلة عطبانة بأدوات بالية ويصفق لهذا الانجاز الوهمي.. لا نريد قائدا يصفق له المطبلون ويعتبرونه معجزة فقد مللنا التطبيل والتهليل.. والسؤال المحير هو: متى نأكل خبزا غير ملوث بدماء الأبرياء؟ متى تنتهي الحروب والكروب العبثية؟.. لا نريد قائدا متلكئا وسط مسيرة ليس لها نهاية، فقد مللنا الانتظار وعداوة الجار وإطلاق الاشعار والتغني بالثوار.. نريد ان نتمتع اسوة ببقية البشر في العالم المتقدم بأخذ اطفالنا قسطا من التعليم والخدمات الصحية المجانية وهي حق من حقوقنا.. نريد ان تتوفر لنا فرص من العمل الشريف، وأن نسكن تحت سقف يحمي اطفالنا واكبادنا من برد الشتاء وحر الصيف، وان نتمتع بنعمة الماء والكهرباء، فمثلما تريد الدولة منا ان نكون متحضرين وقدوة في التعبير عن مشاعرنا وأحاسيسنا، وأن نكون منضبطين في تظاهراتنا وعدم الاعتداء على املاك الدولة والمواطنين، وأن نكون متحضرين في التعبير عن معاناتنا، فمطلوب من الدولة ان توفر تطلعاتنا في الحياة.. صحيح ان التظاهر حق من حقوق المواطن كفله الدستور، لكن المفروض بالمواطن أن يكون أكثر وعيا في المحافظة على روح النظام، خاصة ان البلاد تمر في ظروف استثنائية تتطلب تغليب لغة العقل والمنطق، وأي تقصير في جانب من جوانب الحياة اليومية يعدّ خيانة للوطن وللأمانة، خاصة ان العيون تترصد للإجهاض على البلاد لكي لا ينهض الوطن ويتعافى لان نهضته تشكل عائقا لكل المتصيدين بالماء العكر من أشباه الرجال ممن رهنوا مصيرهم بما يغنموه من سحت حرام.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير