بين إغراء الوعود وثمار الحنظل تتعثر مسيرة الحياة ---------------------------------- الفارق كبير بين عمر الفرد وعمر الشعب، الشعوب تكافح وتجتهد من اجل بناء حياة حرة قائمة على العدل والانصاف، والفرد يعد سنواته ويطمح بالراحة والاستقرار، ورحلة الشعوب أطول من رحلة الفرد، وربما تستغرق رحلة الشعوب مئات السنين لكي تقدم للأجيال التي تليها ثمار جهدها، ورحلة الفرد أقصر من ذلك بكثير . لم أكن أعلمُ يوماً أن العقل إذا ما خرج من محطات التدجين ينقلب الى حاوية للنفايات، ولم يدر بخلدي أن من يريد ردم منابع الخير واطفاء مصابيح الله عليه بالرؤوس المدجنة فهي القادرة على تحويل كركرة الأطفال الى صراخ ونواح، ومسخ البهاء والجمال الى قبح وحقد . وعندما تكون الخرافة سيدة المسيرة، والكذب قائد المواقف، والنفاق الأب الروحي للتعامل ، تكون الشمس قد أغلقت أبوابها وهاجرت نحو المجهول ، والقمر أسدل ستائره وهرب نحو المخابئ، عندها لا فرح يُرتجى ولا أمل يُبعث ولا اشارة مضيئة في نهاية النفق . في هذا الزمن الزنيم، دول تتباكى على حقوق الانسان رغم أن ديدنها سحق الانسان وانتهاك حقوقه ، ومنظمات ترفع شعارات الديمقراطية وهي لا تعرفها إلا من خلال سطوة السلاح واخضاع الضعيف الى منطق العبودية والاستسلام، ومن خلال مصالحها، وجمعيات كبرى ترتدي قميص مكافحة الارهاب وهي غارقة في ارهاب بشع حتى شحمة أذنيها، ومؤتمرات متناثرة على سطح الكون يرتفع صوتها كنقيق الضفادع مطالبة بالسيادة والكرامة للدول والشعوب وهي تجتاح كل يوم بجيوشها الدول الصغيرة لتسلب منها السيادة وتلقنها دروس الذل، ومقرات شامخة بصور الاطفال والطفولة تبتهل الى الله الواحد القادر بأن يحمي الصغار ، والطفولة تنتحر تحت عجلات الاهمال والتهجير والضياع والتشرد، ومثقفون ما عرفوا طريق الثقافة، يتبجحون بأقلامهم البائرة في كل عواصم الارض وهم يقفزون من خندق لآخر، ويضعون أقلامهم في الجيوب الدسمة دون أن يخجلوا يوما . في كل بلد دماء وحروب وحرائق ضحيتها على الدوام الفقراء والمساكين، وفي كل جانب من هذا العالم قوى شريرة تحاول جر الشعوب الضعيفة الى الحروب والدمار والويلات من خلال ترويضها ومصادرة قواها وتعليمها أصول الطاعة والخنوع، ومع كل ابادة جماعية تبدأ الدول الكبرة تتباكى على حقوق الانسان وتذرف الدموع على الشعوب، وتسعى الى ذر الرماد في العيون من أجل الهيمنة على ثروات تلك الشعوب ومصادرة حقها في الحياة . مَن يستطيع الوقوف بوجه الكذب والدجل ويرفع الغطاء عن وجه الحقيقة؟ ومَن يجنبنا ويلات الحروب والدمار لنشهد يوما حياة خالية من مشهد الدماء؟ إلى اللقاء. ---------------------------------- كتاب الاعمدة أضيف بواسطة : zawraa المشاهدات : 1335 تاريخ الإضافة : 2021/11/24 - 7:21 PM آخر تحديث : 2024/03/23 - 7:46 AM https://alzawraapaper.comcontent.php?id=333339 ---------------------------------- جريدة الزوراء العراقية AlzawraaPaper.com