رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
آلة الوتر عمل باذخ بالإبداع


المشاهدات 1191
تاريخ الإضافة 2021/11/24 - 5:35 PM
آخر تحديث 2024/03/29 - 2:38 AM

سعيدة المغاري.
آلة الوتر، مجموعة قصصية للقاص المبدع زهير بوعزاوي الصادرة عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع في مصر، هي مجموعة قصصية تحمل في طياتها قصصا قصيرة تعبر عن الثقافة الأمازيغية، إذ تناول القاص بأسلوب سردي رائع حكايات من بيئته القروية وحولها إلى لوحات فنية بلغة بهية تشد القارئ من أول قصة حتى نهاية المجموعة.
مجموعة آلة الوتر تحتفل بجمال الثقافة الأمازيغية وتنوعها، كما توضح قوة الإنسان الأمازيغي الأصيل على محاربة العيش القاسي وتقلباته، حيث تعتمد المجموعة القصصية على السرد المباشر والفلاش باك الحاضرين بقوة، وقد اعتمد الكاتب زهير بوعزاوي على لغة شعرية مترعة بجمال المفردات والرمز والتشبيهات، وكان هذا التنوع هو الميزة التي جعلت المجموعة تصك في قالب إبداعي رائع.
إن عنوان المجموعة القصصية لم يكن اختياره وليد الصدفة، من قبل الكاتب، بل جاء معبرًا عن محتوى العمل، وآلة الوتر هي آلة موسيقية أمازيغية قحة، لها بعد صوفي وروحي، كانت ومازلت رمز البهاء والتفرد عن باقي الثقافات، وآلة الوتر تشكل للكاتب زهير بوعزاوي قطعة أساسية في حياته الشخصية والإبداعية، إذا لا تخلوا كل قصصه من هذه الآلة العجيبة، كما يقول الكاتب:  بأن “آلة الوتر على خيوطها تسقط الألم، وتغتفر الآثام”
من خلال اطلاعنا على العمل، نجد أن الكاتب بقي وفيا لبطل واحد، ومكان موحد، وجعل الأزمنة متعددة، وتيمة الامازيغية الحاضرة بقوة، وهذا ما حاول الكاتب اظهاره للمتلقي حيث شكلت الثقافة الامازيغية المحور الأساسي الذي تدور حوله رحى العمل، حيث تعتبر هذه الثقافة رمزا للمحبة والسلام عبر الامتداد الزمني للحياة الأمازيغية. 
مزج القاص بحرافية عالية في حوارت قصصه بين اللغة الأمازيغية والعامية المغربية، مع الإبقاء على السرد باللغة العربية الفصحى، حيث منح هذا التنوع جمالية خاصة للعمل، كما كرم فيه رواد الأغنية الأمازيغية، وأعاد إحياء ذكراهم، وعرف القارئ بهم.
وقد وظف المبدع زهير بوعزاوي الوصف والصور الفنية منذ بداية العمل إلى نهايته، حيث يمتلك لغة قوية تطاوعه في السرد إذ يجعل قصصه تفتح شهية القارئ.
وقد استطاع المبدع زهير بوعزاوي ان يسوق للهوية الامازيغية بشكل راق، إذ دمجها بالأدب والكتابة، الأمر الذي جعلها تصل لبقع مختلفة في العالم ما جعل هذا العمل وباقي أعمال الكاتب مميزة، إذ تحمل في طياتها هدفا نبيلا.


تابعنا على
تصميم وتطوير