رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الشروط غير متوفرة دائما


المشاهدات 1311
تاريخ الإضافة 2021/11/23 - 7:28 PM
آخر تحديث 2024/04/23 - 8:37 PM

قبل تكليفه بتشكيل الحكومة بعدة شهور، كتب رئيس الوزراء السابق، عادل عبد المهدي، مقالا عنوانه «الشروط غير متوفرة».. بعد شهور من هذا المقال الصحيح البليغ الذي يمثل خريطة طريق قَبلَ الرجل المنصب، فتاهت عليه وعلينا وعلى المؤمنين الذين لم يكفهم شر القتال.. كانت النتيجة بلا شرطها ولا شروطها مئات الشهداء وآلاف الجرحى في تظاهرات جماهيرية يكفلها الدستور.. بقينا والدماء تنزف نتمسك بهذه العبارة البلهاء الجوفاء بأن الدستور يكفل حق التظاهر.. ولأن العبارة بقيت عائمة سابحة في فضاء الأوهام والإيهام والترهيم والترهام فقد بقيت، ولسوف تبقى، سابحة سائحة سانحة عند كل تظاهرات أيا كانت تلك الظاهرات ضد مطعم فلافل العطشان أم ضد بلاسخارت.
قبل الموعد الدستوري لإجراء الانتخابات الدورية قررنا إجراء انتخابات مبكرة مع أن الشروط غير متوفرة.. جئنا بقانون جديد ومفوضية جديدة ورئيس وزراء جديد و»دشينا» مثلما يقول الأخوة الكويتيون معركة الانتخابات واضعين شرطا واحدا عائما هو انتخابات نزيهة.. ولأننا من كثرة ترداد مفردة «نزيهة» ونزاهة ونزيه فإن من يحملون هذه الأسماء كفروا بآبائهم الذين ورطوهم بها دون أي ذنب لهم في حمل اسم قد لا يكون على نفس المسمى، وقد تكون شروط التسمية هي الأخرى غير متوفرة. 
جئنا بحكومة بعد تكليفين لم ينجحا، والسبب «الشروط غير متوفرة».. وحين جاءت هذه الحكومة الحالية حاولت التوفيق بين الشروط غير المتوفرة وبين ما يقع في باب المناسب عمله في ظل تصادم المواقف والإرادات، وهذا يعني أن شروط النجاح غير متوفرة.. توافق الجميع على إجراء انتخابات مبكرة على أمل تحسين الشروط.. بعد إعلان النتائج تضاعفت المشاكل والأزمات بل وصلت الخلافات حد الاختلاف على الشروط نفسها مع إنها غير متوفرة.. ليس أمام الجميع حتى تمشي العربة «عكرف لوي» لابد من وضع الحصان خلفها.. لسان حال الجميع يقول طالما أن الشروط غير متوفرة فلا يهم إن مشى الحصان وتوقفت العربة أو توقفت العربة ومشى الحصان. 
الآن ننتظر النتائج والشروط معا.. هل تظهر النتائج مطابقة للشروط أم مفارقة لها؟ هل في حال ظهرت نتائج صحيحة تتوفر الشروط أو العكس؟ لكن نتائج مَن هي الصحيحة ونتائج مَن غير الصحيحة؟ شروط مَن هي الصحيحة وشروط مَن غير الصحيحة؟ في ضوء هذه «الداوركيسة» كيف يفكر مَن يعرفون أن أسماءهم متداولة لكي يكون أحدهم «بعد يومين» رئيسا للوزراء؟ هل جهزوا مناهج عمل لهم يحسنوا بموجبها من شروط حياتنا أم حضروا مقالات يصدعون بها رؤوسنا عند الضرورة؟.. من الآن أنا شخصيا أقول لمن ينوي الترشح أو يبحث عن الترشح أو يعرف إنه مرشح أن الشروط غير متوفرة إلا في حالة واحدة فقط، وهي أن يحضر المرشح، أو من ينوي الترشح أو يعرف إنه مرشح، قائمة طويلة من الشروط التعجيزية أمام القيادات والزعامات التي بيدها لا بيد الصناديق الحل والعقد والترهيم والتلزيك.. إن قبلوا يقبل وإن رفضوا يرفض.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير