رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
نتائج الانتخابات وحرب داحس والغبراء


المشاهدات 1453
تاريخ الإضافة 2021/11/22 - 7:41 PM
آخر تحديث 2024/04/18 - 5:36 AM

المفارقات كثيرة في عالمنا اليوم، والمشهد السياسي قدّم لنا الكثير من العجائب والغرائب، غرائب من نوع يحمل بين طياته الضحك والبكاء، وعجائب ترفع الجد بالهزل على جناح واحد.
منذ احتلال العراق والاطراف السياسية في تجاذبات واتهامات وتخوين وتشكيك، أطراف سياسية تقفز من خندق الى خندق، وتتحالف مع هذا الطرف أو ذاك، ومع اقتراب كل حدث ساخن تأخذ التجاذبات سخونة مضاعفة، وتبدأ حملات التشهير دون أن يقترب أحد منها، أو يرميها الفقراء من شعب العراق بتهمة الفساد، وعندما يكتب أحدهم عن ظاهرة الفساد التي بدت ظاهرة للعيان تبدأ جميع الاطراف باستنكار ما يكتبه، وتمتد أصابع الاتهام مشيرة إليه، وما أكثر وسائل التضليل الاعلامي والتعتيم الدعائي في هذا البلد الذي شهد من المفارقات ما لم يشهده بلد آخر، وأكثر المشاهد غرابة ان من حق الاطراف المتصارعة التنعم بخيرات البلد والعيش بكل أشكال البذخ والتبذير وفتح الابواب والنوافذ والشبابيك أمامهم وما على الشعب سوى الاذعان لمشيئة هذه الاطراف والويل لمن يعترض او يحتج او يطالب بحقوقه، فهذا يدخل من باب إجهاض العملية الديمقراطية الوليدة التي يتنعم بها الشعب والتي لولاها لكان العراق حاضنة لكل انواع الفساد والتمزق الذي قد يصل الى نسيجه الاجتماعي لا سامح الله.
من حق كل الاطراف الحديث وبحرية مطلقة عن الاختناقات والسرقات والتلاعب بالمال العام، وحرام على الكاتب كشف الغطاء عن كل ما يدور معتمدا في كل ما يكتب على الفضائح التي يسمعها من كل الاطراف السياسية.
وجاءت الانتخابات تبشر بالفرج القريب، وما ان خرجت النتائج الاولية حتى دبّ الخلاف بين الاجنحة المتصارعة وما زالت نيران الخلافات مستعرة ولا احد يعلم متى؟ وكيف تنتهي؟ والناس تراقب وتترقب وتخاف من طول أمدها أو تدخل في سياقات المعارك الكبرى التي يضج بها تاريخنا كحرب البسوس او داحس والغبراء التي قد تؤدي الى نتائج كارثية على حياة الفقراء والمساكين.
كم نتمنى ان تجلس الاطراف التي تنشد خير الوطن وتتطلع الى حياة الشعب حول مائدة مستديرة او مربعة او مستطيلة، ويخرجوا بعدها بقرارات تبعث الامل وتبشر بالخير بعيدا عن روح التعصب متجنبة لغة التهديد والوعيد التي عانينا منها عقودا من الزمن.
الجميع يتطلع الى وضع حد لهذه التجاذبات الساخنة والخروج بقرارات تضمن مصالح كل الاطراف وتمنح الشعب القليل من خيرات هذا الوطن المبتلى بكل مصادر الغنى والثروات الطائلة.
الشعب لا يمتلك غير الدعاء، وفقراء العراق لا يتمنون غير القليل، وشباب العراق لا يحلمون إلا بوظيفة صغيرة يستطيعون من خلالها العيش بسلام.
إلى اللقاء...
 


تابعنا على
تصميم وتطوير