رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
فليقل خيراً أو ليصمت


المشاهدات 1365
تاريخ الإضافة 2021/10/25 - 8:05 PM
آخر تحديث 2024/04/21 - 1:45 PM

لا توجد خريطة مرسومة بحبر الطلاسم تدل على فعل الخير، وليست هناك لغة مشفرة بدلالة الفوازير تؤشر على فعل الشر، الخير واضح في جميع دلالاته ولا يحتاج الى لياقة فكرية لاكتشاف حسناته، والشر لا يحتاج الى تمرين ذهني معقد لمعرفة أضراره، ومن يريد النظر الى السماء فعليه معرفة مسالك الخير ومن يبتغي الشر فعليه النظر الى وجه الشيطان.
الوضع السياسي العراقي الراهن فيه من الاختناقات الكثير، وفيه من التجاذبات فقد انتجت الانتخابات تيارات متصارعة فيما بينها حول النتائج، ولكي نخفف من حدة هذه الصراعات والابتعاد عن لغة تضر بالجميع علينا ان ننتهج طريق الخير فإذا لم نستطع فعلينا التمسك بحبل الصمت، فالصمت احيانا أبلغ من الكلام، والصمت يمنح منشطات تبعدنا عن حالات الاصطدام.
إن لغة التحشيد والتجييش والاشارات ذات الدلالات التي تؤدي الى التمزق والتشرذم ليس من مصلحة أحد، وهي تستهدف النسيج الاجتماعي وتلحق الضرر بالعراق وشعبه، واستهداف العراق وشعبه يقف في أولويات الشر المستطير، فكل ما افرزته الانتخابات من نتائج قابل للحل والوصول الى نتائج ترضي جميع الأطراف. أما عندما يكون العراق هدفا لبعض الاصوات التي تتردد هنا وهناك، فعلى الجميع ان يدرك بأن العراق ليس ملكا لأحد، وتاريخ العراق ليس وقفا لجهة، وان مستقبل العراق لا ترسمه اليد الواحدة، فالعراق للعراقيين جميعا دون استثناء والاستحقاقات جميعها ينبغي ان تكون عراقية، تبتدأ من العراق وتنتهي به.
لقد مرت على العراق وعلى شعب العراق سنوات عجاف ذهب ضحيتها الكثير من شعب العراق نتيجة الفعل الارهابي وما فعلته فلول داعش الاجرامية، ولقد مرت على شعب العراق سنوات لم يحصد منها غير الخيبة والاحباط نتيجة حالات الفساد بكل انواعه واشكاله ومسمياته والتي ألقت بظلالها على حياة الفقراء فزادتهم فقرا، واستهدفت المساكين فزادتهم عريا ومرضا، وأمام هذا المشهد الخطير جاءت الانتخابات المبكرة، وخرجت نتائجها ومن حق الاطراف المعترضة ممارسة حقها في الطعن وهو حق كفله الدستور، وهي حالة كثيرا ما ترافق الانتخابات في الكثير من بلدان العالم .
ما يحزننا ان هناك بعض الاصوات تدفع بالأحداث الى ما لا يحمد عقباه، وهناك دعوات الى استخدام أسلوب القوة والتلويح بالعمل العسكري دون ان يعلموا ان هذا المنطق لا يخدم أي طرف من الاطراف، ودون ان يدركوا انه إذا ما تحقق ما يصرحون به سيحرق الاخضر واليابس ويزيد المحنة اتساعا وعمقا، وهذا الامر لا يخدم أحدا.
ضعوا مصلحة العراق أولا، وضعوا مصلحة الشعب في المقدمة وعندها ستفتح امام الجميع ابواب الخير.
أما هؤلاء الذين يجيدون فن الصراخ الضار فليس لدينا ما نقوله لهم غير: (قولوا خيرا فإن لم تستطيعوا فعليكم بالتزام الصمت يرحمكم الله).
الى اللقاء ...


تابعنا على
تصميم وتطوير