رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
أكثر من ربع ساعة مع مصطفى الهيتي


المشاهدات 1391
تاريخ الإضافة 2021/10/19 - 7:40 PM
آخر تحديث 2024/04/08 - 1:12 AM

ربما يختلف هذا المقال عن السياق العام لما أختاره من زوايا عند التحضير لكتابة مقالاتي سواء هنا في «الزوراء» أو في زميلتها «الصباح».. فبين الشأن السياسي العام ومنه الكثير في بلادنا مما يحتاج تسليط الضوء عليه، وبين ظواهر وحالات تلفت النظر هنا أو هناك أجد نفسي أحيانا حائرا فيمن أبدأ وكيف أختار.. هذه المرة الأمر يختلف نسبيا وإن كان يصب في الشأن العام ذاته، لكن في الجانب الصحي ومن زاوية دقيقة جدا.. لم أعرف الدكتور مصطفى الهيتي شخصيا، لكنه معروف على مستوى الشأن العام، سياسي وشغل عدة مناصب، منها رئيس صندوق إعمار المناطق المحررة، والآن يشغل نقيب الصيادلة. 
وجدت نفسي طرفا في قضية تتعلق بغلق صيدلية تعود لابنتي.. حيثيات الموضوع حين سمعتها من ابنتي وزميلتها الصيدلانية بدت لي قضية في غاية السهولة، وهناك مبالغة في التعامل معها من قبل نقابة الصيادلة.. وطبقا للمعلومات التي وصلتني أن النقيب الدكتور مصطفى الهيتي يتشدد كثيرا في هذه الأمور وربما يوصف بأنه «حنبلي».. فلقد تم غلق الصيدلية بسبب خروج الصيدلانية الأولى بعد انتهاء وقتها ومجيء الثانية بعد ربع ساعة فقط.. وخلال هذه الربع ساعة كان يوجد موظف غير صيدلاني.. بالمصادفة كانت هناك مفرزة من النقابة حين دخلت الصيدلية فوجدتها بلا صيدلي.. أغلقت الصيدلية احترازيا حتى لا يتكرر مثل هذا الأمر.
وبوصفي كذا وكيت كما وصفتني ابنتي يتعين عليّ إيجاد حل لهذه القضية مع رجل صعب  المراس، و»ماعنده يمه إرحميني» في مثل هذا الأمور.. وكما لو كنت أريد أن أربح المليون استعنت بصديق لكي يرتب لي موعدا مع الدكتور مصطفى الهيتي.. بعد قليل أبلغني صديقي وهو سياسي معروف أن الدكتور الهيتي ينتظر تلفونا مني.. اتصلت بالرجل الذي تم تصويره لي بأنه جاد أكثر من اللازم، لكن بعد تبادل التحايا عبر الأثير دعاني لتناول فنجان قهوة في مكتبه في اليوم التالي.. لكي لا أطيل «السالفة» فإن مشكلة الصيدلية تم حلها لـ «خاطري»، لكن بطرق قانونية بحيث ان ابنتي وزميلتها شعرتا للمرة الأولى بالأمان. 
الأهم فيما يتعلق بلقائي مع الدكتور الذي أغلق صيدلية ابنتي بسبب خلوها من صيدلاني لمدة ربع ساعة فقط إنني ليس فقط اقتنعت بالإجراء الذي اتخذه، بل قلت مع نفسي لو كنت مكانه لتشددت أكثر.. لماذا؟ هنا طال لقائي مع الرجل أكثر من ربع ساعة وهو يشرح لي واقع الحال في عالم الصيدلة وما يواجهونه من صعاب للتغلب على ما هو عشوائي في كثير من الحالات.. الربع ساعة بالنسبة للهيتي تعني إنه لو دخل مواطن لكي يشتري دواء ووجد مجرد موظف غير مختص بالصيدلة وصرف له وصفة طبية دون معرفة ماذا يمكن أن تكون النتيجة؟.. تساءلت مع نفسي وأنا أرتشف النسكافى بعد فنجان القهوة المرة، لو كنت أنا هذا المواطن وقد اقتنيت دواء غير ما كتبه لي الطبيب.. ماذا أفعل؟ لكنت أول من يذهب شاكيا الى الدكتور مصطفى الهيتي لكي يغلق هذه الصيدلية لا شفيعا لافتتاحها.. ففيما يتعلق بحياة الناس فإن الخطأ الطبي يتحول الى خطيئة.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير