في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن سيدة بغدادية هي بغداد خاتون أو الخاتون بغداد نحو ما وردت في بعض المصادر التاريخية زوجة السلطان أبو سعيد بهادر من أحفاد هولاكو خان الذي تولى حكم بغداد لمدة عشرين سنة من سنة 1316 الى سنة 1335م أي بعد ستين سنة من احتلال المغول لبغداد الذي تولى الحكم صغيراً فأسند الحكم لرئيس الجيوش الامير جوبان والذي أراد أن يتزوج من بغداد خاتون ابنة الامير جوبان التي كانت متزوجة من الشيخ حسن الكبير زعيم الجلائريين الذي تولوا السلطة في بغداد بعد انتهاء حكم سلاطين دولة هولاكو وهذا الشيخ ابن عمة السلطان فطلقها فتزوجها السلطان ابو سعيد بهادر، وكانت أحطى النساء لديه كما يصف ذلك الرحالة بن بطوطه في رحلته الى بغداد زمن هذا السلطان لان للنساء لدى المغول والتتر حظا عظيما حتى وصل الى ان الاوامر التي تصدر عن دار السلطنة يكتب فيها انها صادرة من السلطان والخواتين، ولكل خاتون في البلاد والولايات مصادر مالية كثيرة، وإذا سافرت مع السلطان تكون في محلة على حدة وغلبت الخاتون بغداد على السلطان ابي سعيد وقدمها وفضلها على سواها من الخواتين في بغداد، لكنه بعد فترة تزوج من امرأة أخرى اسمها دلشاد ابنة دمشق خواجه ابن جوبان التي أحبها حباً شديداً وهجر بغداد خاتون فأكلتها الغيرة الشديدة من الزوج الجديد، فبحثت عن طريقة لم تذكر في التاريخ او حالة نادرة من حالات القتل بالسم، إذ سمته في منديل مسحته به بعد الجماع وسرعان ما مات مسموماً بهذا المنديل وبموضع لا يخطر على بال إلا البعض من النساء كانت السيدة بغداد خاتون منهن ولما علم الامراء المغول بما فعلته بغداد خاتون بسلطانهم أجمعوا على قتلها وأنيط القتل الى فتى يدعى خواجه لؤلؤ وهو من كبار أمراء المغول في بغداد، فدخل عليها وهي في الحمام فضربها (بدبوسه) وقتلها وطرحت هنالك أيام مستورة العورة.. والعجيب ان الشيخ حسن الكبير الذي تخلى عن زوجته بغداد خاتون تزوج من السيدة دلشاد زوجة السلطان بعد وفاته وبقت تحته في بغداد حتى وفاتها سنة 1351م، وبذلك فعل الشيخ حسن الكبير الذي تولى تأسيس الدولة الجلائرية بعد الاطاحة بالدولة الايلخانية دولة هولاكو واولاده بمثل ما فعل السلطان به سابقاً، إذ بعد سنتين من وفاة السلطان أبي سعيد بهادر اسس الشيخ حسن هذه دولته الجديدة وحال قيام الدولة تزوج من دلشاد خاتون، إذ لم يتول حكم بغداد بعد السلطان أبي سعيد إلا السلطان أربخان الذي أمر بقتل خاتون بغداد وتم قتله وتولى بعده الحكم موسى خان الذي يعتبر آخر سلاطين دولة هولاكو ببغداد والذي قتل أيضاً بعد قليل من توليه حكم بغداد، وان كانت بعض المصادر تقول ان الاميرة ساتي بيگ تولت حكم بغداد لفترة قليلة، إذ نصبوها ايلخانه في تلك الفترة سنة 1338م وخطبوا لها على المنابر التي تمكنت من التأثير على الشيخ حسن الكبير وتصالحت معه والذي اعترف بزعامتها الى ان آل الحكم الى الدولة الجلائرية والشيخ حسن الكبي  وصاتي أو ساتي بيگ هي ابنة الجايتو محمد خدا بند السلطان الذي كان يحكم بغداد قبل السلطان أبي سعيد وأرملة الأمير جوبان، وتزوجت من بعده السلطان أربا خان الذي قتل هو الاخر، وأخيرا مما يذكر في هذا المجال ان السلطان ابي سعيد بهادر كان مسلماً حسن الاسلام حكيماً عالما بالموسيقى عاقلا، وكان صاحب أجود خط ببغداد، حتى ان رشيد الربيعي ذكره في كتابه عن شيوخ الخط العربي في بغداد، مما يدلل على تفننه في الخط العربي.