أجمل ما في الحياة صديق يحبك بدون مقابل، يصونك وقت غيابك، يسامحك عندما تخطئ، فالصداقة لا يعرفها إلا الاوفياء.. فأنا أحب الناس لكي يحبني الاخرون، وإذا أخطأت اعترف بخطأي، واحاول ان أصلح ذات البين بشجاعة، وشعاري ان اجبر بخاطر الاخرين.. فهل تعرفون ما الخاطر؟.. الخاطر هو القلب، وجبره وعدم كسره هو خلق عظيم وعبادة لها ثواب كبير، ومن جمال هذا الخلق ان الجبر كلمة مأخوذة من اسماء الله الحسنى.. الجبار، فهو سبحان الله وتعالى يجبر بخاطرنا بالرزق وبالمال بعد الفقر وضيق الحال.. بالصحة بعد المرض.. بالتوفيق والنجاح بعد الخيبة والفشل.. بالأمان والاطمئنان بعد الخوف والفشل والحزن.. لذلك نقول بالعامية «جبر الخواطر على الله»، والنبي «عليه الصلاة والسلام» كان يقول بالسجود «اللهم ارحمني واغفر لي واهدني واجبرني وارزقني»، وعندما سأله رجل «اي الناس أحب الى الله»، قال « انفعهم للناس»، وأحب الاعمال الى الناس سرور تدخله على مسلم.. جبر الخواطر هو ادخال السعادة والفرح والسرور على الناس وهو من أعظم الاعمال في الدنيا.. ويدل على سمو النفس وسلامة القلب ونظافة الصدر ونبل الخلق وسلامة واصالة المعدن.. وليس هناك أنبل ولا أخلص من شخص يجبر خواطر الناس وخاطره مكسور.. يلاطف هذا ويبتسم لهذا، يقضي حاجة هذا، ومن جمال هذا الخلق وروعته انه لا يتطلب ان تكون قويا او غنيا.. الاعتذار جبر خاطر.. الكلمة الطيبة.. السلام، الابتسامة، الهدية.. قضاء مصالح الناس، التزاور، زيارة المريض، تقديم واجب العزاء لأهل المتوفى.. السؤال والنصيحة الطيبة، المواساة في الحزن، كلمات التهنئة في الفرح، حتى الدعاء للغير هو جبر خاطر.. كلنا في حاجة لمن يجبر بخاطرنا ويحتاج دائما لكلمة طيبة وابتسامة تسعده وتدفعه الى الامام.. فلن نخسر شيئا إذا جبرنا بخواطر بعضنا.. إذا جبرنا بخاطر كل مكسور ومكروب وكل صاحب قلب حزين وعين دامعة.. هنيئا لكل مَن مَنَّ الله عليه بقيمة وفضل هذا الاجر.. هنيئا لهم عند حاجتهم لجبر خاطرهم، لأنه حينها سيجدون كل من جبر بخاطرهم يوما ولو حتى بابتسامة، سيجدونهم حولهم لجبر خواطرهم بكل حب بكل ما استطاعوا من فعل او قول.. وقبل هذا كله هنيئا لهم بوجود الله الى جانبهم.. جبر الخواطر باب خير الى رضا الله وتوفيقه.
إن في جبر الخواطر لذة لا يعرفها إلا من جربها، كما ان فيها من تفريج الكرب وتيسير الامور ما لا يعلمها إلا الله، فمن سار بين الناس جابرا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر.