رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الوصول إلى القراء الصغار ليس سهلا ..مجلة «مانجا العربية للصغار» تستثمر شهرة الفن العالمي لجذب الناشئين العرب


المشاهدات 1313
تاريخ الإضافة 2021/09/15 - 5:27 PM
آخر تحديث 2024/03/15 - 3:41 AM

الرياض/متابعة الزوراء:
 صدر مؤخرا العدد الأول من مجلة “مانجا العربية للصغار” مجانا بنسخ مطبوعة شهرية وأخرى إلكترونية عبر تطبيق رقمي، مستفيدة من شهرة فن المانجا عالميا وولع الأطفال بشخصياته، في تقديم محتوى عربي وآخر مترجم من اللغة اليابانية.
وأصبحت اليوم الحاجة ملحة إلى استعادة مجلات الأطفال العربية دورها عبر مشاريع تتماشى مع تحولات النشر وما شهده عالم الأطفال من تغيرات بفعل الأجهزة الرقمية الحديثة، إلى جانب التركيز على القضايا المهمة التي يجب توعية الأطفال بها خصوصا الأفكار المتطرفة، نظرا إلى تأثر أفراد هذه الشريحة العمرية بما يشهدونه وبأبطالهم المفضلين في عالم الرسوم المتحركة.
وتوفر “مانجا العربية للصغار” محتوى مناسبا للأعمار ما بين 10 و15 عاما، وذكر بيان للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام أن المجلة تتوفر أيضا بنسختيها المطبوعة والرقمية مجانا لكافة المدارس الابتدائية والمتوسطة في المملكة العربية السعودية في إطار مذكرة تعاون مع وزارة التعليم السعودية، مما يسهل انتشارها بين الجمهور.
وأتاحت الإمكانيات المالية الجيدة لـ”مانجا العربية للصغار” تدارك نقاط الضعف الكثيرة التي تواجه المجلات العربية حيث تعاني من ضعف المحتوى الإبداعي وقلة الدعم المادي، وعدم مواكبتها للمزايا التي تتيحها وسائل التكنولوجيا الحديثة، وعدم تحقيق التوازن المطلوب للجودة بين الشكل والمحتوى، للاقتراب من كافة أفراد الأسرة.
لكن المسألة المهمة هي قلة اهتمام الأطفال بالقراءة عموما بوجود عدد كبير من المسلسلات وأفلام الرسوم المتحركة، حيث نشرت صحيفة “الغارديان” دراسة عالمية خلصت إلى أن 26 في المئة فقط من الأطفال تحت سن 18 سنة يقرأون في بعض الأيام وهذه معدلات قراءة أقل من أي جيل مضى، إلى جانب أن الغالبية من النسبة السابقة تستمتع بالقراءة بشكل أقل من أي جيل سابق وتجدها عبئًا بطريقة أو بأخرى.
وهذه النسبة تتراجع في العالم العربي باعتبار أن جمهور القراء من البالغين في العالم العربي محدود، ولذلك انعكاسه على الناشئين والأطفال، وعند الحديث عن وضع مجلات الأطفال العربية أو المحتوى الموجه للأطفال في العموم، تبرز التحديات التي تواجه هذا المجال وسط العدد الهائل من الأطفال الممسكين بالأجهزة اللوحية.
ويحسب للقائمين على مجلة “مانجا العربية للصغار” أنهم استطاعوا مواكبة روح العصر، حيث اعتمدت المجلة الحديثة على التقنيات المتطورة والشخصيات العالمية الشهيرة كركيزة أساسية لجذب الأطفال وإضافة شخصيات عربية تلائم الجمهور العربي والسعودي بشكل خاص.
كما سدت الثغرة المتمثلة في عدم وجود دراسات أكاديمية تستهدف السوق واحتياجاتها والمواقع التي من المفترض أن توجه إليها المجلات، بتوزيعها على المدارس السعودية، وتداركت مسألة التفاوت الكبير في الفئات العمرية التي تستهدفها عموما مجلات الأطفال العربية والتي تصل إلى 18 عاما يجعل أهدافها غير واضحة المعالم، من دون أن تكون هناك رؤية مستقبلية تشكل وجدان كل طفل على حسب المرحلة العمرية التي ينتمي إليها.
ويعتبر تنوع المحتوى من أكبر التحديات أمام المحتوى المقدم للطفل، إذ تجد مجلات الأطفال في العالم منافسة شرسة من الإنترنت، فطفل اليوم لم تعد تغريه المجلة المكتوبة بقدر ما يغريه تطبيق المجلة على الهاتف الذكي واللوح الرقمي، ما جعل فرص صمود المجلات المطبوعة الموجهة للأطفال تتضاءل تدريجيا.
كما أن مجلات الأطفال الموجودة حاليا لا تتماشى مع نسبة الأطفال في المجتمعات العربية والتي أضحت بحاجة إلى أساليب عديدة ومتنوعة لحمايتها من التدخلات الخارجية التي تستهدف السيطرة على عقولهم.
وأغلقت العشرات من المجلات العربية أبوابها ولم تعد موجودة مثل مجلات عرفان والرياض ولم تبق إلا المجلات الممولة من قبل الجهات الرسمية في الدول العربية. وإحدى المجلات القليلة التي استطاعت البقاء والاستمرار هي مجلة “ماجد” العريقة، وذلك عبر تطويرها وتحديثها ودعمها بمنصة رقمية وقناة تلفزيونية.
وحضرت مجلات الأطفال في العالم العربي بقوة في فترة سبعينيات القرن العشرين وحتى بداية الألفية الثالثة، لكنها ما لبثت أن أغلقت الواحدة تلو الأخرى، وأعلن ناشروها توقف إصدارها لعدة أسباب منها ضعف التوزيع، وارتفاع تكلفة الإنتاج، وعدم القدرة على المنافسة مع التطور التكنولوجي وإتاحة شبكة الإنترنت، وأيضا عدم وجود تشجيع للأطفال على القراءة في معظم البلدان العربية.
وترفع الظروف المثالية المتوفرة للمجلة من فرص نجاحها، ففي تعليق لها قالت جمانا الراشد، الرئيسة التنفيذية للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، إن إطلاق مجلة “مانجا العربية للصغار” يمثل المرحلة الأولى من مشروع “مانجا العربية”، ويعد خطوة واعدة ضمن استراتيجية المجموعة للتحول والتوسع والنمو، وتمكين صناعة المحتوى الإبداعي العربي، ونشر ثقافة قراءة وكتابة الخيال العلمي والواقعي، إضافة إلى تمكين الأجيال العربية وتحفيز خيالها وإبداعاتها لصناعة المستقبل.
وجاء الإعلان عن إطلاق المجلة في حفل تدشين أقيم في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية بحضور إعلاميين ومثقفين وشخصيات اعتبارية.
وأضافت جمانا الراشد أن “فن المانجا يحظى بشهرة عالمية واسعة، بلغت قيمته في السوق اليابانية نحو 5.77 مليار دولار أميركي في العام الماضي، ونحن على أتم الاستعداد اليوم للاستثمار في هذا النوع من المشاريع الواعدة التي توفّرها الإنتاجات الثقافية والإبداعية، سواء كان ذلك بدعم المواهب المحلية وتدريبها وصقل مهاراتها وتزويدها بأحدث التقنيات، أو بعقد الشراكات مع أبرز دور النشر المحلية والعالمية”.
وتشير الإحصاءات إلى أن عدد سكان السعودية من الفئة العمرية الأقل من 15 سنة يصل إلى نحو 5.8 ملايين نسمة. ووصل إجمالي عدد الطلبة الذين هم على مقاعد الدراسة إلى أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة.
وتأتي مجلة “مانجا العربية للصغار” بتصميم جذّاب وألوان في الغلاف، وتتألف من 244 صفحة تروي قصصا مثيرة وهادفة ومتنوعة، بعض صفحاتها مرسومة باللونين الأبيض والأسود وأخرى ملونة.
ويتضمن مشروع “مانجا العربية” مجلتين عربيتين؛ إحداهما “مانجا العربية للصغار”، وهي موجهة إلى الأعمار من 10 إلى 15 عاما، والثانية “مانجا العربية”، وهي موجهة إلى جميع الفئات العمرية الأكبر من 15 عاما والتي ستطلقها المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام في الفترة المقبلة وستتوفر شهريا بنسختيها المطبوعة والرقمية مجانا أيضا.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير