جريدة الزوراء العراقية

الروائية السعودية أميرة المضحي في ضيافة ثقافية الزوراء


الزوراء / خاص:
تمتاز الروائية أميرة حبيب المضحي بمهارة عالية في خلق الفضاء الروائي من خلال تشابك الازمنة والامكنة مع الحدث وشخصياتها الروائية ، تجتهد في خلق صياغة مناطق الانارة والاثارة من خلال عناصر التشويق في لغة لا تخلو من التحريض عن طريق التلميح او التصريح .
رواياتها لها نكهة خاصة بسبب الحفاظ على الحبكة والابتعاد عن حالات الترهل والتقريرية والاسفاف ، فهي مدركة لوظيفة الوصف الذي يضفي على ابطالها في الرواية سحر اللون ومعرفة ما يختلج في نفوسهم ، وهي تضع اهمية الحوار في كسر رتابة السرد والحفاظ على رشاقة النص الروائي .
هناك حالة من الشرعية بين المنظومة اللغوية والمنظومة الدلالية في رواياتها تتجلى بوضوح من معرفة الاسلوب السردي واكتشاف النسق المضمر داخل جسد النص. 
صدر لها :
* رواية “ وغابت شمس الحب “، دار الكفاح للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2005م، الطبعة الثالثة 2012م
*رواية “ الملعونة “، دار الكفاح للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2007م، الطبعة السادسة 2016م
*رواية “ أنثى مفخخة “، مؤسسة الانتشار العربي، الطبعة الأولى 2010م
*رواية ( يأتي في الربيع) دار الكفاح للنشر والتوزيع، الطيعة الأولى 2016
*عدد مقالات في جريدة العرب اللندنية.
كُتب عن رواياتها العديد من النقاد العرب ، منهم :
- قراءة هادئة في رواية «يأتي في الربيع» للكاتبة أميرة المضحي، د. خضرخضر
- «يأتي في الربيع» لأميرة المضحي ... رحيل وخيبة أمل، طاهر الزارعي
- أميرة المضحي فـي أنثى مفخخة .. نفي الذات فـي فضاء بديل، جميل الشبيبي، مجلة نزوى
   ـ الملعونة رواية أدبية، إبراهيم العاشور، جريدة اليوم
دخلنا بيدر الروائية السعودية أميرة المضحي وخرجنا منه بهذا العطاء :
* كيف تنظرين إلى مستقبل الرواية العربية؟
ـ الرواية العربية التي بدأت مع بداية عصر النهضة العربية أوائل القرن العشرين، موجودة بخفر على خارطة العالم الأدبية، وتترجم بخفر أيضاً إلى اللغات الأخرى كالإنجليزية والفرنسية وغيرها. لكن هذه الترجمات لا تصنع أدباً عالمياً، يتجاوز المكان ويصمد أمام الزمن، ودائماً هناك جدلية بالنسبة للأدب العربي لكي يصل إلى العالمية، من حيث أي أدب هو الذي يصل ويُترجم.  أنا أعتقد بأن الرواية وبقية الفنون في العالم العربي ستظل حبيسة الأسقف المنخفضة للحريات، فالفن والإبداع أبناء الحرية والوعي. وهذا هو المأزق الكبير لكتاب العالم العربي، فإما أن تتصالح مع الرقابة التي ستطبق على أنفاسك، وإما أن تواجه منع كتابك هنا أو هناك، وإما أن تكون منافقاً وتبيع كلمتك وقلمك لأي بائع أو تقول كلمتك ولا تنتظر شيئاً من أحد.
* يكتب البعض عن التحديات التي تواجه الرواية السعودية.. ما أهم هذه التحديات؟
الرواية في السعودية بدأت مبكراً، عام 1930 عندما ألف عبد القدوس الأنصاري رواية التوأمان وطبعت في دمشق، ومرت بنقاط تحول وتحديات عديدة منها الخمسينات والمد الناصري، عام 1979 والثورة الإيرانية وظهور الصحوة، بعدها حادثة 11 سبتمبر، والتي أعتبرها مرحلة مفصلية في الرواية، ونقلتها من مرحلة المهادنة إلى مرحلة المواجهة فحازت على اهتمام العالم.
الرواية في السعودية  واجهت تحدياً مهماً وتغلبت عليه عندما تطورت وأثبتت نفسها على خارطة الأدب العربي، بعد أن تجاوزت ما يعرف بنظرية المركز والأطراف، والآن تواجه تحدياً ككل الفنون في العالم العربي، بحاجة إلى سقف مرتفع من الحريات.
* أسهمت المرأة السعودية في تطوير الرواية السعودية كما تجلت في روايات نسائية، حدثينا باختصار عن هذا الموضوع؟
الكاتبة والأديبة السعودية كانت شجاعة، تحدت القيود الاجتماعية وسلطة الظلاميين، فكتبت باسمها الصريح وظهرت في الصحف والمنتديات وملتقيات المجتمع المدني وفي التلفزيون ورفعت صوتها عالياً بمشكلاتها، وواجهت حملات المنع والتشويه أبان الصحوة المدمرة التي أصابتنا، الروائية السعودية برزت في ظروف صعبة وهامش حرية ضيق جداً، وصدر عدد من الروايات الجيدة والمتميزة للكثيرات وبعضهن حصل على جوائز أدبية كرجاء عالم.
* يقال إن الروائي الكبير عبد الرحمن منيف قد وضع بصمته على الكثير من الأعمال الروائية في السعودية، فماذا تقولين؟
ـ الروائي عبد الرحمن منيف من أهم الأسماء الأدبية في السعودية والعالم العربي، لم يلق ما يليق به من تقدير لمزجه الأدب بالسياسة. لكنه ترك أثراً مهما بأعماله الأدبية والفكرية، وبالنسبة لي كتابيه رحلة ضوء والكاتب والمنفى من أهم الكتب العربية حول الرواية والكتابة الأدبية.
* ما أفضل الروايات السعودية لديك؟
ـ هناك عدد من الروايات الفارقة في المشهد الروائي السعودي، منها على سبيل المثال لا الحصر: مدن الملح لعبد الرحمن منيف، شقة الحرية لغازي القصيبي، القندس لمحمد حسن علوان، ملامح لزينب حفني، الحزام لأحمد أبو دهمان، جاهلية ليلى الجهني وثلاثية تركي الحمد، وغيرها الكثير.
* ما قراءتك للمشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية اليوم؟
ـ يجب أن نقرأ المشهد الثقافي بعلامتين فارقتين الأولى قبل وبعد أحداث 11 سبتمبر، هناك الكثير من الأمور تغيرت مجتمعيا وأثرت ثقافيا أيضا. لقد أصابت بلادنا موجة تسونامي الرواية والتأليف، في بداية الألفية ويكفي أن يروج لعمل ما بأنه يطرح المسكوت عنه داخل السعودية حتى يلاقي انتشارا، والبعض يتعمد إثارة اللغط والجدل.  لكن الأمور إلى تحسن وغربلة، فهناك أعمال جادة وهناك أعمال فازت بجوائز مهمة.  
والثانية قبل وبعد تأسيس وزارة للثقافة ضمن رؤية المملكة 2030 لتكون الثقافة جزءاً من حياة الناس وإحدى قواها الناعمة. الوزارة تقوم بمبادرات وتضع تنظيمات وكلها تبقى تحت سقف المؤسسة، والدور الأهم يقع على عاتق المشتغلين بالثقافة وشؤونها ليقودوا المشهد دون انتظار العمل المؤسسي.
* كيف تنظرين الى المشهد النقدي لديكم؟
ـ النقد الأدبي في السعودية اليوم عاجز عن مواكبة الساحة الأدبية والإصدارات الروائية، كما في العالم العربي أيضاً، لكنها جزء من المشكلة الكبرى. لدينا مشكلة في النشر والتوزيع والرقابة والصحافة الأدبية، فلا أحد يقوم بدوره لا الكاتب ولا الناقد ولا الناشر.  وسأحدثك عن دور الكاتب لأني مطلعة به، يكتب عمله ويبحث عمن يحرر ويصحح، ويتفاوض مع الناشر الذي يجحف حقه، وعليه مسؤولية تسويق عمله الروائي وإهداء روايته للنقاد أو المهتمين في الصحافة ومتابعة عمله في معارض دور النشر، الخ..
* ما الذي يدهشك في الرواية؟
ـ أحب الرواية الصادقة المنمنمة بالتفاصيل الشخصية، والمُحرضة على التفكير والأسئلة والتي تلامس مشاعري، دون نسيان اللغة الجميلة الرصينة. أنا مؤمنة بأن الرواية، كأي عمل فني أخر، تكمن أهميتها في قدرتها على التحريض، وأقصد هنا التحريض على التفكير والتساؤل، التفكير خارج نطاق الأفكار المعلبة والمجترة. الرواية قادرة بكل تأكيد على إحداث تغيير في طريقة تفكير الأفراد، عندما تبعث بين شخوصها بتساؤلات مهمة. قد تحرك المياه الراكدة، وتبعث التساؤلات حول أفكار بالية أو معشعشة في الأذهان.


المشاهدات 1654
تاريخ الإضافة 2021/09/15 - 5:26 PM
آخر تحديث 2024/04/20 - 6:39 AM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com