قبل أسبوعين من الانتخابات .. مرشح ميركل يسعى لقلب الطاولة على خصومه ---------------------------------- فرانكفورتمتابعة الزوراء: شهدت ثاني مناظرة متلفزة بين المرشحين لمنصب المستشارية في ألمانيا شن مرشح المستشارة أنجيلا ميركل هجوما حادا ضد خصومه في مسعى منه لاستعادة شعبيته لكنه لم ينجح بعد في ذلك، حيث يواصل وزير المال أولاف شولتز من الحزب الاشتراكي الديمقراطي تصدر نتائج استطلاعات الرأي بفارق كبير عن لاشيت. ويسعى مرشح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والمعسكر المحافظ أرمين لاشيت لقلب الطاولة على خصومه قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات. وشن لاشيت هجوما على منافسه الرئيسي من يسار الوسط خلال مناظرة انتخابيّة متلفزة مساء الأحد، من دون أن يتمكّن من توجيه ldquoضربة قاضيةrdquo لخصمه الذي يواصل تصدر نتائج استطلاعات الرأي. وقبل أسبوعين من الانتخابات، واجه لاشيت المعروف بارتكابه الزلّات، منافسَيه وزير المال أولاف شولتز من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأنالينا بيربوك من حزب الخضر ذي الميول اليساريّة، في مناظرة ثانية من أصل ثلاث مقرّرة بين المرشّحين. وبدا شولتز الذي غالبا ما يوصَف بأنه خشبيّ ولا يتمتّع بكاريزما، غير منزعج خلال المناظرة، وقاطع لاشيت فترة وجيزة لاتّهامه بـrdquoتحريف الحقائقrdquo عندما سعى الأخير لتسليط الضوء على ldquoإخفاقاتrdquo شولتز على خلفيّة مخالفات في رصد جرائم ماليّة. وأعطت كلّ استطلاعات الرأي التي أعقبت المناظرة، الأفضليّة لشولتز الذي اعتبره 41 في المئة من المستطلَعين ldquoالأكثر إقناعاrdquo، متقدّما على لاشيت 27 في المئة وبيربوك 25 في المئة. وقالت صحيفة ldquoبيلدrdquo اليومية الأكثر مبيعا في ألمانيا إنّ لاشيت كان بحاجة إلى الظهور بمظهر المنتصر، للحفاظ على فرصه في خلافة ميركل. وكتبت ldquoحصل تبادل عنيف لِلّكَمات، لكن لم يسقط أحدrdquo. وتحوّلت أوّل انتخابات عامّة في حقبة ما بعد ميركل إلى منافسة محمومة غير متوقّعة في أكبر اقتصاد في أوروبا. وأظهرت استطلاعات الرأي أنّ تأييد الناخبين لتكتّل يمين الوسط الذي تنتمي إليه ميركل ويجمع الاتّحاد الديمقراطي المسيحي والاتّحاد الديمقراطي الاجتماعي في بافاريا قد تراجع إلى مستويات دنيا تاريخيّة بنحو 20 في المئة، ما أفسح المجال أمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي ليتقدّم بنحو 26 في المئة. أمّا حزب الخضر فحقّق نسبة 15 في المئة، فاتحا المجال أمام كلّ الاحتمالات لتشكيل ائتلافات. ويعتبر مراقبون أنّ فرص لاشيت آخذة في التلاشي سريعا. ولم يقتنع المشاهدون بأداء لاشيت في المناظرة الأولى الشهر الماضي، عندما تم إعلان شولتز فائزا بها. وبدأت أسهم لاشيت رئيس وزراء ولاية الراين ndash فستفاليا، بالتراجع بشكل كبير بعد ارتكابه سلسلة زلّات بينها التقاط صورة له ضاحكا أثناء تكريم ضحايا فيضانات قاتلة ضربت ألمانيا في يوليو. وفي مقابل ذلك، قاد شولتز حملة خالية من الأخطاء. وبصفته نائبا للمستشارة ووصيا على الشؤون المالية للبلاد، نصّب شولتز البالغ 63 عاما نفسه الوريث الطبيعي لإرث ميركل ومرشّح الاستمراريّة، رغم انتمائه إلى حزب منافس. وكتبت مجلة ldquoدير شبيغلrdquo الأسبوعيّة أنّ التحالف المحافظ الذي هيمن على سياسة ألمانيا بعد الحرب يواجه الآن ldquoكارثة تاريخيّةrdquo في السادس والعشرين من سبتمبر. وفي إشارة إلى التوتّر المتزايد، شنّ المحافظون هجوما على شولتز واتّهموه بركوب موجة ميركل في محاولة لتوجيه ألمانيا إلى اليسار. وحتّى ميركل التي كانت قد تعهّدت بعد 16 عاما في السلطة البقاء خارج المعركة الانتخابيّة، عادت لتنضمّ إلى هذه المعركة. فقد اصطحبت لاشيت معها خلال زيارة تفقّدية للمنطقة التي ضربتها الفيضانات، واستغلّت خطابا لها في البرلمان هذا الأسبوع لتُصوّره على أنّه الخيار الأفضل لخلافتها، قائلة إنه يؤيّد ldquoالاستقرارrdquo وrdquoالوسطيّةrdquo. كما نأت المستشارة التي لا تزال تتمتع بشعبيّة كبيرة، بنفسها من شولتز، منتقدة إيّاه لعدم استبعاده بشكل قاطع إقامة تحالف مع حزب لينكه اليساري المتطرف الذي ينادي بحلّ حلف شمال الأطلسي. وحصل لينكه على 6 في المئة في استطلاع حديث، ونظريا يمكن أن يشكّل جزءا من تحالف ثلاثي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر. وشنّ لاشيت خلال المناظرة هجوما على التحالف المحتمل الذي يمكن أن يشكّله شولتز مع اليسار المتطرّف، قائلا له ldquoإذا منحك ذلك الأغلبية، فسوف تشكل تحالفا مع اليسار!rdquo. وكان لاشيت قال أمام مؤتمر الاتّحاد الاجتماعي المسيحي السبت إنّ تحالفا كهذا سيؤدّي إلى ldquoأمن أقلّrdquo ويعرّض النمو الاقتصادي في ألمانيا للخطر من خلال زيادة الضرائب والمزيد من البيروقراطية. كما أثار لاشيت البالغ 60 عاما الجدل بقوله إنّ الاشتراكيين الديمقراطيين كانوا ldquoفي الجانب الخطأrdquo في لحظات مهمة من تاريخ ألمانيا بعد الحرب. وأثارت هذه التصريحات ردا فوريا من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي قال إنها كشفت عن ldquoذعرrdquo لاشيت من تراجعه في استطلاعات الرأي. وقال الأمين العام للحزب لارس كلينغبيل إنّ تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي ldquoفقد احترامه في ظل لاشيتrdquo. وقلّل لاشيت من أهمية مناظرة الأحد، قائلا إنّ المعركة على المستشارية ستستمرّ حتى يوم الاقتراع. لكن قد يتقرّر مصير لاشيت في وقت أقرب بسبب توقّع أرقام قياسيّة للتصويت عبر البريد جراء كوفيد ndash 19. وعلى الرغم من أنّ لاشيت لديه سجلّ حافل في انتزاع انتصارات غير متوقّعة في اللحظة الأخيرة، إلا أنّ مجلة شبيغل ldquoلم ترجّحrdquo هذا الأمر هذه المرة. كما تطرّق لاشيت خلال المناظرة إلى مسألة المداهمات التي نُفذت في التاسع من سبتمبر في إحدى الوكالات الاتحادية التابعة لوزارة المال، من أجل أن يشنّ هجوما على شولتز. ويُشتبه في أنّ الأجهزة التابعة لشولتز تقاعست عن بعث معلومات إلى القضاء تتعلق بعمليات غسيل أموال. وقال لاشيت موجها حديثه لشولتز في هذا الإطار ldquoإذا تصرّفَ وزير ماليّتي مثلك، سنكون أمام مشكلة جدّيةrdquo. لكن شولتز اتهم لاشيت بتوجيه ldquoاتهامات باطلةrdquo إليه. ---------------------------------- تقارير أضيف بواسطة : zawraa المشاهدات : 1344 تاريخ الإضافة : 2021/09/14 - 8:45 PM آخر تحديث : 2024/03/29 - 5:28 AM https://alzawraapaper.comcontent.php?id=329882 ---------------------------------- جريدة الزوراء العراقية AlzawraaPaper.com