رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
بعد فصل 79 موظفاً و تفكيك المنظومة ..إنهاء سيطرة الإخوان على وكالة السودان للأنباء


المشاهدات 1261
تاريخ الإضافة 2021/09/14 - 6:15 PM
آخر تحديث 2024/03/21 - 4:53 PM

الخرطوم /متابعة الزوراء:
أعلنت السلطات السودانية فصل 79 موظفاً في وكالة السودان للأنباء الحكومية، لأن تعيينهم تم في عهد النظام السابق ويتجاوز الأسس واللوائح، وذلك في إطار تفكيك المنظومة الإعلامية المخترقة من قبل العناصر الإخوانية.
وجاء القرار عبر لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، وهي لجنة حكومية معنية بملاحقة نظام الرئيس المعزول عمر البشير وتفكيكه، والتي عقدت مؤتمراً صحفياً كُشِف فيه عن جملة من القرارات.
وذكرت وكالة السودان للأنباء “سونا” أنّ عدد الموظفين المفصولين يمثل 27 في المئة من العدد الكلي للعاملين بالوكالة، والبالغ 290 صحفياً وموظفاً ومهندساً وعاملاً، وأشارت إدارة الوكالة إلى أنها لم تتلقَّ بعد أسماء المفصولين.
وتأسست وكالة السودان للأنباء في العام 1971 بقرار من الرئيس الأسبق جعفر محمد النميري، وتقدّم خدمات إخبارية متنوعة.
وقال مقرر لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وجدي صالح إنّ الوكالة لم تفتح باب التقديم للوظائف منذ العام 2007، وأنّ كل الوظائف يتم شغلها بطرق غير قانونية عبر منحها لمناصري حزب المؤتمر الوطني، حزب البشير.
وتعمل السلطات السودانية على محاولة تفكيك المؤسسات التابعة للإخوان منذ عامين، فقد أعفى رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إبراهيم البذعي من منصب مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون وقام بتكليف وكيل أول وزارة الإعلام رشيد سعيد يعقوب بتسيير مهام الهيئة بداية يناير 2020.
وقامت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو في ديسمبر الماضي بإنهاء خدمة 60 من العاملين في الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وفقًا لقرار أصدره يعقوب في الثلاثين من يناير 2020.
كما تم تكليف آخرين مكان العناصر الذين تم إعفاؤهم من مناصبهم، وكانوا مديرين لإدارات مختلفة بهيئة الإذاعة والتلفزيون، وفقًا للقرار.
وقضت القرارات التي صدرت من قبل لجنة تفكيك نظام الرئيس السابق عمر البشير بحجز بعض المؤسسات الإعلامية، للتحقيق في ملكيتها ومصادر تمويلها، وليس لسياساتها التحريرية؛ لاسترداد أموال الشعب السوداني المنهوبة.
وكان النظام السابق يعتبر الإعلام بوابته للعبور نحو العمل في الصحف والقنوات الحكومية والخاصة؛ لذلك شكلت وزارة الإعلام لجنة لحفظ ملفات العاملين بالوحدات والأقسام الإدارية بالتلفزيون وحصرها وترتيبها وتصنيفها وإخضاعها للمراجعة.
ونفذ صحفيون سودانيون مرارا وقفات احتجاجية، للمطالبة بخطوات حاسمة من أجل تحرير الإعلام من قبضة كوادر النظام السابق، بناء على دعوات من شبكة الصحفيين السودانيين، وردد الصحفيون المحتجون شعارات الثورة السودانية، وحملوا لافتات تدعو إلى تفكيك المؤسسات الإعلامية لنظام البشير. 
وفي منتصف يناير 2020 أصدرت لجنة تفكيك نظام الإنقاذ وإزالة التمكين ومحاربة الفساد قرارات بوضع يدها على مجموعة قنوات “طيبة” البالغة 12 قناة، وقناة الشروق، وصحيفتي الرأي العام والسوداني، وإذاعة القرآن، وحجز ممتلكاتها ومقراتها فضلًا عن مراجعة حسابات جامعة أفريقيا العالمية.وقال رشيد سعيد يعقوب إن لجنة تفكيك نظام الإنقاذ وإزالة التمكين لديها وثائق تؤكد تمويل “قناة الشروق” منذ تأسيسها بعشرات الملايين من اليوروات عبر “وحدة تنفيذ السدود” التابعة لرئاسة الجمهورية، وأنها ظلت تتلقى ميزانية تسيير سنوية من القصر الرئاسي طوال السنوات الماضية، منذ إنشائها حتى إيقافها بقرار من اللجنة.
كما أن شركة الأندلس للإنتاج الإعلامي تملك مجموعة قنوات “طيبة”، والشركة مملوكة لشخص يدعى عبدالحي يوسف الإمام، وهو شخصية إعلامية معروفة بقربها من قيادات الإخوان في السودان، فضلًا عن ملاحقته قضائيًّا بتهم من بينها استغلال المال العام والدعوة إلى التطرف.
وتنتشر المؤسسات الإخوانية في السودان، ومنها مؤسسات إعلامية وتربوية واقتصادية كانت متحالفة مع المؤتمر الوطني الحاكم سابقًا في البلاد.
يشار إلى أنه في العهد الإخواني البائد في السودان، أنشأ جهاز الأمن الوطني والمخابرات العديد من المؤسسات الإعلامية، وتم توظيف المئات من الموالين والمحسوبين على الحركة الإسلامية بالسودان في القنوات والصحف؛ ما حوّلها إلى منصات ترويجية للبشير.
وذكرت شبكة الصحفيين في بيان سابق لها أنها ترفض حالة السيولة في المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة واستمرار أدوارها السلبية والنمطية والديوانية التي دجن بها النظام البائد كل المؤسسات.
وأضافت أن فلول النظام البائد في الإعلام يعمدون إلى تشويه قيم الثورة وتطويع المؤسسات لطمس مضامينها الملهمة مستغلين مساحات الحرية الحالية.
وطالبت الشبكة باتخاذ قرارات عاجلة منها تشكيل لجنة تقصي حقائق لمراجعة ملكيات وأصول المؤسسات الإعلامية كافة. كما طالبت بالإيقاف الفوري والكامل لكل المؤسسات الإعلامية التابعة للهيئات والمؤسسات العسكرية والأمنية والتجهيز لمؤتمر عام لوضع استراتيجية إعلامية لخمسين عاماً وإعادة هيكلة مؤسسات الإعلام الرسمية وإعادة تأسيسها لمصلحة أن تكون مؤسسات للمجتمع.
من جهته تعهد وكيل وزارة الثقافة والإعلام بتنفيذ تلك المطالب، داعياً إلى تشكيل لجنة بين الوزارة وشبكة الصحفيين السودانيين للمزيد من التنسيق في الموضوع.
وقصد النظام السابق تكبيل الصحافة طوال فترة حكمه حتى يعيقها عن لعب دورها التوعوي والرقابي.
وواجه الإعلام السوداني تحديات جمة مع تأثره بالأزمات الثقيلة التي ألمت بكافة مناحي الحياة في السودان خلال العقود الثلاثة الماضية، فيما يبحث الكثير من الخبراء والصحفيين عن إمكانية تحديد خارطة طريق للخروج من الأزمة في ظل الظروف الجديدة التي تعيشها البلاد.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير