كوكبة خالدة من نجوم الزمن الجميل ظلت تحتفظ بمكانها ومكانتها في ذاكرة الكرة العراقية بل في الذاكرة الوطنية .. هم  نجوم كرة الستينات الفائزون ببطولة كأس العرب عام 1966 .. ربما الجيل الحاضر لايعرف تفاصيل عن كل منهم إلا ان التطور التكنولوجي وبروز مواقع التواصل وفاعليتها وتفاعلها حفظ لهؤلاء النجوم جمالهم، ونقول هؤلاء ولانقول اولئك لانهم دائما يحتلون مركز الاهتمام في التاريخ الكروي العراقي فهم حلقة الوصل بين جيل التأسيس في اربعينيات القرن الماضي وما قبل ذلك بقليل وبين جيل ذهب أمم اسيا وما سبقهم من انجازات ..
هشام عطا عجاج وشدراك يوسف قد يكونا ابرز الباقين معنا اليوم من ذلك الجيل الجميل أمد الله تعالى في عمرهما وغمرهما بنعمة الصحة، وقد يكون هناك من لم نذكره لان ايام العراقيين قد أصابها الشتات فعميت علينا اخبار الكثير من الاحبة .. للراحلين الرحمة ..  ومناسبة الاستذكار هي رقود النجم الكبير شدراك يوسف في احدى مستشفيات الوطن في اربيل وهو يعاني كما تقاطرت الاخبار من مرض صعب .
شدراك يوسف تميز عن غيره بأنه شخصية جدلية .. فهناك من هو معه وهناك من هو ضده، وهذا التوصيف يبقى في اطار الروح الرياضية لانه يبقى نجما كرويا ساطعا في سماء الرياضة العراقية. أما سبب اختلاف المواقف حوله فذلك لانه – من وجهة نظري – شخصية حيوية لا يخلد الى السكون فهو في حركة دؤوبة على مستوى البدن، إذ واظب على أداء التمارين الرياضية متحديا سرعة اندفاع قطار العمر بل يكاد قبل رقدته ان يتحكم بهذا القطار صحيا ورياضيا بفضل الله تعالى ..
وعلى مستوى الحياة العامة تميزت حياة النجم شدراك يوسف في التنقل بين ربوع النجومية وحقولها الزاهرة، من حقل الرياضة الى حقل الاعلام بمنافذه المتعددة ومن الاعلام الى العلاقات العامة وقد يكون هذا التنقل هو من صنع له معسكرا حاسدا او مضادا في اوساط المهن التي تقلب فيها .. ولكن الحقيقة التي لاجدال فيها هي ان شدراك يوسف نجم عراقي كبير على الحكومة وكل المؤسسات الرياضية وغير الرياضية ذات التخصص بشؤون المواطنين الالتفات اليه في معاناته ومتابعة وضع عائلته وتقديم كل ما يليق بنجم رياضي كبير، ولابد من الاشارة الى ان هذه الالتفاتة لا يجوز ان يتبعها  إحساس بصنع فضل او منة لان نجوم الزمن الجميل صنعوا لنا وعاء الذاكرة الرياضية الذي صرنا ندخر فيه ايامنا ومناسباتنا الحلوة ..
دعوة مخلصة للجميع بأن يسألوا عن النجم الكبير شدراك يوسف ويتحسسوا اخباره وما يحتاجه وكذلك عائلته، ففي ذلك خدمة للعراق من خلال تكريم نجومه ووضعهم في المكانة التي يستحقونها .