إلى كل حاكم اتصف بالطهارة والعفة ---------------------------------- هذا المقال موجه الى الشموع التي ذابت في كبرياء لتنير كل خطوة في درب العراق، والى كل حاكم اتصف بالطهارة والعفة والنزاهة وحافظ على الامانة ولم تتطاول يداه على المال العام، والى كل حاكم عادل قرأ التاريخ بنظرة فاحصة واتخذه طريقا للحفاظ على ارض العراق بهذه المقدمة سأتناول بعرض موجز الاحداث التي وقعت بعد سقوط النظام الملكي عام ١٩٥٨ فالكتابة عن الملوك والرؤساء والشخصيات السياسية والاجتماعية مسألة جدا خطرة، بل مثيرة للجدل والخلاف في عالم اليوم، وقد تصل بالمتصدي لها بأن يدفع ثمنا يصل الى حدود شخصيته والنظام الملكي الذي حكم العراق قبل عام ١٩٥٨ أنموذج على ذلك، والحديث عن ذلك النظام حديث ممتع ومشوق لما تمتلكه تلك الشخصيات من مكارم الاخلاق وعلاقتها الحميمة مع ابناء شعبها، لكنها ومع الأسف لحقت بها تهم اسفرت عن تحرك الشعب، وخاصة الجيش، لإسقاطها، حيث تحركت مجموعة من الضباط المغامرين من الناقمين على النظام الملكي صبيحة الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨ لإسقاط ذلك النظام في عملية جريئة خلفت الكثير من الضحايا بسبب عدم انضباط الجمهور للتعبير عن فرحتهم بهذا الحدث بأسلوب وحشي خالٍ من الإنسانية، ففي هذا اليوم التموزي الحار دخلت القطعات العسكرية قصر الرحاب بعد تطويقه وارتكب ضابط منفلت لا ينتمي للانقلابيين مجزرة بشعة، حيث قتل العائلة المالكة في عملية وحشية، ومن بينهم ملك العراق فيصل الثاني وخاله الامير عبد الاله، وما جرى بعد عملية القتل من تنكيل بالجثث، ورغم ان عملية القتل تمت دون مبرر، خاصة ان قيادة الانقلاب لم تأمر بذلك، وقد استمر هذا الضابط في تولي المناصب العسكرية، لكن الاحلام والوساوس التي راودته في مسيرة حياته جعلته يمر بظروف مثقلة بالهموم حتى اخرج سلاحه الناري وانتحر لينهي حياته نتيجة المعاناة التي عاشها بعد قيامه بقتل العائلة المالكة، والغريب ان موت هذه العائلة بات اشبه بلعنة الفراعنة، حيث لحقت لعنة الموت بكل الانقلابيين، فقتل اغلبهم، حيث قتل قائد الحركة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم وزملاؤه في انقلاب ٨ شباط عام ١٩٦٣، وقتل خليفته العقيد عبد السلام عارف في تحطم طائرته اثناء جولة تفقدية جنوب العراق بعد ان تسلم رئاسة الجمهورية، وقتل من خلفه في حكم العراق، ومن المفارقات العجيبة ان اغلب من شارك في اسقاط النظام الملكي قتل إلا الرئيس عبد الرحمن عارف الذي مات ميتة طبيعية في الاردن بعد سقوط نظامه عام ١٩٦٨، ليؤشر نهاية دموية لكل من شارك في انقلاب تموز، وليؤشر نهاية عصر الانقلابات العسكرية التي ذاق لوعتها المواطن العراقي بسبب دكتاتورية تلك الأنظمة، ولينهي فصلا دمويا اختبرته الشعوب التواقة لعصر الانفتاح والعيش في حرية في زمن انتشار شعارات الديمقراطية وسيادة مبادئ حقوق الانسان من خلال انتخابات يحدد الشعب في ضوئها من هو المؤهل لتسلم المسؤولية التي هي تكليف وليست تشريفا بحسب المصطلحات السياسية، ونحن على اعتاب دخول هذا الماراثون الانتخابي ما أحرانا ان نكون اكثر وعيا في التوجه للانتخابات وانتخاب من يمثلنا بنزاهة ومسؤولية لان هذه الانتخابات ستؤشر بداية مرحلة جديدة وعصر عسى ان يكون اكثر رصانة ورزانة في ادارة دفة السفينة التي تتلاطم بها الامواج للوصول الى بر الامان بسلام بعيدا عن لغة العنف التي ألحقت بالعراق الخراب والدمار. ---------------------------------- كتاب الاعمدة أضيف بواسطة : zawraa المشاهدات : 1251 تاريخ الإضافة : 2021/09/11 - 7:09 PM آخر تحديث : 2024/03/26 - 10:06 AM https://alzawraapaper.comcontent.php?id=329620 ---------------------------------- جريدة الزوراء العراقية AlzawraaPaper.com