رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الانتخابات القادمة بين الرفض والقبول


المشاهدات 1316
تاريخ الإضافة 2021/09/08 - 7:06 PM
آخر تحديث 2024/04/13 - 6:03 PM

الأصوات تتعالى، والحناجر تصدح، والبيانات تتطاير، والتصريحات تتكاثر، والوعود تأخذ زينتها الكاملة، والأموال تهدر على الاعلانات والدعاية للمرشحين، والجميع يحاولون بكل الطرق الشرعية وغير الشرعية للوصول الى عرش الحكم .
هذه الصورة التي امامنا الآن أنتجت فريقيْن متخاصميْن لا يلتقيان عند نقطة، ولا يسيران على طريق، فكل فريق له ما يعزز موقفه، وكل فريق يحث خطاه للوصول الى ما يريد.
فريق لا يريد المشاركة في الانتخابات وأعلن مقاطعته في السر والعلن وهو يرى الوجوه التي ساهمت في فشل العملية السياسية ونشر الفساد وإلحاق الخراب والدمار للعراق هي نفسها التي تتحدث اليوم وتساهم وتشجع وتبذل الجهد والمال، وتكثر الحديث عن ضرورة المشاركة الشعبية الفعالة في الانتخابات القادمة، هذا الفريق الذي يؤمن بأن لا جدوى من الانتخابات طالما الوجوه ما زالت نفسها، وما زالت الاوضاع كما هي، فلا تغيير في قواعد اللعبة السياسية ولا تغيير في اللاعبين، والمشاركة في الانتخابات تدخل من نوع العبث الذي لا يحقق الاصلاح الحقيقي ولا التغيير المطلوب، ويضفي على مشهد الفساد والخراب شرعية مزيفة لا يمكن قبولها والاعتراف بها .
والفريق الثاني الذي أعدّ عدته، وجهز نفسه، واستنهض همته، وشحذ عزيمته للدخول الى ميدان السباق يرى في هذه الممارسة الديمقراطية الباب الواسع للتغيير والمنهج الصحيح لتحقيق الحياة الحرة الكريمة للشعب، هذا الفريق الذي بدأ بالتحالفات وعقد الصفقات وتحشيد انصاره والزيارات المتكررة للمناطق والعشائر له منطقه الخاص وحجته على خوض الانتخابات وفق بنود القانون وما يقره الدستور، وهو يؤكد للجميع ان عدم الدخول الى هذا الميدان يفتح الباب لخلق الدكتاتورية التي عانى منها الشعب وذاق مرارتها.
حالة الطلاق واضحة جدا بين الفريقين، والخصومة جلية بين فريقين، أحدهما يرفض الممارسة الانتخابية ويشكك في نتائجها قبل وقوعها، وبين فريق جنّد كل امكانيته وجهده وانصاره لخوض الانتخابات وبكل الطرق المتاحة له.
ما يثير الغرابة ان الفريقين يتحدثان عن الانتخابات بمعزل عن التأثيرات الاقليمية والدولية، وبعيدا عن بؤر الصراع الدولي الذي يشكل العراق أهم ميادينها، فريقا الرفض والقبول يضعا البلد خارج الكرة الارضية، ويتجاهلان جغرافية العراق في الصراعات القائمة في المنطقة، والتي على ضوئها تتشكل بعض التكتلات وتتقارب بعض التيارات.
الانتخابات القادمة قريبة جدا، ولا أحد يستطيع التكهن بنتائجها، وتحديد مساراتها، وخطورتها على مستقبل العراق وشعب العراق.
الانتخابات القادمة على الابواب، ولا نريد أن نضع العربة قبل الحصان في منطق التحليل والاستنتاج، أو نجتهد في رسم النتائج وفق ما تريده قارئة الفنجان.
إلى اللقاء...


تابعنا على
تصميم وتطوير