جريدة الزوراء العراقية

كفني على رأسي وأكتب


دعونا من لغة الاكفان أيها السادة، وتعالوا معي في رحلة مجانية لغرض الترويح عن النفس، والوقوف على هذه الضجة المفتعلة التي حدثت في مستشفى الحسين في الناصرية، وعن الحريق الذي خلفّ وراءه أكثر من مئة جثة متفحمة، لماذا كل هذا الغضب والانفعال، والجميع يدرك ان دماء العراقيين أصبحت رخيصة؟ ولماذا كل هذا التحريض على حالة تكررت عشرات المرات؟ الاختلاف فقط في الطريقة التي يموت فيها العراقي، بعضهم مات غريقا كما حصل في جسر الائمة، وبعضهم مات تحت الانقاض كما حصل في فجيعة الكرادة، وبعضهم مات بالرصاص كما حدث في مجزرة سبايكر، لا أريد إيقاظ ذاكرتكم ايها الناس، فالذاكرة اليقظة تجلب الصداع لرؤوس المسؤولين أعزهم الله وايدهم بنصره، ولا اريد العودة الى الذاكرة النائمة لأعرض لكم عشرات الفجائع التي حصدت ارواح أناس في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، لكني اريد الرجوع فقط الى ما قامت به الحكومات المتعاقبة من اجراءات رادعة فيما يخص كارثة حريق مستشفى الناصرية أو غيرها من الكوارث التي مرت علينا، ألم تقم الحكومات المتعاقبة، مشكورة وجزاها الله الف خير، بتشكيل لجان تحقيقية حول كل ما حصل؟ فماذا تريدون أكثر من ذلك ايها الناس؟! هل تريدون عرقلة مسيرة الديمقراطية، واشغال حكامنا الصناديد الشجعان عن مهمة تحقيق السيادة للوطن والمواطن؟ هل يريد البعض منكم اللعب على بوصلة الاهداف المركزية ومعالجة حالة المغص الذي يعاني منها النفط؟ ألم يكن الموت في سبيل النفط واجبا شرعيا واخلاقيا ووطنيا؟ ما قيمة كرامة وحياة المواطن تجاه قيمة وكرامة النفط؟ ألم يعلمنا النفط كيف نركب الخيول والنساء؟ السكر في حانات العواصم الراقية؟ التغوط على مصير الشعوب؟ كلنا فداء للنفط ايها الناس، وكلنا مشاريع شهادة من اجل النفط، وليذهب الشعب الى الجحيم ما دام النفط بخير.
من يعتقد أن حريق الناصرية ومشهد الجثث المتفحمة سيكون نهاية لعبة النفط، فعليه الذهاب الى أقرب دكان ليشتري بعقله حلاوة، ومن يعتقد ان تغيير اللاعب والبقاء على اللعبة سيسدل الستارة عن مسرح الاحداث الدامية فليراجع أقرب مركز طبي للتأكد من سلامة قواه العقلية.
القطار يسير على سكة عرجاء ولا يمكنه الوصول الى محطات الامن والاستقرار، وما دام البعض يدفع بالفقراء والمساكين والمغفلين لإراقة دمائهم من أجل بقاء هذه السكة، فعلى الجميع الاستعداد لمواجهة الموت.. ومن لم يمت بالسيف فسوف يموت بغيره.. رحم الله شهداء مستشفى الناصرية، والشفاء العاجل للجرحى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إلى اللقاء...


 


المشاهدات 1237
تاريخ الإضافة 2021/07/14 - 7:22 PM
آخر تحديث 2024/03/21 - 4:21 PM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com