رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
أعدّ المسرح أعظم الفنون و دخلتُ عالم الكتابة بعد الستين الأديبة المصرية سهير شكري في ضيافة ثقافية الزوراء


المشاهدات 1271
تاريخ الإضافة 2021/06/15 - 5:33 PM
آخر تحديث 2024/03/09 - 6:19 PM

الزوراء / خاص
حوار : أشرف قاسم
تعدّ الكاتبة سهير شكري حالة مختلفة في الوسط الثقافي ، بشخصيتها الحادة ، تلك المرأة التي تجاسرت وخاضت خضم السرد بعد سن الستين واستطاعت أن تثبت وجودها من خلال خمس مجموعات قصصية وروايتين ، كتب عنها الكثير من النقاد وأثنوا على تجربتها ، حول قصة كفاحها مع الحياة والحرف ، وآرائها في المناخ الثقافي ووضع المرأة المبدعة كان لنا معها هذا الحوار :     * الكاتبة الأستاذة سهير شكري بعد رحلة مع الأنشطة التربوية والتمثيل المسرحي والفن التشكيلي دخلتِ متأخرةً إلى عالم الكتابة السردية ، نود في بداية الحوار أن نتعرف على بداية تلك الرحلة وما سر التحول من المسرح إلى السرد ؟
-عملت بالمسرح في صباي فى فترة الستينيات بقصر ثقافة كفر الشيخ مع مخرجين كبار على سبيل المثال الأستاذ محمد توفيق والأستاذ حسين جمعة والأستاذ رؤف الأسيوطي والأستاذ خالد حمزة  لكن بعد زواجي منعني زوجي من التمثيل على الرغم من أنه كان رجلًا مثقفًا ويساريًا وبهذا قتلت أحلامي على يد رجل ، تحولت إلى موظفة وفقط وإن كنت أحاول أن اكون مبدعة في عملي ولي تلاميذ أعتز بهم فى عالم المسرح والموسيقى والكتابة على سبيل المثال لا الحصر دكتور سراج منير أستاذ في الطب وروائي.
أعدّ المسرح أعظم الفنون لأنه يتيح للممثل معايشة شخصيات عديدة ويفجر كل إمكانياته .
* في 2009 صدرت مجموعتك القصصية الأولى “وما زلت أنام جالسة” كيف استقبلها الوسط الثقافي ؟
-بعد وفاة زوجي وولدي الوحيد بأمراض خطيرة وإحالتي إلى المعاش دخلت عالم السرد بالمصادفة عندما توجهت مع الزميلة الأستاذة منى عارف إلى نادي أدب قصر ثقافة الأنفوشي مع الأستاذ عبد الله هاشم وكتبت أول مجموعة لي “وما زلت أنام جالسة” 2009 وقوبلت بالاستحسان وناقشها الأستاذ محمد السيد عيد والدكتور أحمد المصري والدكتور محمد عبدالحميد خليفة والدكتور أحمد مختار والشاعر محمود عبد الصمد زكريا وكان تشجيعهم حافزًا لي على الاستمرار وتوالت كتاباتي وأصبح اليوم عندي سبعة كتب ، خمس مجموعات قصصية وروايتان .
* من المعروف عن سهير شكري أنها تمتلك إرادة قوية وشخصية تميل إلى الحدة والجدية ، ما تأثير ذلك على كتاباتك وعلاقاتك بالوسط الأدبي ؟
-مررت بظروف عائلية صعبة ، مرض زوجي وولدي الوحيد وفقدهما علمني كيف أواجه الحياة منفردة دون سند وهذا جعلني أبدو للناس المرأة القوية الحادة ، وعندما دخلت عالم السرد لم يكن مختلفًا عن الحياة العامة بل هي شريحة من المجتمع تطرح عيوبه ونقائصه بشدة ولذلك تسلحت بالشدة والجدية لمواجهة هذا العالم الذكوري بامتياز واتخذت من هذا الأسلوب وسيلة للدفاع ، وللعلم هذا عكس شخصيتي تمامًا فأنا أعدّ نفسي كأي شخصية مصرية متطرفة العواطف للأسف ، أحب بشدة لكني تعلمت كيف أكون حذرة في معاملتي وخاصة مع الرجال وخاصة في المشهد الأدبي .
* “ بهجة مراوغة “ و “ امرأة لا تطل من النافذة “ مجموعتان قصصيتان لكِ رصدتِ خلالهما معاناة المرأة الوحيدة دون زوج وكيف تعيش مع ذكرياتها ، كيف كان استقبال النقاد لهما ؟
-“بهجة مراوغة” عبرت فيها عما رأيته في المشهد الأدبي وتعدّ مجموعة انتقادًا للنخبة التي كنت أظنها مثالًا يحتذى في الشرف والأمانة وقول الحق والدفاع عن المظلومين والضعفاء .
-وناقشتها الدكتورة زينب العسال في الأنفوشي والأستاذة فاطمة عبد الله في مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية ، وكذلك تناولها الدكتور حسام عقل بالنقد والمناقشة .
-ومجموعتي “امرأة لا تطل من النافذة” كانت تتناول حياة امرأة وحيدة ومعاناتها مع المجتمع بكل تقاليده المكبلة للمرأة التي ليس لها وجود في الدين. 
وإنما هي وضعت لقتل مواهب المرأة وحريتها التي لن يحيا المجتمع إلا إذا حصلت عليها المرأة ، وإن المجتمع لن يرتقى إلا بالنظر للمرأة على أنها إنسانة إذا أتيح لها التعليم والثقافة لن تقل عن الرجل بل لا أكون مبالغة قد تتفوق عليه في بعض الأحيان ، وقد تناولها بالنقد في مختبر السرديات الشاعر والناقد عِذاب الركابي وكتب عنها الأستاذ منير عتيبة مدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية ، وتناولها الأستاذ الدكتور أسامة أبو طالب  الأستاذ بأكاديمية الفنون ، والأستاذة الدكتورة عزة بدر .
* “ وداعًا صديقي المهرج “ روايتك الصادرة حديثًا ترصد العلاقة التصادمية بين الزوجة المثقفة والزوج الذي لا تعنيه الثقافة ، كيف رصدت الرواية هذه المشكلة ، وكيف استقبلها النقاد ؟
-روايتي “وداعًا صديقي المهرج” بالفعل كما قلت ترصد العلاقة التصادمية بين الرجل المثقف والمرأة المثقفة , المرأة تتطلع للثقافة وتسعى إليها وتحولها إلى سلوك ينصفها ويتيح لها أن تحصل على مزيد من الحرية لكن للأسف كثير من الرجال المثقفين عندهم انفصال بين فكرهم وسلوكهم، ولذلك يحدث التصادم وتجربتي الشخصية تثبت أن المرأة المثقفة لا تهدأ وتستقر على صدر رجل مثقف ، فالرجل الذي يدعي الثقافة لا يأمن يد امرأة تُرفع في مظاهرة ، أو إصبع أنثى يبحث وينشب في الأرض ليرسم مستقبلا ويخط للحاضر ، ونحن معشر النساء نلهث خلف الحب والحرية والطفولة المفقودة بسبب تعنت الآباء ، وقد تناولها النقاد بالاستحسان منهم الدكتور حسام عقل والدكتور أحمد المصري والدكتور محمد عبدالحميد خليفة والناقدة الأستاذة فاطمة عبد الله والناقدة رانيا ثروت والأستاذة إيمان الزيات وكتبت عنها فى جريدة القاهرة . 
* أسماء كثيرة تناولت تجربة سهير شكري بالنقد والتحليل ، ما تأثير ذلك عليك ؟ وكيف قرأ النقدُ تجربتك ؟
-الحقيقة أنا مدينة بكل الشكر لمن تناولوا أعمالي كلها لأنهم كانوا سببًا في استمراري في الكتابة وهم كثيرون وأضيف لمن سبق وذكرتهم المبدع منير عتيبة مدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية والروائي الكبير مصطفى نصر والشاعر فريد أبو سعدة والشاعر أحمد مبارك و الروائي والناقد  الدكتور شريف عابدين . 
* الإسكندرية عروس البحر الأبيض ، ما تأثيرها على إبداع سهير شكري ؟
-أنا أرى أن البحر يشبهنا كثيرًا ، فنحن مثله حياتنا ما بين مد وجزر ولذا يشعر كل منا أن البحر صديقه ، نحدثه فيرد علينا بتغيير أصوات أمواجه ما بين صخب وهمس ، يشعرني البحر أن العالم واسع ورحب فلا يضيق صدري ولا ينقبض قلبي ، يغريني بأن أفشي له كل أسراري دون خوف فهو يلملمها ويخفيها داخل قواقعه بكل أمانة . 
* ما الجديد لديك الذي تعملين عليه الآن؟
 أكتب رواية تتناول أهمية عمل المرأة وأن يكون لها دور إيجابي في المجتمع وإلا تحولت إلى إنسانة مريضة  تخاصم المجتمع ، فالعمل ليس لاكتساب المال بل لشعور الإنسان بذاته ، وكما قال الكاتب الروسي الشهير تشيكوف إن أمطر الكائن البشرى بالنعيم وأغرق فى بحر من السعادة ومنح رفاهة فى الاقتصاد بحيث لا يكون لديه ما يفعله سوى النوم والتهام الحلوى والانغماس في التناسل حفاظًا على النوع ، عند ذلك تنبأ أن ذلك الكائن لا بد أن يبادر آن ذاك انطلاقًا من الجمود والرغبة في المناكدة إلى ارتكاب حيلة قذرة يعرض فيها حلواه للخطر بل يلقي بنفسه عن عمد في التهلكة .


تابعنا على
تصميم وتطوير