جريدة الزوراء العراقية

الصحافة العراقية في عيدها الـ«152» الأغر


إنه الحرف عندما يحمل وهج الوضوح والاقتدار ويرفع الغطاء عن المستور.. انها الصورة المشرقة التي تضع الحقيقة أمام أنظار الجميع.. انها المهنية الحقّة التي تضع الصحفي أمام الأخطار لكي يقدم للآخرين العطاء المثمر من أجل ان تزدهر الحياة.
إنه القلم عندما يسدّد فيصيب، ويقتحم الصعاب فيحصد أوسمة النجاح، ويقول كلمته فتخّر له الرؤوس احتراما لعنفوانه وصدقه، وينتصب في ساحات المعارك ليسطر تاريخا حافلا بالبطولة والشهامة والفداء.
إنه القلم الصحفي الواهب حياته لكي ينتصر للحق، ويقف في وجه الباطل، ويدفع الحياة باتجاه التطور والنجاح، ويقول كلمته بشموخ ليرحل مخلفا وراءه الكثير من المصابيح التي تدحر الدياجير المعتمة.
152 عاما.. إنها مسيرة الصحافة العراقية المعمدة بدماء شهدائها، والمنتصرة بجهود فرسانها، والمرفوعة بهمّة قادتها، هي رحلة المصاعب والمتاعب وسط تلاطم الأمواج، وعندما يكون البحر هادئا لا يخلق بحّارا ناجحا، ففي الامواج والأعاصير تظهر قدرات الفرسان، ويتحقق النصر للمبحرين صوب الشمس والساعين لبناء عراق مشرق سعيد.
لقد مرت مسيرة الصحافة العراقية عبر مخاض عسير وامتحانات صعبة، خرجت منها حاملة سر قوتها، ومع كل قطرة دم تعطّر أرض الرافدين من صحفي صنديد، تكون المسيرة أكثر ثباتا وصلابة، ويكون رأس الصحفي أكثر عنادا على مواصلة التحدي من اجل احراز النصر المبين، ومع طول المسيرة وتراكم السنين بدأت الاقلام تتوج بالمهابة المطلوبة، وتشحن بالفعل المضيء، وتسير دون ان يمر بخاطرها الالتفات الى الوراء.
نقف اليوم على أبواب عيد الصحافة العراقية، بولادة جريدة الزوراء كأول جريدة عراقية صدرت بتاريخ الخامس عشر من حزيران من عام 1869، ولابد في وقفتنا على باب الذكرى ان نستذكر كل الدماء الزكية الطاهرة التي روت ارض العراق، وأينع ثمرها، وسجلت أروع ملاحم الفروسية العراقية، وشكلت ظاهرة الثنائية الباهرة بين دم الصحفي وهو يشهر قلمه ليحارب من خلال كلمته وعدسته، وبين دم المقاتل وهو يشهر بندقيته ليقاتل من خلالها أعداء الله والوطن.
هذا اليوم ونحن نطلق الاهازيج بهذا الميلاد المتألق للصحافة العراقية لابد من الوقوف على التطور الكبير الذي حصل على المسيرة الرائدة لجريدة الزوراء التي بدأت تشق طريقها منذ عام 1869 حتى يومنا هذا، وما رافق هذا التطور من قفزات نوعية الى الحد الذي اصبحت فيه مثالا يحتذى به في عالم الصحافة العراقية والعربية، ومع تلاحق الانتصارات بات من حقنا أن نتفاخر ونحتفل في عيد الصحافة العراقية.
وقفة اجلال واعتزاز وفخر لكل شهداء الصحافة الذين رسموا طريق المجد والكبرياء، وتحية لكل العاملين في هذا الميدان المبارك، وهم يلاحقون الخبر أينما كان، ويوثقون الحدث بالصورة دون أن تثنيهم متاعب الحياة.
إلى اللقاء...
 


المشاهدات 1259
تاريخ الإضافة 2021/06/09 - 6:27 PM
آخر تحديث 2024/03/21 - 1:12 AM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com