الأخبار الزائفة واجهة جديدة لمعركة حرية التعبير في تونس .. ---------------------------------- تونسمتابعة الزوراء: ذكرت أميرة محمد، نائب رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، أن الأخبار الزائفة يتم استغلالها أحيانا لتوجيه الرأي العام وتضليله، مشيرة إلى أن الأخطر هو أن ldquoمسؤولين في الدولة، من أعضاء حكومة ونواب وسياسيين، يقدمون معطيات خاطئة ويغالطون الشعبrdquo. وأضافت في تصريحات لوكالة الأنباء التونسية ldquoواتrdquo أن الأخبار الزائفة والمضللة تنتشر أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الصفحات التي تسمي نفسها ldquoصحفًا إلكترونيةrdquo، وذلك لغايات بعيدة كل البعد عن العمل الصحفي؛ فهي ldquoإما لضرب جهة معينة، أو للترويج لطرف سياسي بكل الوسائل، وهو ما يتسبب في وجود خلط لدى المواطن الذي لا يفرق بين وسيلة إعلامية وموقع مشبوه وبعض الصفحاتrdquo. وسنت الكثير من الدول العربية قوانين للحد من انتشار الأخبار الكاذبة، وتجرم هذه القوانين مروجي الأخبار الكاذبة وتقضي بسجنهم وبتسليط عقوبات عليهم، فيما يخشى الصحفيون والإعلاميون اتخاذ مكافحة الأخبار الزائفة حجةً ومدخلا للحد من حرية التعبير من خلال سن تشريعات تقيد الحقوق والحريات. وقال رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري ldquoالهايكاrdquo نوري اللجمي إن مكافحة الأخبار الزائفة لا يمكن أن تكون مدخلا للحد من حرية التعبير. وأضاف أن العديد من الدول تحاول وضع إطار قانوني لتحمّل الشركات العالمية مثل شركة فيسبوك مسؤولية انتشار الأخبار الزائفة، غير أن مسألة التشريع تخلق إشكالا كبيرا يتعلق بحرية التعبير. وشدد على ldquoضرورة تناول الجانب التشريعي بحذر شديد، حتى لا يكون القانون مدخلا لقمع الحريات فهناك دول تستغل مسألة الحد من الأخبار الزائفة لتقليص حرية التعبير عبر الاعتقالات والسجنrdquo. ويعتبر خبراء إعلام أن الأخبار الكاذبة لا تساهم فقط في تضليل الرأي العام بل تشكل تهديدا حقيقا لحرية التعبير، لذلك فإن إشراك الصحفيين في مواجهة التضليل ضرورة لا غنى عنها. ويرى هؤلاء أن تحرّي الأخبار الكاذبة أو الزائفة أو المشبوهة أصبح مهمة رئيسة لوسائل الإعلام المهنية والجادة، ولا تقل أهمية عن وظائفها التقليدية في نقل الخبر والتعليق، وخاصة منذ بداية انتشار جائحة كورونا، ولاسيما في ظل غياب قوانين تنظم النشر على مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبرت أميرة محمد أن مكافحة الأخبار الزائفة هي عمل موكول للصحفيين الذين يضطلعون بدور رئيس في تنقية المشهد كاملا من الأخبار الزائفة وتحري ما ينشر في وسائل الإعلام، ولا يمكن ولا يجب بأي حال من الأحوال أن يتم اتخاذ هذه الظاهرة مدخلا أو ذريعة لسن قوانين تحد من حرية التعبير. وأكد اللجمي أن ldquoالصحفي المحترف مطالب بتحري الأخبار والتثبت من صحتها لاسترجاع مصداقيته، وربط علاقة ثقة مع المتقبل من القراء والمشاهدينrdquo. وتعددت المبادرات المتعلقة بالتحقق من الأخبار، من بينها مبادرات خاصة مثل مبادرة موقع ldquoنواةrdquo وrdquoبيزنس نيوزrdquo ومنصة ldquoفالصوrdquo، والتي تتحرى الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي. كما تعاونت ldquoالهايكاrdquo مع مؤسسات الإعلام العمومي في هذا المجال عام 2019 ، بدعم من برنامج الأمم المتحدة للتنمية، وقدمت للصحفيين العديد من برامج التدريب المتعلقة بهذا المجال. لكن هذه المبادرات، وإن كانت عملا جيدا، تظل غير كافية للتصدي لموجة الأخبار الكاذبة، وفق أميرة محمد التي اعتبرت أن الأمر يتطلب وجود مسار كامل لدعم صحافة الجودة، ويقتضي إصلاحا شاملا للإعلام يتضمن التركيز على أهمية الوقاية من الأخبار الزائفة ودعم التدريب في مجال التثبت من صحة الأخبار ومقاطع الفيديو والصور في المرحلة القادمة. ---------------------------------- السلطة الرابعة أضيف بواسطة : zawraa المشاهدات : 1160 تاريخ الإضافة : 2021/06/07 - 6:44 PM آخر تحديث : 2024/03/28 - 2:01 PM https://alzawraapaper.comcontent.php?id=324644 ---------------------------------- جريدة الزوراء العراقية AlzawraaPaper.com