رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
العيدية والتراحم في زمن الكورونا


المشاهدات 1318
تاريخ الإضافة 2021/05/10 - 9:54 PM
آخر تحديث 2024/04/19 - 6:32 AM

العيد هو يوم سرور وفرحة وبهجة  كما أقرّ في الشريعة الاسلامية ، من أجل ذلك شرع الاسلام ان يوسع الرجال على اهلهم وذويهم في العيد.
مع اطلالة العيد ..هناك طقوس سنوية تتكرر كل عام، لتمتين الروابط  بين أفراد الأسرة  والمجتمع ، منها « صلة الرحم، والزيارات البيتية ، ومعايدة  الاهل والاقارب والاصدقاء ، وتفقد الايتام والارامل».
قد يكون هذا العيد يختلف عن سابقاته بسبب تفشي فيروس كورونا، في أغلب بلدان العالم، ولاسيما العربية والاسلامية منها.. إذ لن يستطيع أغلب الناس وخاصة في بلدنا من التزاور والتواصل بسبب اجراءات الحظر الشامل .
لكن هذا لن يمنعنا من التواصل مع الأهل وصلة الأرحام و تفقد الأيتام والفقراء والمساكين، بصورة وباخرى.  
ونبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم  شرع «صدقة الفطر»  لتغني الفقراء عن السؤال بهذا اليوم»العيد» . 
وتعدّ العيدية من أهم مظاهر الفرح في العيد ليس في العراق فحسب، بل في الدول العربية والاسلامية ايضا.. ولاتقتصر العيدية على عمر معين او جنس، لكن الاطفال اكثر من يحظون بها ويسعون اليها، إذ تضفي على وجوههم أجواء الفرح والبهجة، وتعكس روح المحبة والألفة والتواصل لديهم.
والعيدية هي كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعنى العطاء أو العطف وترجع هذه العادة إلى عصر المماليك، فكان السلطان المملوكي يصرف راتباً بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه وكان اسمها الجامكية.
والعيدية هي عادة عربية وإسلامية سنوية، وتكون في العادة عبارة عن نقود أوهدية أو حلوى وغيرها، تعطى للأطفال في أغلب الاحيان، وللكبار أيضا، فتعطى للام والاب والاخ والاخت والزوجة والابناء والاحفاد أيضا.
كما يقوم بعض رؤساء المؤسسات باعطاء العيدية الى منتسبيهم، من دون تمييز، كي يزرعوا الغبطة والفرح في نفوسهم،  ويكسبوا دعاءهم في هذه الأيام المباركة. وتعطى العيدية في عيدي «الفطرالمبارك والأضحى»، وتعود هذه العادة العربية والإسلامية إلى قرون قديمة.
وتتفاوت قيمة العيدية تبعاً للوضع المادي لصاحبها او الى قيمة راتبه، ولكن في هذا العيد يجب ان نخرج من طوق العادات والاعراف والتقاليد الاجتماعية، ونطرق بابا قد نكون غفلنا عنه اونسيناه في وقت ما، الا وهو «باب الايتام والمساكين والفقراء والمدقعين من الجوع »، هذه الشريحة التي كثرت في بلدنا لاسباب عديدة لانريد الولوج بها.
دعونا نسأل انفسنا.. هل فكرنا في يوم ما ان نطرق بابا للايتام والفقراء والمساكين ونتكفل قبل العيد بقوتهم وكسوتهم كما نفعل مع عوائلنا ؟
هنا لابد ان نستذكر قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا»، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما. 
وقال عليه الصلاة والسلام: «من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات».
شريحة « الايتام والمساكين والفقراء» كثرت في بلدنا، ولاسيما في السنوات الاخيرة .
 اذاً دعونا نتفقد هذا العيد اناس خارج أسوار بيوتنا، نحمل معنا الابتسامة و«العيدية»  والطعام والهدايا.
ولا تقتصر العيدية في يوم العيد على « النقود» فقط بل هناك بعض العيديات الخاصة في العيد حيث تحرص بعض الفتيات على معايدة والدتها وصديقتها بهدايا ثمينة معبرة بذلك عن المحبة لهما، حيث تقوم بشراء قطعة ذهب او زجاجة من العطر الثمين او قطعة ملابس وتقدمها لوالدتها، وتهتم بتغليفها بغلاف جذاب، وتقوم بوضعها في غرفتها بعد ان تكتب عليها كلمات رقيقة عن العيد.
اما الشباب فيقدمون اجمل الهدايا للاباء وكل حسب ذوقه، فمنهم من يشتري الثوب العربي لابيه، ومنهم من يجلب له البدلة والعطر المميز وربطة العنق. 
 واخيرا.. «عساكم من عواده» وكل عام وبلدنا وانتم بالف خير.


تابعنا على
تصميم وتطوير