رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
محمد عبدالحليم عبدالله... شعرية السرد في رحلة البحث عن الحقيقة


المشاهدات 1292
تاريخ الإضافة 2021/05/10 - 4:51 PM
آخر تحديث 2024/03/28 - 1:52 PM

أشرف قاسم 
وُلد محمد عبدالحليم عبدالله بقرية كفر بولين التابعة لمركز كزم حمادة بمحافظة البحيرة في مصر في 3 فبراير 1913 ، وتخرج في كلية دار العلوم 1937 ، وتوفي في 30 يونيو 1970 .
ترك عدة أعمال قصصية وروائية هامة منها : « بعد الغروب، شمس الخريف، الجنة العذراء، شجرة اللبلاب، غصن الزيتون، لقيطة، البيت الصامت، الدموع الخرساء، الضفيرة السوداء، النافذة الغربية ، سكون العاصفة، ليلة غرام .. وغيرها».
حصل خلال رحلته على عدة جوائز مهمة منها :
جائزة مجمع اللغة العربية 1947 عن رواية لقيطة 
جائزة وزارة المعارف 1949 عن رواية شجرة اللبلاب
جائزة إدارة الثقافة العامة بوزارة المعارف 1949 عن رواية بعد الغروب
جائزة الدولة التشجيعية 1953 عن رواية شمس الخريف
كما اختيرت روايته «بعد الغروب» ضمن أفضل مائة رواية عربية .
ومُنح اسمه وسام الجمهورية تقديرًا له 1973
الإنسان ومنظومة القيم
تفرد محمد عبدالحليم عبدالله عن أبناء جيله من الكتَّاب والروائيين باهتمامه بأزمة الإنسان المعاصر ، وذلك من خلال تحليله النفسي لهذا الإنسان وتلك النفس البشرية التي تتصارع مع الواقع بمتناقضاته وأحداثه المتلاحقة ، وكان الفردُ هو نقطة انطلاقه دائمًا في كل أعماله .
عبَّر بمنتهى الصدق والنزاهة عن مجتمعه ، وكتب نصوصًا هادفة تبني مجتمعًا قويًا ، وذلك من خلال تأكيده على منظومة القيم الاجتماعية في كل أعماله ، وهو أعظم مَن عبَّر عن الريف المصري بصدق .
في « غصن الزيتون « كان إعلاؤه للحب في مواجهة الشك ولذا نراه يردد على لسان البطل « لا تجعلنا نحب من لا يحبوننا ، حتى لا تشقينا بالحب مرتين يا إلهي» ، « إذا أدركنا كيف نولد أدركنا كيف نحب» ، والشك عنده - كما ترى الدكتورة عائشة عبدالرحمن « بنت الشاطئ» – ( هو العمود الفقري للبناء الروائي منذ « لقيطة « إلى» من أجل ولدي» ، وهو ليس شكًا فلسفيًا يعكس صدمة الفنان إزاء الكون والمجتمع ، إنما هو شك عاطفي صرف لا تؤيده الشواهد العقلية ، بل تسنده وتدعمه طفولة تعيسة ينسج خيوطها الحرمان ) .
وفي « بعد الغروب « كان إعلاؤه لقيمة الأسرة والأبناء فهو كما يرى الأستاذ يوسف الشاروني  ولذا نراه يقول على لسان البطل : « وتسألني اليوم بعد أن غربت شمسي ، ولم تبق لي من الحياة إلا آثار نور يرسلها الشفق وحده على أفقي، تسألني : هل نلت كل ما تتمناه ؟ فأقول لك : إلا شيئًا واحدًا أعده اليوم وحده أعظم أمانيَّ جميعًا.. الولد» .
وفي « شجرة اللبلاب « أكد على قيمة الوطنية وحب الوطن، مهما قست علينا أوطاننا : « ألم أقل لك إننا نحب أوطاننا حتى ولو قست علينا؟» .
وفي « الجنة العذراء « ينتصر للعدل والخير في مواجهة شريعة الغاب .
وفي « شمس الخريف» تتجلى الأمومة كقيمة مفتقدة في حياة البطل «مختار» ، فالأم القاسية التي كانت سببًا في وفاة الأب لم تَحْنُ على ولدها ، ولذا نشأ يبحث عن الحنان والحب.
والفتاة الضحية التي فقدت عذريتها رغمًا عنها وكيف ينظر إليها المجتمع كان موضوع « البيت الصامت»، فالبطلة « درية»  ضحية التقاليد الاجتماعية القاسية .
وفي « سكون العاصفة» قام بتحليل الصراع بين الروح والمادة، واحتفى بالحب كقيمة عليا تندرج تحتها كل القيم السامية .
الدين والإيمان بالله تجلى أيضًا في « الباحث عن الحقيقة» ، الرواية التي تناولت حياة سلمان الفارسي ، يقول على لسانه : « آه يا رب .. رأيت كثيرًا من عبادك على رقعة فسيحة من الأرض ، قليل منهم يعرف الطريق إليك ، وكثير منهم عاش يدور في حلقة مركزها نفسه ومحيطها شهواته، إن نورك الذي يغطي السهل والجبل، غير بعيد على بطون الكهوف ونفوس المخطئين ، وها أنا أحس يا ربي أنك تختص بعظيم أسرارك كل الذين يبحثون عنها كأنك تسعى إلى مَن سعى إليك وتنسى مَن ينساك « .
في السينما والتليفزيون
كان للسينما والتليفزيون والإذاعة نصيب كبير من أعمال محمد عبدالحليم عبدالله ، فقد تحولت أعمال كثيرة له إلى أفلام ومسلسلات ، شارك فيها نجوم كبار ومن هذه الأعمال :
« غصن الزيتون « فيلم بطولة أحمد مظهر وسعاد حسني وعمر الحريري 1962
«الليلة الموعودة « مسلسل بطولة محمود مرسي وكريمة مختار وصلاح السعدني 1978 ، ثم تحولت إلى فيلم بطولة فريد شوقي وأحمد زكي وتيسير فهمي 1984
«سكون العاصفة» فيلم بطولة شكري سرحان وآمال فريد ، سيناريو وحوار نبيل غلام 1965
«عاشت للحب « عن قصة « شجرة اللبلاب « فيلم بطولة زبيدة ثروت وكمال الشناوي  1959.
« ليلة غرام « عن قصة « لقيطة « فيلم وكان أول ظهور للنجمة مريم فخر الدين ، 1951.
« من أجل ولدي « مسلسل إذاعي بطولة كريمة مختار وعبدالله غيث ، ثم نفذت مسلسلًا تليفزيونيًا 1981 بطولة هدى سلطان وأحمد زكي وعبدالعظيم عبدالحق .
« حلم آخر الليل « مسلسل بطولة محمود يس وحسن حسني وطارق لطفي 1999
« الوشاح الأبيض « مسلسل بطولة محمد رياض وشيرين سيف النصر ووائل نور 2000
« للزمن بقية « مسلسل بطولة أحمد ماهر ومعالي زايد وإبراهيم الشامي 1980
«شجرة اللبلاب « مسلسل بطولة محمود عبدالعزيز وسميحة توفيق 1976
« الجنة العذراء « مسلسل بطولة كريمة مختار وحمدي أحمد وممدوح عبدالعليم 1965
رحم الله الكاتب الكبير محمد عبدالحليم عبدالله الذي على الرغم من رحيله عنا منذ ثمانية وأربعين عامًا إلا أنه مازال حيًا بيننا بإبداعه وفنه الأصيل .
* أشرف قاسم / شاعر وكاتب مصري


تابعنا على
تصميم وتطوير