رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
ثنائية الحياة والموت في قصص إيفان بونين


المشاهدات 1199
تاريخ الإضافة 2021/05/08 - 9:22 PM
آخر تحديث 2024/03/30 - 11:59 AM

د .جودت هوشيار
ثنائية الحياة والموت، كانت واحدة من أهم الثيمات الرئيسية في ابداع ايفان بونين . وقد عالجها الكاتب بطرق مختلفة، ولكنه في كل مرة توصل الى استنتاج مفاده أن الموت جزء لا يتجزأ من الحياة. وليس للإنسان عزاء أو سلوى، لا في العمل، ولا في الحياة الأسرية. الحياة اليومية روتينية ومملة، والعمل مرهق، والناس غرباء بعضهم عن بعض. عندما يأتي الإنسان إلى الحياة، فأنه يندفع على الفور الى نهايته. العالم – هاوية، مستنقع، والموت مسألة صدفة. حياة الأنسان لا شيء بالمقارنة مع العالم. والإنسان نفسه عاجز وضعيف بصرف النظر عن موقعه في السلم الاجتماعي.
كل شيء في العالم زائف ووهمي، والحقيقة الوحيدة هي الموت. ويرى بونين أن الحب هو مقاومة للموت وتجسيد للحياة. ولكننا اذا تمعنا عن كثب في قصصه عن الحب، نجد مفارقة واضحة، وهي أن الحب السمة الرئيسة للحياة: من يحب، يعيش حقاً. ولكن الموت يترصد بالإنسان دائما في كل لحظة، وفي كل مكان. ويرى بونين أن الحب العميق الجارف كونه تركيز للحياة واللحظة الأكثر توترا في الوجود الإنساني ينتهي بالموت في أكثر الأحيان.
يأتي الإنسان الى هذا العالم، عالم الفوضى، لفترة جد قصيرة من الزمن، والحياة توهب له لأسباب غير مفهومة لا يعلمها، الا الله. والموت ينهي هذه الحياة على نحو مأساوي. وكل شيء يحدث مصادفة. وثمة ارتباط وثيق بين الحياة والحب والموت.
في مجموعة قصص بونين الرائعة “الدروب الظليلة”- التي اطلق عليها النقاد اسم موسوعة الحب- نجد أن النهاية التراجيدية امر طبيعي، لأن الحب الحقيقي الجارف يقتل العشاق حتماً، مما ينقذهم من خيبة الأمل. ولهذا لا نجد في ” في الدروب الظليلة قصة واحدة تنتهي بالزواج. الزواج يحمل معه العادة التي تقتل الحب عاجلا أم آجلاً.
في العالم الذي صوره بونين في أقصوصة “أسطورة” شخصان: هو وهي. هي ميتة، وهو على قيد الحياة، ولكنه يعرف أنه سيموت أيضا في يوم ما. و سيأتي آخرون إلى هذا العالم، وهو يأمل أن يعد هؤلاء بدورهم الزمن الذي عاش فيه، أسطورياً


تابعنا على
تصميم وتطوير