جريدة الزوراء العراقية

على هامش ما حصل في مستشفى ابن الخطيب


الموت يتربص بنا في كل مكان، والازمات تأخذ بخناقنا على مدار الساعة، ومن لم يمت غريقا  فسوف يمت بين السنة النيران والدخان الخانق، او عن طريق رصاصة طائشة لأبطال الجولات الطرزانية في الاعياد والمناسبات، أو في (الدكّات العشائرية) أو يأخذه مرض السرطان الى رب رحيم، تعددت الاسباب والموت واحد ، يختطف العزيز منا فنصرخ بحرقة (انا لله وانا اليه راجعون)، يفترس حياة الاطفال ويبتلع حياة الكبار ولا نسمع غير المواعظ الرخيصة والتبرير المخجل من قوم تفننوا في صياغة الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الشعب.
ومع كل فجيعة وما أكثر فجائعنا، يخرج اولو الامر مقشرين السنتهم الطويلة الملتوية مؤكدين بان ما حصل كان بسبب الاهمال واننا سنضرب بيد من حديد على كل من يعبث بأمن واستقرار ورفاهية المواطن، والفقراء والمساكين يعرفون ان مسلسل الموت سيستمر ولا توجد يد من حديد ولا من ( تنك ) ستضرب أحدا، وان المضروب دائما هو الشعب الذي لا حول ولا قوة له فيما يحصل .
من يرجع بذاكرته قليلا إلى الوراء، ويقوم بمراجعة التحليلات والتصريحات التي أطلقها جهابذة التحليل السياسي، وفرسان الكلمة ومشتقاتها، والمحللون في المجالات السياسية والعسكرية والاجتماعية، وجميع شيوخ الكهنة والعرافات وقارئات الفنجان وضاربات الودع فيما يتعلق بنتائج ما حصل، ويبدأ بمقارنتها مع ما تمخض من تداعيات وانكسارات طالت القريب والبعيد، وما ظهر من حقائق تجسدت على أرض الواقع، يشعر بخيبة أمل كبيرة، ويقف على حقيقة واضحة مفادها، أنّ كل التحليلات والاجتهادات في الاستنتاج والاستقراء التي أطلقها هؤلاء ذهبت جميعها أدراج الرياح، ولم تعد لدينا حالة واحدة تشهد على نجاح صاحبها وقدرته على التحليل الصائب  والفعل الجريء  والخطة الشجاعة  وقراءة الحدث وفق عدسة دقيقة تدفعنا إلى التغيير .
ما حصل في مستشفى ابن الخطيب، وما حصل عبر مسلسل الدم المتواصل ليس نتيجة اهمال من قبل الوزير او غيره ، ولا بسبب  (الهيتر) أو (البريمز) وانما كل ما حصل وما سيحصل كان بسبب الطريقة التي تدير شؤون البلد برمته، والمنهج الخاطئ الذي أفرز كل اشكال وصنوف وألوان الفساد، وان ما حصل في مستشفى ابن الخطيب يحصل مع اختلاف نوع وشكل الفجيعة في جميع مرافق الدولة وفي جميع الوزارات، ومن ينشد التغيير بصدق، ومن يحب العراق وشعبه بصدق عليه القيام بتغيير اللعبة السياسية التي أفرزت كل هذا الخراب والدمار.
اتركوا الخطابات الجوفاء، وابتعدوا عن لغة التبرير والتخدير والتزوير يرحمكم الله.
الى اللقاء .
 


المشاهدات 1235
تاريخ الإضافة 2021/04/28 - 5:10 PM
آخر تحديث 2024/04/14 - 7:03 PM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com