جريدة الزوراء العراقية

من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون: بدأ مسيرته في قسم الاطفال باذاعة جمهورية العراق ... المخرج الإذاعي ناظم فالح يتحدث لـ«ا لزوراء» عن مسيرته بين بغداد وكندا


حوار – جمال الشرقي هم مجموعة رائعة من صبيان شكلوا بداية دخولهم الى اذاعة جمهورية العراق قسما اسمه قسم برامج الأطفال، الصحفي والكاتب اليوم فائز جواد والمخرج علاء محسن وناظم فالح ومحمد المسعودي ومجموعة من بنات كن يقدمن ما يكتب اليهم من نصوص واغنيات للاطفال – الهام احمد وغيرها، كانوا نواة لقسم جميل يعمل الى جانب المقدم ومعد البرامج الراحل الكبير عمو زكي ثم طالب السعد وصولا الى مراحل لاحقة شكلت ذلك القسم الكبير الذي رفد الإذاعة والتلفزيون بعناصر مختلفة مخرجين واختصاصات اخرى . ضيف «الزوراء» الساكن حاليا في كندا هو المخرج المتجدد ناظم فالح استطعنا الاتصال به رغم فرق الوقت بين بغداد وكندا واستطعنا ان نستذكر معا مراحل مسيرته مع الاذاعة عندما كان احد افراد قسم الاطفال ثم مخرجا في الاذاعة ومن ثم ممثلا ومساعد مخرج للتلفزيون ناظم فالح شكل ومن خلال برامجه الاذاعية الكبيرة الى جانب زملاء واصدقاء له عاصروا تجربته الاذاعية شكل اسما له في عالم المنوعات الاذاعية فيما بعد وكانت تجربتهم الاولى قد مثلت وقتا كان المستمع في ثمانينيات القرن الماضي بأمس الحاجة الى برامج ترفيهية ترويحية تحمل بين طياتها المعلومة والجملة الملتزمة والأغنية والموسيقى الراقية. -اهلا وسهلا بك اخ ناظم وانت اليوم ضيف الزوراء الجريدة التي وثقت سيرة اكثر منتسبي الاذاعة والتلفزيون اضافة الى كم كبير من المبدعين الذين تعاونوا معنا في رفد مسيرتنا الطويلة من مخرجين ومقدمين ومعدي برامج . -كل الشكر والامتنان لكم ولجريدتكم الغراء . -من اين نبدأ المسيرة يا ناظم هل من المدرسة ام من قسم الاطفال؟ -اقترح ان نبدأ من البدايات الاولى فاول نشاط مسرحي مدرسي لي كان في الابتدائية حين تم إختياري من قبل مدرس اللغة العربية كوني من الناشطين و المتميزين في الصف أقوم بتقليد حركات الطلاب والمعلمين واستمر حبي و تعلقي بالمسرح. خلال مرحلة المتوسطة أسست مع زملائي الفنانين كريم چثير و عبد الجليل عودة و جعفر درويش (فرقة الحروف الأربعة) حيث قدمنا أعمالا في المدرسة وخارجها فضلاً عن النشاطات والمناسبات التي كانت تقام في المدرسة. بعد ذالك عرض علي الصديق عبد اللطيف ديوان الذي كان عضواً في (جمعية حماية الفنون والآداب) ان اذهب معه لأنهم بحاجة الى ممثل يجسد شخصية بسيطة في عمل مسرحي، فرحت جدا وبعد الإختبار منحني الأستاذ (فتح الله الخيالي) فرصة المشاركة و عُرضت المسرحية على مسرح قاعة الشعب في الباب المعظم و خلال العرض إختارني الفنان الدكتور (سعدي يونس) لشخصية مهمة في مسرحية (الدربونة) وهي من تجارب (مسرح الشارع) وعرضت في مناطق شعبية عديدة في بغداد والمحافظات وشاءت الصدف ان يتم تصوير المسرحية للتلفزيون في مبنى الإذاعة والتلفزيون في الصالحية وخلال التصوير التقيت الشاعر جودت التميمي وكانت تجمعني به معرفة من خلال نشاطي في مدينة الثورة انذاك وطرح علي فكرة التقديم لفرقة اطفال اذاعة بغداد وبعد ان نجحت في بالاختبار اصبحت احد اعضاء هذه الفرقة الجميلة التي كانت تقدم برامج الاطفال و الاعمال والمسرحيات والعديد من نشاطات تتعلق بثقافة الطفل وكانت تضم اسماء العديد من الذين اصبحوا نجوما فيما بعد منهم ماجد عبد الحق .ضرغام فاضل. علاء محسن. بلقيس فالح. علاء سعد. طالب سعد. باسم جاسم. حيدر عبد الحق. حنان وبيداء وسحر عبد الرحمن. والكثير من الاسماء وكان المشرف عليها الاستاذ طالب السعد والاستاذ حسين قدوري والملحن نجم عبدالله والفنان محمد عطا سعيد والمربي عمو زكي حيث اشتركت في جميع نشاطات واعمال الفرقة من مسرحية الدجاجة الشاطرة و صباح الخير ايتها السيدة و الاسد والارنب وغيرها و جميع هذه المسرحيات قدمت على خشبة المسرح القومي وهو المسرح الرسمي للدولة حينها وكانت تلك المسرحيات من اخراج الاستاذ (عزي الوهاب) والمخرج المصري (محمد عبد العزيز ) ومن تأليف الاستاذ سامي مهدي وفاروق سلوم وسامي الزبيدي. وفي تلك الفترة درست المسرح في معهد الفنون الجميلة بالتزامن مع مساهمتي في العديد من الأعمال الموجه للطفل منها تمثيلية رحلة العجائب اخراج اكرم فاضل و مسلسل حكايات جدتي وهو انتاج مشترك بين العراق ولبنان من ثلاثين حلقة وغيرها من المساهمات. -وما الذي قدمته خلال دراستك بمعهد الفنون الجميلة ؟ -في معهد الفنون الجملية اشتركت باعمال كثيرة وهي تجارب تخرّج لزملاء واعمال لأساتذة كنت اواصل عملي في فرقة اطفال اذاعة بغداد حتى تم توزيعنا على اقسام الاذاعة عملت في القسم الثقافي وقسم التنمية والريفية حتى استقر بي المكان في قسم المنوعات الذي كان يشرف عليه الاستاذ ليث عبد اللطيف الذي له الفضل الأول بمنحي الثقة وقد اعطاني الفرصة الكبيرة للعمل كمخرج في القسم مع بعض المخرجين امثال خطاب عمر. خولة رجب. جنان عبد الحميد وغيرهم . -ناظم فالح برز مخرجا وبرز ممثلا فايهما اقرب الى نفسك الاخراج ام التمثيل؟ اكيد ان الاقرب الى نفسي هو الاخراج الاذاعي الذي عرفت به اكثر من كوني ممثلاً رغم اني عملت العديد من المسرحيات وشاركت في العديد من المسلسلات، لكن عشقي للاذاعة كثيرًا وكنت أمضي فيها وقتًا طويلاً، وقد تعلمت من اساتذة كبار الكثير وهو فضل لا أنساه لهم. -ما اسباب مغادرتك العراق ؟ -غادرت العراق في العام 99، واسباب مغادرتي هي الظروف القاسية والقاهرة التي مررت بها، انا دخلت سجن الرضوانية لمدة شهر، فقررت ان لا ابقى هنا، وكان هذا قراري، خسرت الكثير، حياتي واهلي وعائلتي التي تأذت من بعدي. -كيف تصف حبك لبرامج الاطفال وتلك الفترة ؟ -في قسم برامج الاطفال كنت اعمل من الصباح الى الليل وفي بعض الاحيان ابات في الاذاعة، فتعلقت بالاذاعة الى ان جاءت فرصة العمل مصادفة ايضًا، اذ غاب عن العمل في ذات يوم المخرج خطاب عمر، وكنت حينها احمل اشرطة مع المخرجين فقط، اساعدهم ولكن ليس لديهم فرصة عمل لي، حدث ظرف غياب خطاب فكلفني ليث عبد اللطيف ان اشتغل الفترة الصباحية، استغربت ذلك لان الفترة الصباحية لمدة ساعتين، وهذا ليس سهلاً، فتوفقت في هذه الخطوة فقالوا ليانك نجحت في الفترة الصباحية وستبقى تخرجها . -لندخل في عالم الاسماء وبدون احراج من هم الذين تعلمت منهم وما زلت تحمل جميلهم لك ؟ -تعلمت من الاستاذ بهنام ميخائيل ليرحمه الله، تعلمنا الادب بالفن، ان نحترم، ان نأتي بالموعد، ان نعرف كيف نتكلم من دون ان يكون صوتنا عاليًا، كيف نعتذر من السبورة اذا ما كتبنا عليها بقوة ويجعلنا نعتذر لها، تعلمنا من الاستاذ الكبير قاسم محمد الالقاء والتمثيل والاخراج، وهذان الكبيران اعرج عليهما دائمًا مع اعتزازي بكل الاساتذة، خالد سعيد وعبدالله جواد، لكن بهنام وقاسم غرسا بي حبًا غريبًا انعكس على عائلتي وبيتي ودراستي وعلى كل شيء، ليث عبد اللطيف الرائع جدًا الذي منحنا فرصة العمل وقتها وكان رئيس قسم المنوعات ويشرف على كل المخرجين، وهناك خولة رجب المخرجة الكبيرة التي كانت تخرج برنامج للاستاذ الراحل سعاد الهرمزي، وجنان عبد الحميد، ومقداد عبد الرضا، وخطاب عمر، ومظفر سلمان، وحلمي نوري، ومحمد صكر، واسماء كثيرة جدًا. -هل لك ذكريات تود الحديث عنها؟ -في يوم من الايام، سمعت ان الاستاذ وليد الدره رحمه الله ذاهب الى بيت الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري ولديه لقاء مع الشاعر العظيم الجواهري، ولكي ارى الجواهري طلبت منه ان احمل الاشرطة، لكي اشاهد الجواهري فقط، فحملت معي جهاز تسجيل يسمى النيكرة وكنت اريد فقط ان ادخل وأرى الجواهري، واذهلني ما رأيت عليه، وجدته رجلا مذهلا في كل شيء ، فلولا حبي للفن لكان الامر بالنسبة لي عاديًا، وقد كان الجواهري يمثل شيئًا كبيرًا لشاب صغير مثلي. -بعد هذه التجربة الطويلة والتغرب ورؤية العالم المتطور هل تجد ثمة حد فاصل بين الجيل السابق والحالي ؟ -ليس حدًا فاصلاً واحدًا بين ذلك الوقت وهذا الوقت، بل حدود فاصلة، هذا هو الواقع، الآن كل شيء اختلف ولا توجد معايير للاشياء، وانا في الغربة كنت اسمع احدى الاذاعات المهمة، كدت ابكي على ما كان عليه المذيع في السابق حيث كان المذيع يدخل اختبارات ويبقى لمدة طويلة الى ان يقدم ليس موجزًا للانباء بل اقل منه، الجيل السابق ليس مثل جيل اليوم، كانت هناك مواصفات للمخرج للمقدم وللمذيع، انا لا ابخس حق الآخرين، فالكل تعلم، ولكنني عندما اسمع الاذاعات الان احسها برنامجًا واحدًا، كل الاذاعات برنامج واحد، نسخة واحدة ومستنسخة عند كل الاذاعات، واذا ما اردنا ان نقدم شيئًا مغايرًا الآن علينا ان نوازن بين الاشياء وفق معايير لها علاقة بالاحترام والادب والسلوك الذي تعلمته من اساتذتي وتجربتي . -هل تتذكر المذيعين والمذيعات الذين عملت معهم ؟ -عملت مع العديد من المذيعين والمذيعات ابرزهم سهام محمود. لمى سعيد. امل حسين. نوال السماوي. نوال محسن. هدى رمضان. سهام مصطفى .مديحة معارج. خالدة محمد. راجحة صادق. ميسون البياتي. فريال جاسم. فريال محسن و عبدالواحد محسن. طه خليل. طارق خليل. طالب سعد -ومع من من المخرجين ؟ -عملت مع زملائي وأساتذتي من المخرجين ابرزهم... خولة رجب. منى البصري. ليث عبد اللطيف. جنان عبد الحميد.انور عباس. جوزيف الفارس.حسن الانصاري. خطاب عمر. ضرغام فاضل. ماجد عبد الحق. علاء محسن. محمد المسعودي. رياض عبد الامير. علي جابر. حسن جاسم. رياض العزاوي. وغيرهم -سبق ان احتفى بك ملتقى الاذاعيين والتلفزيونيين حدثنا عن بعض تفاصيل الاحتفاء وكيف كانت مشاعرك ؟ -كانت الحديث عن مسيرة ربع قرن تتكلل بلّم شمل الأصدقاء بعد إغتراب طويل . في بداية الجلسة قدمني المخرج التلفزيوني صالح الصحن على انني مع مجموعة الاطفال الذين كانوا معي باننا شكلنا مجموعة مهمة كانت نواة لجيل كامل ولمرحلة كاملة . اتذكر ان الجلسة حضرها عدد من المخرجين الاذاعيين والمذيعات والفنانين من المطربين ثم تحدثت انا عن بداياتي اتذكر انني قلت فيها كانت مع النشاطات المدرسية ومشاركاتي المسرحية فيها منذ ان كان عمري 14 عاما مهدت لي ان اسارع للاختبار في قسم برامج الاطفال في العام 1974 وبنجاح اجتزت الاختبار لانضم الى فرقة اطفال الاذاعة المسرحية ومن هناك بدات اعشق الاذاعة عندما عملت مع كبار الرواد مثل الراحل عمو زكي وعزي الوهاب وكذلك طالب السعد ونجم عبد الله وسرعان مابدات اشارك في تقديم بعض البرامج المنوعه الخاصة بالطفل ومهد لي التعرف على الاجهزة والمكسر الصوتي لاعشقهما من بعيد، تحدثت عن بداياتي ولغاية تاسيس اذعة الشباب -ما دمت ذكرت اذاعة الشباب حدثنا عن تلك الفترة ؟ -نعم عملت مخرجا في اذاعة صوت الشباب منذ عام 1993 -وما الذي بيك الان وانت في كندا؟ -مثلما ذكرت لك انني غادرت العراق نهاية عام 1999 وعملت مخرج ومعاون مدير في اذاعة المستقبل التابعة لحركة الوفاق في عمان عام 2001 حتى عام 2004 ومقيم الان في كندا منذ عام 2006 اما اخر ما لدي الان فانا الان اكتب سيناريو يمثل كل ما تمر به الحركة الفنية في العراق منذ 2003 ولحد الان واسعى ان اعملها فيلما وثائقيا بالتعاون مع احدى الشركات المنتجة في كندا. -طيب وما تعمل في كندا حاليا؟ -ليس بيدي عمل رسمي ولكنت اتعاون مع المنظمات الثقافية العراقية في كندا وقد اقمنا العديد من الاماسي استضفنا من خلالها كل المبدعين العراقيين في كندا . -امنياتنا لك بالصحة ودوام العطاء والعودة الى بلدك العراق. -شكرا لكم وللزوراء الحبيبة.

المشاهدات 6185
تاريخ الإضافة 2021/01/11 - 7:28 PM
آخر تحديث 2024/04/18 - 9:44 AM

طباعة
www.AlzawraaPaper.com