سوريا… ماذا بعد إطباق الحصار على قاعدة التنف الأميركية!؟
أراء
أضيف بواسطة zawraa
الكاتب
المشاهدات 1160
تاريخ الإضافة 2018/06/23 - 4:16 PM
آخر تحديث 2025/11/25 - 11:01 PM
[caption id="attachment_133447" align="aligncenter" width="300"]

هشام الهبيشان.[/caption]
تزامناً مع القصف الجوي الأميركي لنقطة عسكرية سورية في ريف حمص الشرقي ، بعد تصدي وحدة عسكرية تابعة للجيش العربي السوري لثلاث عربات أميركية كانت تتقدم باتجاه إحدى نقاط الجيش عند منطقة الهلبة جنوب شرق تدمر ” هذا التصدي وذلك القصف …يؤكد أن مرحلة الاشتباك العسكري المباشر بين السوري صاحب الأرض والأميركي المحتل “قد بدأت فعلياً ومرشحة لمزيد من التطورات بالمقبل من الأيام ” ، وخصوصاً مع إطباق الجيش العربي السوري الحصار على القاعدة الأميركية في منطقة التنف قرب الحدود السورية -العراقية بعد سيطرته على كامل الشريط الحدودي الممتد من البوكمال إلى التنف.
وهنا ، لا يمكن بالمطلق انكار حقيقة ان تواجد الجيش العربي السوري ومحاصرته لكامل الشريط الحدودي الممتد من البوكمال إلى التنف، بدأ يقض مضاجع الأميركيين وحلفائهم، وهو بالتالي خسارة جديدة وكبيرة للأميركيين ومن معهم ، فـاليوم من المتوقع أن تنتقل عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه إلى تصعيد وتيرة المعركة بمجموع مناطق الشرق السوري بعد عزل وتطويق كامل المنطقة التي يتواجد بها المحتل الأميركي في جنوب شرق سوريا تحديداً “التنف ومحيطها ” ،وصولاً إلى قطع الطريق على مشاريع الأميركي التوسعية شرق وجنوب شرق سوريا، وقد بدأت فعلياً منذ بضعة ايام عمليات الجيش العربي السوري في عمق البادية السورية وحرر من خلالها الجيش العربي السوري مساحة تزيد على 4500 كم مربع من البادية السورية، والعمليات ما زالت مستمرة شرق تدمر في المنطقة بين سد عويرض وجنوب حميمة على امتداد جبهة بعرض 45 كم وعمق 60 كم، ولذلك اليوم نرى أن هناك حالة من الترقب الأميركي لمسار معركة الجيش العربي السوري في عمق مناطق شرق وجنوب شرق سوريا، لأن مجموع عمليات هذه المعركة بدأ يمس ويهدد بشكل مباشر مشاريع وتواجد الأميركي في عموم مناطق الشرق السوري.
وبالعودة، إلى إطباق الجيش العربي السوري الحصار على القاعدة الأميركية في منطقة التنف قرب الحدود السورية -العراقية بعد سيطرته على كامل الشريط الحدودي الممتد من البوكمال إلى التنف، فهذا التطور وبزخمه العسكري وباهميته الاستراتيجية، يعني الأطراف الدولية والاقليمية المنخرطة بالحرب على سوريا، فهناك أطراف عدة تأثرت مشاريعها في سوريا بشكل كبير بعد هذا التطور العسكري ، فالأميركيون المنغمسون بالحرب على سوريا تلقوا هزيمة “استراتيجية” جديدة في جنوب شرق سوريا، وقد تكررت الهزائم مؤخراً بمناطق عدة من مثلث الحدود العراقية – السورية وصولاً لعمليات الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الشعبية بعمق البادية السورية تزامناً مع توسع عمليات الجيش العربي السوري شرق وغرب دير الزور.
هنا وبالعودة إلى الميدان السوري وخططه العملياتية على الارض ورغم التهديدات العسكرية الأميركية، وتزامناً مع عزل وتطويق التنف ومحيطها يستكمل الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الشعبية خطط العمليات المتقدمة ببادية دير الزور وببادية حمص لتطهيرها من بقايا تنظيم داعش الإرهابي، وصولاً إلى ريف دير الزور الشرقي والغربي، وعند الحديث عن التهديدات الأميركية، فهناك قناعة كاملة لدى السوري أن المواجهة مع الأميركي “اصبحت ضرورة ولم تعد خيارا” فهذه المواجهة والتي يعتبرها البعض مفاجئة بتوقيتها وبنتائجها المنتظرة، ولكن هي بنظر دمشق مواجهة حتمية ولا بد منها، وخصوصاً بعد الحديث الأميركي عن توسيع عملياته العسكرية بالشرق السوري بحجة محاربة بقايا تنظيم داعش، فالأميركي يسعى لتوسيع وزيادة مساحة نفوذه الجغرافية على الارض السورية وتوزيع مساحات النفوذ هذه على قوات غربية وخليجية ينتظر الأميركي دخول بعضها إلى سوريا لتوفير غطاء دولي أوسع لتواجد قواته الموجودة بمناطق شمال شرق وشرق سوريا. ختاماً ، واليوم وليس بعيداً من تطورات الميدان المتوقعة في عموم مناطق الشرق السوري، فإنّ ما يهمنا من كل هذا هو واقع سوريا المعاش في هذه المرحلة، والتي حسم فيها وبها الجيش العربي السوري ملفات عدة في جنوب شرق وشرق سوريا، ومن هنا نستنتج من خلال الأحداث والمواقف المتلاحقة لأحداث الحرب «المفروضة» على الدولة السورية، بأنّ الدولة السورية استطاعت أن تستوعب وتتكيّف وتتصدى طيلة سبعة أعوام مضت لحرب شاملة وبوجوه عدة، وها هي اليوم تسير بخطوات سريعة نحو اعلان نصرها على هذه الحرب العالمية التي استهدفتها .