[caption id="attachment_155519" align="alignnone" width="262"] تحية حب الى لغة الضاد الخالدة[/caption] ليلى عاشور (هي أجمل من كل جميلة) تعصب؟ نعم. فقد وصلت عندي الى حد التخلف. لا أهوى سواها. سددت سمعي عن أي صوت غير صوتها وموسيقى لحن حروفها. حين أنوي تعلم أية لغة أجد عقلي طوال وقت الدرس، يقارن ،يستهزئ، لا يقتنع ، ثم يقفل ويعتذر .لا نهاية لجمالها ولا حد. كالبحر؟ لا فإن للبحر حدود. كالجبل؟ لا فقممها عقول المبدعين. كلما تعمق السائر في دروبها تمتد أمامه الدروب. كالكون تتسع. صنع من حروفها شعراء القمم مجداً، سيروا بقوافيهم مشاعر الحب ، ففاح عطرها وانتشر، دخل كل بيت فاستحابت له النفوس معها تصدح أصوات المطربين فتملأ الافق عذوبتها وحين يعجز الشاعر عن فصيحها فإنه يبث إرساله عبر الدارج منها فيأتي شعرهم بلون الحياة يذوب السامعون في معانيها وتراكيبها عشقاً وإعجاباً بها امتلأت بطون الكتب قصصاً بكل أشكالها وبها شق المسرح طريقه في أرضنا شعراً ونثراً. بها المؤلفون أثروا المكتبات في العلوم بكل أصنافها والفنون بكل الوانها، فلا عد ولا حصر لما كتبوا وأنتجوا فهو تاريخ طويل وممتد. هي رحبة تتسع كل عصر وذوق، تستوعب القديم والجديد، لا تضيق بمصطلح مهما صعُب، وإن راح البعض ينطق كلمات أجنبية بلا ترجمة وكأن اللغة العربية عاجزة عن استيعاب هذا المعنى أو ذاك. تحملت عقوق أبنائها، أهملوها وضاقت نفوسهم عن متابعة قواعدها. وهم لا يعرفون أنهم يرفسون نعمة هي سر بقائهم وديمومة وجودهم فصار البعض منهم مثل البلبل الذي صار صوته مثل صوت الغراب لكثرة تقليده أصوات الاخرين تحية حب الى لغة الضاد الخالدة.