( لن تشفى مني) .. كثافة الحضور
ثقافية
أضيف بواسطة zawraa
الكاتب
المشاهدات 1686
تاريخ الإضافة 2018/03/13 - 5:14 PM
آخر تحديث 2025/12/06 - 5:54 PM
[caption id="attachment_155521" align="alignnone" width="224"]

( لن تشفى مني) .. كثافة الحضور[/caption]
الزوراء / خاص / جمال جاسم أمين
(1)
لتحديد نوع المرصاد النقدي و المعاينة التي ينبغي ان ننطلق منها في قراءة مجموعة الشاعرة بشرى الهلالي ( لن تشفى مني ) لابد من ملامسة سؤال محوري على هذا الصعيد : هل تدخل هذه الكتابة في متوالية الادب النسوي في العراق ام انها ادب لا غير ؟ أدب بمعناه العام ,و الادب النسوي هنا لا بإعتبار جنس كاتبه الأنثوي بل بإعتبار مقاصده التي يتوخاها و رسالته الايدلوجية التي يناضل من أجلها .. النسوية هدف و غاية و الكتابة وسيلة إجرائية لمقاربة هذا الهدف ، انها حركة مضادة للفحولة و مركزة الخطاب الذكوري على شتى الصعد وبالتالي فهي ليست كتابة جمالية يتشتت فيها القصد او ربما يستفيد ( الخصم ) الثقافي او الآخر الذي نستهدف تهميش مركزيته من مساحة البلبلة التي توفرها البلاغة الجمالية فيمر النسق المخاتل من تحت هذه العباءة ! النسوية نضال ضد نسق سائد و ليست ترفيها او إمتاعا بالمعنى الفضفاض للترفيه او الامتاع .. في مجموعة الشاعرة بشرى الهلالي تقابل و ضدية منذ العنونة ( لن تشفى مني ) .. ثمة ملاحقة ! إقتصاص لا يحدث الا بين طرفين متكافئين في الاقتدار و القوة ,وعد و وعيد بنبرة ثقة حازمة !
مثلك لم يعتد
صهيل نداء الروح
لكني في صمتي
اعدك بأنك ..
لن تشفى مني
بهذه النبرات المتوعدة تستعيد الشاعرة صوتها المهدد ابدا بالخفوت كما انها تعيد ترتيب متوالية الحلم بل تعبره الى نوع من الكيانية الجديدة وعلى قاعدة ( الحب لا يعرف القواعد ) رغم أنهما ( هو ) و ( هي ) ضميران منفصلان على حد تعبير الشاعرة نفسها :
قبلك كان الحب وهما
معك صار حلما
بعدك .. امسى جرحا
بين كان و صار و امسى
افتقد نفسي فيك
انه ( الدوار ) بين ( كان و صار و امسى ) و ربما غباء الاسئلة بحسب تأكيد الشاعرة في القصيدة التي تعاني مثل هذا ( الدوار ) :
تسكنني ..
هاجس انت
ام دوار ؟
قلق ام امان ؟
غبية هي الاسئلة
حينما تدور حولك .
( 2 )
ربما دون أن تعي تلج الشاعرة مخاض و جدل الخطاب النسوي الذي بات سائدا في كتابات المرأة خاصة بعد انتشار وسائل الميديا الحديثة حيث وفرت فرصا متكافئة للطرفين بقصد تأكيد قوة الحضور وهي الثيمة التي يمكن ان نلمحها من بين السطور كما يقال في مجموعة ( لن تشفى مني ) ,هذه الجملة ,جملة النص الكبرى ,العنونة ,العتبة الاولى او ثريا النص كما يطلقون عليها و التي يمكن تأويلها : لن أتركك كما كنت ! بل لن تعود كما انت !