رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الأسبوع الذي هز جامعة كولومبيا


المشاهدات 1284
تاريخ الإضافة 2024/04/28 - 8:12 PM
آخر تحديث 2024/05/15 - 1:37 PM

تحت هذا العنوان سردت صحيفة “ نيويورك تايمز” أحداث الأسبوع الماضي التي تفجرت في جامعة كولومبيا الأميركية بعد أن أقام الطلاب المحتجون على جرائم الإبادة الجماعية في غزة، معسكراً يسيطر على حديقة الجامعة، فما كان من إدارتها بعد أن رضخت لاتهامات لجنة من الكونغرس بأن ما يفعله الطلاب هو معاداة السامية، إلا أن تستدعي شرطة مكافحة الشغب في نيويورك لتقوم باعتقال أكثر من مائة ناشط رفضوا المغادرة، لكن ذلك جاء بنتائج عكسية، كما تقول الصحيفة، وأدى إلى سلسلة من ردود الفعل هزت الجامعات في جميع أنحاء أميركا، ومنها جامعتي نورث كارولينا وأريزونا، بل وصل صداها إلى الجامعات الفرنسية والبريطانية، وفي مقدمتها جامعة أوكسفورد الشهيرة التي نظم طلابها احتجاجاً ضد استضافة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي وقاطعوا كلمتها بسبب دعمها للكيان الصهيوني.
إن ما حدث في جامعة كولومبيا والجامعات الأميركية الأخرى، رغم حملات الاعتقالات المستمرة التي شملت أساتذة وطلبة تعرضوا لإهانات قاسية في طريقة الاعتقال، لم يكن مفاجئاً لمن يعرف المواقف التاريخية للنخب المثقفة الأمريكية والأوساط الطلابية في الجامعات العريقة، وهي مواقف تتعارض بشكل مطلق مع سياسات الادارات الحكومية الخاضعة لسيطرة اللوبي الصهيوني، ولنزعة القوة الغاشمة المسيطرة على صانعي القرار من صقور البنتاغون والبيت الأبيض، فالشعب الأميركي شأنه شأن الشعوب الحرة المتمدنة، يرفض العنف وحروب الإبادة وتدمير البلدان واذلال الشعوب الأخرى، وقد جسد ذلك في مناسبات عديدة، لعل من أبرزها ادانته للحرب الأميركية الغاشمة في فيتنام وعدها حرباً عدوانية غير أخلاقية ولا مسوغ لها، وكذلك مناهضة غزو العراق في العام 2003، والكثير من المواقف التي تحسب للشعب الأميركي تاريخياً في وقوفه مع الشعوب المُضطَهَدة بالضد من سياسات الإدارة الأميركية وأساليبها العدوانية في  طريقة تعاملها غير الأخلاقية وغير الإنسانية مع القضايا الدولية، وآخرها وقوف الإدارة الأميركية الكامل والمفضوح مع الحكومة الإسرائيلية في حرب الإبادة ضد السكان المدنيين في غزة والتي ذهب ضحيتها لحد الآن ما يزيد عن 34 ألف شهيد، و 77 ألف مصاب أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، ناهيك عن اعداد الشهداء من الصحفيين والاعلاميين والكوادر الطبية والخدمية وموظفي المنظمات الدولية الذين لم يسلموا بدورهم من الاستهداف البشع للجيش الصهيوني وعصاباته الإجرامية، فضلاً عن آلاف المفقودين، وما زالت الأرقام ترتفع كل يوم بل وفي كل ساعة أمام آلة الحرب الصهيونية العدوانية البشعة التي ارتكبت مئات المجازر الجماعية منذ السابع من أكتوبر الماضي.
لقد حاول الصهاينة وقد أرعبتهم تظاهرات الجامعات الأميركية، أن يعيدوا تشغيل الأسطوانة المشروخة القديمة “ معاداة السامية “ التي لاحقوا تحت يافطتها العديد من المفكرين الأحرار في أوروبا وخارجها، متوهمين أنهم قادرون على اخماد نار هذه التظاهرات بهذه الذريعة السمجة التي طالما خدعوا بها العالم، ومن ذلك ما صرح به سفاح القرن الحادي والعشرين رئيس الوزراء الإسرائيلي المجرم بنيامين نتنياهو حين اتهم المتظاهرين في الجامعات الأميركية بأنهم يريدون قتل اليهود، متناسياً أن من بين المتظاهرين طلبة يهود رافضون لعدوانه البشع على غزة، ومناهضون لسياسة حكومته، ومناصرون للقضية الفلسطينية العادلة.
الأسبوع الذي هز جامعة كولومبيا، مستمر ومتصاعد في الجامعات الأميركية والأوروبية، وآخرها جامعات بنسلفانيا وجورج واشنطن وانديانا ونورث إيسترن التي شهدت أول أمس اعتقال أكثر من 100 طالب خلال فض اعتصامهم. والشعوب تقول كلمتها الحاسمة بشجاعة وقوة ووضوح من خلال طليعتها الحرة الواعية: لابد لهذه المجازر البشعة في غزة أن تتوقف، ولابد لهذه الحرب اللاأخلاقية من نهاية قريبة، ولابد للمجرم أن يدفع الثمن إن عاجلاً أو آجلاً.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير